التهور الاميركي !!
تظهر بين الفينة والاخرى تصريحات لمسؤولين اميركيين تعبر عن حالة الاحباط التي تعيشها الادارة الاميركية بعد الاتفاق النووي بين الجمهورية الاسلامية ومجموعة (5+1 ) والتي تمكنت فيه طهران من ان تخضع العالم للاعتراف بها بانها دولة نووية وان نشاطاتها سلمية بحته و لاترقى الى التسلح النووي.
بطبيعة الحال فان هذا الاعتراف يعد هزيمة منكرة ليس ليس فقط لواشنطن بل لكل حلفائها خاصة تل ابيب و الدول الذيلية في المنطقة، ولم يقف الامر عند هذه الهزيمة وحدها بل ان واشنطن وتل ابيب اللتان كانتا يتوعدان ويهددان طهران بشتى التهديدات من اجل ان تتنازل او تتراجع في موقفها عن نشاطتها النووية، الا ان هذه التهديدات قد اصبحت سرابا و غير ذات فاعلية لعدم اكتراث الجمهورية الاسلامية لها، لانها تعتقد ان اميركا وكما قال الامام الراحل الخميني الكبير ( رض ) لا تجرؤ ان ترتكب أي حماقة، وفعلا اصبحت هذه المقولة حقيقة واقعة لان واشنطن اصبحت اليوم اكثر عجزا بل اضعف من أي وقت مضى في فرض ارادتها بالقوة على الاخرين، لكون الاوضاع في العالم قد اختلفت جملة وتفصيلا عما كانت عليه في تسعينيات هذا القرن وان هذه اللغة لم تعد تجد لها طريقا في حل الازمات، كما عبر عن ذلك وبوضوح وزير الخارجية ظريف بالامس في الجزائر.
اذن فان تهديدات المسؤولين الاميركيين واخرها ما صرح به وزير حربها اشتون من ان الاتفاق النووي مع ايران لا يلغي الخيار العسكري، اصبح كالاسطوانة المشروخة التي مل المجتمع الدولي من سماعها، لانها تبقى حبرا على ورق و تقف عند حد التصريحات. وتذكرنا تصريحات اشتون هذه بالمثل المصري الذي يقول "الكلب الذي يعوو عوو ما يعضش" يعني انها تبقى جوفاء وتقع تحت طائلة الممارسات الكلامية وحسب.
وفي الواقع ان واشنطن تدرك جيدا ان طهران لاتخفيها ولن ترعبها هذه التصريحات التي فقدت معناها ومصداقيتها الواقعية ولعدة معطيات، ولذلك فانها تقع وكما عبرت اوساط سياسية و اعلامية ضمن حالة تطمين المرعوبين في دول المنطقة كاسرائيل وبعض مشيخات الخليج الفارسي الذين وضعوا بيضهم في سلة واشنطن ظنا منهم انها ستحافظ عليه، الا انهم وجدوا ان هذا البيض قد اخذ يتكسر امام حالة التعثر والانكسار التي تعيشها اليوم ليس فقط في المنطقة بل حتى في الداخل الاميركي الذي اصبح يهدد امنها و استقرارها لاخطائها في معالجة الامور.