kayhan.ir

رمز الخبر: 2524
تأريخ النشر : 2014June22 - 21:17

رؤية إسرائيلية للمنطقة

د. إبراهيم البحراوي

عندما تقلب في عناوين الموضوعات المنشورة في موقع "ديبكا” الإسرائيلي المشهور بصلته بدوائر المخابرات الإسرائيلية تجد أن العيون الإسرائيلية مفتوحة على اتجاهات متعددة؛ أولها عملية اختطاف ثلاثة شبان من المستوطنين اليهود قرب مدينة الخليل يوم الخميس قبل الماضي وتداعياتها المحتملة.

وهنا تطرح كل الاحتمالات بدءاً من قصر عمليات الأمن الإسرائيلي على منطقة الخليل ومروراً بانتهاز الفرصة لتهشيم قواعد "حماس” في الضفة كلها، وصولًا إلى شن حرب واسعة على حركتي "الجهاد” و”حماس” في قطاع غزة.

قبل عملية الاختطاف كانت حكومة نتنياهو في أشد الضيق لقيام حكومة الوفاق الفلسطيني بين "فتح” و”حماس” وللموقفين الأميركي والأوروبي غير المعاديين لهذه الحكومة. إن محللي موقع "ديبكا” يتساءلون: هل جاءت عملية الاختطاف هدية لنتنياهو ليضغط على الرئيس عباس ويطالبه بتنشيط دور أجهزة الأمن الفلسطينية في البحث عن المخطوفين الإسرائيليين واعتقال مختطفيهم الفلسطينيين؟

إن مثل ذلك الضغط إذا استجاب له عباس فإن من شأنه وضع الرجل في موقف حرج. لماذا؟ لأن الجمهور الفلسطيني يرى في عملية اختطاف المستوطنين رداً مشروعاً على موقف "إسرائيل” الرافض للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين والذين يتعرضون لأقسى الانتهاكات الممنهجة ضد حقوق الإنسان داخل السجون الإسرائيلية، بمعنى أن هذا الجمهور الفلسطيني سيشعر بالاستياء إذا قام عباس بالقبض على المختطفين.

وهناك سبب آخر للموقف الحرج، وهو أن استجابة عباس للضغط الإسرائيلي قد يعني إعلان "حماس” إلغاء اتفاقية حكومة الوفاق وتحقيق ما يريده نتنياهو أصلًا من ضرب حالة الوحدة الفلسطينية.

إن هناك نوعاً من الربط لدى محللي موقع "ديبكا” بين قرار نتنياهو المحتمل بتوجيه ضربة عسكرية واسعة في غزة، وما يجري في العراق، غير أن الربط يأخذ اتجاهين، يتجلى أولهما في إظهار الاندهاش في العنوان التالي: "في الوقت الذي يهاجم فيه الجيش الإسرائيلي حماس، فإن الولايات المتحدة وإيران تبدءان تعاوناً عسكرياً ضد القاعدة في العراق”.

تحت هذا العنوان ينقل موقع "ديبكا” عن مصادره المخابراتية أن القوة الأميركية صغيرة العدد التي أرسلها الرئيس أوباما لحماية السفارة في بغداد، هي مجرد خطوة أولى بعدها سترسل الولايات المتحدة قوات أخرى للعراق، وأنها تحشد قوات بحرية وجوية في الخليج الفارسي من أجل التدخل في العراق.

وينقل الموقع عن دوائر عسكرية أميركية وبريطانية أن واشنطن وطهران بدأتا محادثات حول التنسيق العسكري بين الجيش الأميركي والقوات الإيرانية التي تعمل داخل العراق، وأن الطرفين بحثا احتمال قيام سلاح الجو الأميركي بنشر مظلة جوية فوق القوات الإيرانية العاملة في العراق لحمايتها ومساعدتها في مهاجمة أهداف "القاعدة”.

أما الاتجاه الثاني للربط عند محللي "ديبكا” بين قرار نتنياهو بمهاجمة غزة، وما يجري في العراق، فهو القول ضمناً بأن هزيمة قوات إيران، حليفة "حماس”، في مواجهتها مع "القاعدة”، ستؤدي إلى إحساس "حماس” و”الجهاد” بالتشجيع نتيجة لانتصار المنظمات المشابهة لهما. إن هذه الرؤية تعني أن المخابرات الإسرائيلية تفضل انتصار القوات الإيرانية في العراق على قوات "القاعدة” و”داعش” رغم شكواها من التحالف بين إيران و”حماس”.