الامم المتحدة والهيبة المفقودة
محمد بنوت
كل الادانات والاستنكارات ومصطلحات الشجب الصادرة عن الامم المتحدة لا زالت ضمن تصنيف العبارات الانشائية حيث لم تغيّر طيلة خمسة اشهر من العدوان السعودي الظالم على اليمن شيئا ولم تلق استجابات وآذان صاغية من قبل قيادات العدوان .
علامات استفهام كبيرة تثار حول دور الامم المتحدة في الازمات وفي الذود عن المستضعفين والمنكوبين من الحروب خاصة في اليمن لكن التجارب الحية التي مرت على ذاكرة المشاهد العربي بشكل خاص توضح ان الامم المتحدة لم تكن يوما ذات سلطة ويد طولى في انهاء الاقتتال والصراعات .
ويتذكر الفرد العربي ان الامم المتحدة المزعومة خلال عدوان عام 1993 على لبنان تحت عنوان حرب السبعة ايام وخلال عدوان عام 1996 تحت عنوان عناقيد الغضب وتبعه عدوان عام 2006 لم تحرك الامم المتحدة اتجاه المجازر في قانا وصديقين والقليلة وغيرها من المناطق اللبنانية ساكنا واكتفى مجلس الامن الدولي باصدار القرارات التي كان جلها جائرا ومجحفا بحق اصحاب القضية والارض.
ونتذكر ايضا ان الامم المتحدة لم تتحرك النخوة فيها واصدار القرارات فيها الا حين قام ثلة من المقاومين بانتزاع حقهم من عنق المحتل واعتبروا هذا انذاك تعد على سيادة "اسرائيل" ووصفوه بالخروقات فضلا عن الباس المقاومة المحقة لباس الارهاب متناسين بذلك الانتهاك اليومي للاحتلال الاسرائيلي للارض والسيادة اللبنانية،ولعمري اين نخوتهم تلك حيال قضية فلسطين التاريخية ولماذا لم نر تحركا امميا حتى اليوم للمطالبة بحق فلسطين وشعبها ؟؟
وعود على بدء فيما يتعلق بالشأن اليمني ودور الامم المتحدة خلال العدوان فان قراءة بسيطة تكشف مدى الانصياع الاممي لجناب المملكة اذ اننا نسترجع الماضي ونرى كيف عزل جمال بن عمر المبعوث الاممي الاسبق الى اليمن بعد ان تعارضت سياسته ومواقفه مع توجهات المملكة بمواصلة العدوان وبعد ان كان قاب قوسين او ادنى من لم شمل الاطراف اليمنية والتوصل الى حل سياسي سلمي كما صرح في احاطته الاخيرة التي قدمها لمجلس الامن الا ان ذلك لم يعجب قيادات العدوان فقد شكل موقف بن عمر خطرا على الذرائع السعودية لمواصلة القتل ما يؤكد ان المملكة متحكمة بقرارات الامم المتحدة.
وبخصوص المبعوث الاممي الجديد اسماعيل ولد الشيخ احمد فقد لاح وظهر من سلوكه السياسي وادائه في تقريب وجهات النظر انحيازا لخيارات المملكة وفاحت رائحة تآمر اممي على شعب فقير اعزل في صعدة والحديدة واب ومارب وصنعاء والجوف وتعز.
ويخرج علينا الامين العام للامم المتحدة السيد بان كي مون نهاية المطاف ليعلن عن غضبه لعدم التزام السعودية بالهدن الانسانية وفي الحقيقة هو غضب لسيادة الامم التي انتقصت هيبتها واستخف السعودي بموقعها وليس غضبا لفاجعة اليمن على الاطلاق الا انه يا سيد بان كي كون ما لم يتحول الغضب لممارسة فعلية توقف الحرب فاحتفظ بغضبك حيث لا داعي له.