الرياض لبغداد .. اتبعونا أو نبيدكم !!
مهدي منصوري
الجميع بقي يدرك ان السعودية تعيش أزمة حادة وكبيرة خاصة بعد ان اجمع العالم انها تدعم الارهاب وتقف وراءه بقوة ووصل الامر الى حد ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اعلن انه سيطرح هذا الموضوع على المجتمع الدولي في الامم المتحدة ولذلك فان الذي اتهم السعودية بدعم هو المجتمع الدولي وليس المالكي .
اذن فان تنصلها عن هذا الامر ومحاولة منه للدفاع عن نفسها قد يثير السخرية والاستهزاء وان الادلة القاطعة التي تبرزها الاحداث ليس في سوريا والعراق فحسب بل وفي كل منطقة يتواجد فيها الارهاب نجد، ان السعودية لديها اليد الطولى في دعمه واسناده .
وقد يكفي ان يعلن سعود الفيصل بالامس وبصراحة وامام المجتمعين في مؤتمر الرياض ان حكومته تدعم الارهاب بكل قوة وان أي مواجهة مع هذا الارهاب هو مواجهة مع السعودية، من خلال تحذيراته للحكومة العراقية مطالبا منها ان تصطف معها وان لا تواجه المجموعات الارهابية التي تعبث اليوم بأمن و استقرار البلد.
اذن فان هذا الاعتراف لدليل قاطع على ان السعودية تدعم الارهاب وليضاف دليلا جديدا عليها، واللافت في الامر ايضا كيف يريد سعود الفيصل ان يكون العراق مثل السعودية وأين هو وجه المقارنه في ذلك، هل توجد انتخابات تشريعية يشارك فيها ابناء الشعب السعودي لينتخبوا من يمثلهم ؟ وهل يستطيع أي سعودي أن يظهر على شاشة التلفاز وينتقد الحكومة بالصراحة التي تجري في العراق؟ وهل اعطت السعودية حقوق الذين يطالبون بحقوقهم في المنطقة الشرقية وغيرها والتي لم تسمح لهم حتى بالتجمع للتعبير عن رايهم وتقابله بالقمع كما أصدرت احكاما قاسية بالامس على عدد كبير منهم لاذنب سوى انهم شاركوا في تظاهرة احتجاجية؟ بينما نجد في العراق التظاهرات شبه اليومية والتي يصل فيها الامر الى النيل من رئيس الحكومة ولم يتخذ أي اجراء تعسفي ضد المتظاهرين ، اذن لاوجه للمقارنة في هذا الامر الا انه يطلب من المالكي ان يسير على نفس المنهج السعودي في اذارة الحكم.
اذن الا يعود سعود الفيصل الى وعيه ويفكر جيدا فيما يقول ام ان الحقد الطائفي المقيت دفعه الى التعامل مع احداث العراق ؟
لذا فان ما خطط له السعوديون وغيرهم من ادارة الاوضاع في العراق وبما يحلو لهم ويريدون، فان ذلك بعيد المنال، وان العراقيين وبعد فتوى المرجعية العليا قد قرر ان يقطع دابر كل الارهاب والارهابيين وقطع كل الايادي المجرمة التي ساهمت في تنميته وفتحت الآفاق نحوه من خلال الدعم المادي واللوجستي.
ومما يوحي ايضا ان التصريحات التي اطلقها سعود الفيصل وكما وصفته الاوساط الاعلامية والسياسية بانه كان ردة فعل للخوف والهلع التي تعيشه السعودية اليوم، والذي لا سابق له، وقد بدأ واضحا على ملامح الفيصل من خلال الاجتماع الذي كان من المفروض ان يبحث حلا للازمة في العراق بل انه اصبح مؤتمرا يدافع عن الارهاب والارهابيين.
واللافت في الامر والذي اثار استغراب الكثير من المراقبين السياسيين هو حضور عباس وهو رئيس للسلطة في مؤتمر لوزراء الخارجية والذي يتنافى مع كل ما جرت عليه من قبل مثل هذه المؤتمرات والذي اعتبره المراقبون التخبط والارباك الذي يعيشه الحكم السعودي اليوم، والمستغرب في الامر ايضا ان عباس ومن منبر هذا المؤتمر يعلن وبوضوح تام بوقوفه الى جانب اسرائيل من خلال ادانته لاحتجاز ثلاثة من الصهاينة الا انه وبنفس الوقت لم يسمح لنفسه ان يذكر الاسرى الفلسطينيين الذين يعانون الامرين في سجون الصهاينة مما يعكس ان المؤتمر والذي دعت اليه منظمة التعاون الاسلامي قد جاء مطابق لوجهة نظر السعودية في الدفاع عن اسرائيل.
وفي نهاية المطاف فلتعلم الرياض ان بغداد لايمكن ان تركع او تخضع او تسير في الركب الرجعي الاستعماري المتخاذل الذي تسير فيه السعودية وامثالها، بل على السعودية واذا كانت جادة في حربها على الارهاب وكما تدعي زورا وبهتانا ان تقف اليوم الى جانب ابناء الشعب العراقي الذين هبوا هبة رجل واحد في ضرب الارهاب وحضائنه ومن يدعمه وأي كان لونه وشكله.
وان أي موقف ومن أي دولة كانت يخالف هذا الامر فانه يضعه في صف معاداته للشعب العراقي ، وانه سيأتي اليوم الذي تأتي به ابناء الضحايا الذين وقعوا ضحية الارهاب السعودي ومن دعمه من الدول لكي يطالبوا بحقهم من هؤلاء أمام المحاكم الدولية.