مهدي منصوري
يلاحظ حالة التردد التي تلف الموقف الاميركي في حسم ما يجري على الارض العراقية والتصريحات المتفاوتة لقادة البيت الابيض والتي توحي ان الولايات المتحدة تتجه نحو تنفيذ خطة بايدن التي طرحها عام 2004 والتي تقضي الى تقسيم العراق الى ثلاث مناطق شيعية وسنية وكردية، وقد واجهت هذه الخطة حينها رفضا قاطعا من قبل العراقيين ولم تجد انذاك دعما واسعا منهم، وقد اكدت بعض الاوساط الاعلامية والسياسية العراقية انذاك ان هذه الخطة تدفع العراق باتجاه الحرب الاهلية وكذلك اعتبرته تدخل غير مقبول من قبل الادارة الاميركية في الشأن الداخلي العراقي.
واليوم والعراق يعيش هجمة شرسة من قبل الارهاب المنظم والمدعوم اقليميا ودوليا واختياره مناطق محددة بالاضافة الى التخبط الاميركي الواضح في الرؤية وعدم اتخاذ القرار الحاسم للوقوف مع الحكومة العراقية في مواجهة هذه الهجمة قد يوحي وبصورة لا تقبل النقاش ان اميركا تسعى بالاتجاه الانف الذكر، وقد يكون تصريح اوباما الاخير الذي اكد فيه وبصورة اثارت الاستغراب وكذلك التساؤل وهو قوله "ليست هناك قوة اميركية تستطيع ابقاء العراق موحدا" واضاف كذلك من انه "ابلغ المالكي وكل المسؤولين الاخرين بوضوح انه ليست هناك قوة نار اميركية ستكون قادرة على ابقاء العراق موحدا"، ويتضح من ذلك ان الادارة الاميركية قد اقنعت نفسها ان لا علاج لمشاكل العراق الا بالتقسيم، وخاصة ما يواجهه اليوم لا يمكن القضاء عليه الا به.
ولكن ليعلم اوباما وادارة بيته الاسود وكل الذين يسعون في تحقيق هذا التصور، ان الشعب العراقي لايمكن ان يكون في يوم ما ان يقف متفرجا منتظرا ان تفعل واشنطن فعلتها وتقسم بلاده الى دويلات لتحقيق مشروع الشرق الاوسط الكبير، والذي افشلته شعوب المنطقة من خلال مقاومتها، ولا يمكن ان يقبلفي يوم من الاياك ب اي تدخل خارجي يأتي بمشروع مفروض، لن يكتب له النجاح لانه لن ينال دعم أي عراقي حريص على وحدة ارضه ووطنه وان يبقى العراق بلدا مستقلا قويا بارادة ابناء شعبه .
وكما استطاع العراقيون ان يتجاوزوا الكثير من العقبات والمشاكل التي واجهتهم ابان وجود الاحتلال وبعد رحيله فانهم اليوم قادرون وبكل قوة ان يتجاوزوا هذه الازمة المفتعلة الحالية، وذلك بتوحيد قواهم وجهودهم في مواجهة هذه الهجمة الارهابية وافشال المشروع الاميركي والاقليمي الذي خطط لتقسيم بلدهم وبلدان المنطقة الاخرى .