kayhan.ir

رمز الخبر: 25290
تأريخ النشر : 2015September02 - 20:52

من نبض الحدث.. عقارب واشنطن في آخر التوقيت.. وروسيا تضبط المنبه السياسي

عزة شتيوي

تغيب الشخوص الأميركية عن المشهد، فلا أوباما يصرح ولا كيري سارح في اجواء المنطقة من مملكة لاخرى، وان اتى المبعوث الهوليودي ليثبت أنه على قيد الوجود السياسي في السعودية فلنتبين انها العقارب الأميركية تنفث اخر سمومها في الربع ساعة الأخيرة.

هي حمى الفشل السياسي اقعدت الادارة الأميركية مشلولة على الطاولة الدولية ترقب روسيا، وهي توضب مستلزمات الجينف الثالث، وتعد مقادير انعقاد المؤتمر دون تلك النواقص التي عمدت واشنطن على وجودها في المؤتمرات السابقة.‏

فلا حل سياسي دون مكافحة الارهاب ..والقضاء على داعش تتوجه تسوية سياسية..تقول موسكو ماضية بخطين متوازيين يلتقيان لحل الأزمة في سورية، كاسرة بذلك كل قواعد الهندسة السياسية الأميركية العوجاء التي طالما رسمت الحلول بمعادلات حافظت على بقاء مجهول فيها حتى استحالة المضي الى النتيجة.‏

تنفرد موسكو بالساحة السياسية لاستقبال جينف الثالث، وتهيئ الأرضية بجمع شتات المعارضات، ولا تستثني أحداً مادامه جاءها بمفرده دون تلك الاضافات الأميركية لأجندته، ومن أراد دخول المؤتمر المقبل عليه أن ينزع عن رأسه قبعة العمالة، ويطفىء جواله الملقن للاملاءات الغربية، ويدخل خاشعاً لاخراج سورية عن درب الآلام الذي حفرته واشنطن برفش المعارضات وبلدوزرات التطرف الداعشي.‏

روسيا جادة في صنع معجزة سياسية تغير ما في النفس الأميركية ونفوس الاتباع بدءاً السعودية وليس انتهاء بتركيا، وتأتي بهم لمكافحة الارهاب بتحالف غير ذلك التحالف الذي بات يشكل غطاء يحجب عن النظر الدولي ذلك التمدد الداعشي، ولكن هل تصلح الانفس؟‏

ربما ولكن ليس لان موسكو أرادت بل لانه الرئيس بوتين اتقن التوقيت وترقب هذه اللحظات التي يفلس الغرب فيها، فلا واشنطن قادرة على المضي بمشروعها بعد أن احبطها الصمود السوري وشلها ذلك الاتفاق النووي مع ايران، فغدا محور المقاومة عصياً على النيران السياسية والمتطرفة، فغادرت واشطن الحلبة وتركت الجثة الداعشية لمن قادر على تنظيف المنطقة منها، لكنها اي الادارة الأميركية في جحرها ولا استبعاد لبدائل هذا الفشل على المدى المنظور.‏

أما داعش ومهما كبر هذا الغول فسيعود الى قمقمه السياسي، وحتى لو دمر معبد بل التدمري، فحضارة السوريين لا تفنى طالما أنها لم تخلق من عدم سياسي كما هي حال هذا الشهريار الداعشي والخليفة سفاح النكاح، لذلك فالمؤكد أن داعش سيفنى وشركاء الخراب سيعدم بعضهم بعضاً، والأنباء الميدانية أصدق من كل التوقعات، فها هي الزبداني في طريقها الى الانتصار، وها هم أزلام "الخليفة” عند موطئ قدم الرسول في دمشق، ذبح بعضهم الآخر ليسقطوا أرضاً في تقاتلهم على الحوريات في السماء.‏