kayhan.ir

رمز الخبر: 25293
تأريخ النشر : 2015September02 - 20:52

مؤشرات القلق الصهيوني

اميرحسين

ما افتعلته الصحافة الصهيونية خلال 48 ساعة الاخيرة من ضجة اعلامية حول وصول طائرات ميغ31 الروسية المتطورة جدا و كذلك مستشارين روس الى سوريا بل ذهبت الى ابعد من ذلك بان موسكو سترسل قوات روسية الى هذا البلد, ,هي مقصودة بالتاكيد و تاتي في سياق مراقبة العدو الصهيوني للموقف على الساحة السورية و قلقها المتزايد مما يحدث من تطورات متلاحقة فيها و في نفس الوقت تهدف الى خلط الاوراق و ارسال رسائل متعددة الاتجاهات لجني بعض المكاسب وفقا محاسباتها لما يدور في هذه الساحة التي لا شك فيه ان بقائها مستعرة هي من تخدم اهداف هذه العدو.

غير ان الصحافة الصهيونية لن تخف بيت القصيد من ضجتها الاعلامية عندما عرجت و نقلا عن مصادر غربية بان هناك مفاوضات روسية- ايرانية حول محاربة داعش في سورية و ان الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس زار موسكو قبل شهر واجتمع بالرئيس بوتين و هذا هو ما يؤرق الصهاينة بالتاكيد حول مدى التعاون الايراني الروسي في الساحة السورية.

و لسنا هنا بصدد تأييد او نفي ما اوردته الصحافة الصهيونية في المواضيع انفة الذكر و التي لم تؤكدها اية مصادر مستقلة لكن وزارة الدفاع الروسية سارعت الى نفي ما ذكرته الصحافة الصهيونية و وصفتها بالهراء و التخريف بل علق مسؤول روسي على جانب من ذلك بان دمشق ليست بحاجة لمثل هذه الطائرات في الوقت الحاضر.

ما نستشفه من كل هذه الضجة الاعلامية الصهيونية هو هلعها المتزايد من تطورات الساحة السورية و تراجع التكفيريين و هزائمهم المتوالية في اكثر من موقع لذلك كان عليها ان تتلافى الموقف و تبعث من خلال هذه الضجة رسائل متعددة و بمختلف الاتجاهات عسى ان تقلل من الاضرار المستقبلية و تخفف من تداعياتها على مجتمعها بدءا باثارة حفيظة الغرب و تخويفه لما يجري في سورية و دفعه و كذلك العرب لتقديم المزيد من المساعدات العسكرية للتكفيرين لمواصلتهم معركة الابادة و التدمير في سورية حتى لا ينعم هذه البلد بالامن و الاستقرار. اما رسالته المعاكسة للتكفيريين هو لرفع معنوياتهم المنهارة و مفادها بان نظام السوري في الوضع لا يحسد عليه اضطرت روسية في النهاية الى ان تدخل على الخط مباشرة لانقاذها لما تعانيه من ضعف و انهيار في الجانب العسكري.

و لا يسعنا في نهاية الحديث الا ان نقول ان الغيوم ستنجلى و ان الحقائق ستتكشف لكننا لا نستطيع ان ننكر ان العلاقات الروسية- السورية هي استراتيجية بامتياز و ان موسكو لازالت تؤكد على شرعية الرئيس الاسد لذلك تبقى كل الاحتمالات مفتوحة في هذا المجال.