kayhan.ir

رمز الخبر: 25230
تأريخ النشر : 2015September01 - 21:49

الدوحة والتامر على العراق

مهدي منصوري

القناعات المتوفرة لدى المتابعين للنزاعات الدائرة في المنطقة تؤكد ان الدور السلبي لمشيخات الخليج الفارسي كان له الاثر الفعال في استمرارها واستفحالها بحيث اوصلت الامر وفي بعض الدول الى الاحتراب الداخلي من خلال دعم الارهابيين وليبيا احدى الشواهد الحاضرة فضلا عن الدول الاخرى في المنطقة.

ولايخفى ايضا ان الدور التخريبي لهذه المشيخات في العراق قد يكون من اوضح الواضحات خاصة في التدخل السلبي في الشان الداخلي العراقي محاولة منها في عرقلة العملية السياسية الجديدة لان لاتاخذ موقعها الطبيعي في نفوس العراقيين.

وخلال عقد من الزمان مضى على هذه العملية السياسية لازالت بعض مشيخات الخليج الفارسي لم ترسل حتى سفيرا لها الى بغداد بل انها تعمل في الخفاء والعلن ومن خلال دعمها وارسالها للارهابيين من جهة وتطويع بعض ضعاف النفوس من السياسيين بالاغراء المالي ليكونوا ادوات طيعة في تنفيذ مخططهم ضد العراق والعراقيين في تفتيت وحدة ارضه وشعبه.

ومن الملاحظ ايضا ان جميع المحاولات البائسة التي مورست من اجل اجهاض العملية السياسية القائمة قد باءت بالفشل ولذلك وبعد ان خرج العراقيون اليوم الى الشارع ليطالبوا حكومتهم المنتخبة باجراء الاصلاحات المطلوبة في تنفيذ الخدمات ومحاربة المفسدين وهو حق كفله الدستور وايدته المرجعية العليا نجد اولئك الذين يتصيدون في الماء العكر من ايتام النظام السابق وبعض الحاقدين ومؤيدي الارهاب والارهابيين قد وجدوا في التظاهرات فرصة من اجل استغلالها لتحقيق مارب اسيادهم في الدوحة والرياض وواشنطن وتل ابيب وذلك من خلال حرف بوصلة هذه التظاهرات من المطالب المشروعة الى مطالب اخرى لاعلاقة لها بالفساد والخدمات.

وقد بدت بوادر هذا الامر واضحة من خلال تناقلته وسائل اعلام محلية وعربية ومواقع تواصل اجتماعي اخبارا مفادها أن شخصيات "سنية" بارزة ستعقد اجتماعا اليوم الاربعاء في العاصمة القطرية الدوحة، مبينة أن الاجتماع سيحضره رئيس البرلمان سليم الجبوري ووزير التخطيط سلمان الجميلي. بالاضافة الى ماذكرته هذه الوسائل من ان الدوحة قد خصصت مبلغا قدر ه 200 مليون دولار للاجهاز على العملية السياسية من خلال هذه الشخصيات، لذلك نقلت مصادر من داخل اروقة الاجتماع ان مشادة كلامية عنيفة قد جرت بين بعض الشخصيات والاطراف بحيث وصلت الى التشاجر بالايدي والشتائم فيما بينهم بحيث اضطرت الاجهزة الامنية القطرية للتدخل في فض النزاع.

ولذلك فان اوساط سياسية واعلامية عراقية نددت بموقف دولة قطر هذا واعتبرته تدخلا سلبيا في الشأن الداخلي العراقي وانه سيكون مدعاة الى الاحتراب الداخلي . وطالبت الحكومة العراقية بموقف حازم من هذا الامر.

وفي نهاية المطاف والذي لابد من الاشارة اليه ان المرجعية العليا وبعض القيادات السياسية والعسكرية قد حذرت المتظاهرين بالامس من عدم فسح المجال امام تغلغل عناصر فاسدة ومدعومة اقليميا ودوليا لحرفها عن مسارها المشروع ، خاصة وان اخوانهم من ابناء الحشد والقوات المسلحة تخوض حربا ضروسا ضد الارهابيين، وان يكونوا عونا وسندا لهم في الاستمرار حتى طرد اخر مرتزق من ارضهم ومدنهم.