kayhan.ir

رمز الخبر: 22995
تأريخ النشر : 2015July25 - 21:36

الإرهابي ساركوزي يحلم بإطالة عمر الإرهاب في الجزائر

زكرياء حبيبي

ليس بريئا على الإطلاق أن يُطلق الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي نيران حقده باتجاه الجزائر من الجارة تونس، بُعيد الجريمة الإرهابية بعين الدفلى التي خلفت 09 شهداء في صفوف جيشنا الباسل، وليس بريئا كذلك أن يستغل رئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس مأساة استشهاد جنودنا الأبطال، ليمارس بخبث ما يدعي أنه "المعارضة”، فبن فليس يكاد يلتقي مع سيّده ساركوزي في التطاول على الجزائر والسعي لإحباط نفسية الجزائريين، فساركوزي زعيم التنظيمات الإرهابية في شمال إفريقيا وسورية.. يصرح من تونس أنه "لا أحد يعرف ما ستؤول إليه الأوضاع في الجزائر، وكيف ستكون الجزائر في المستقبل، وكيف سيكون وضعها”، وذلك في سياق حديثه "عن الخراب الموجود في ليبيا”، ويتناسى هذا "الزعيم” الإرهابي أنه هو وحلفاؤه من حوّل ليبيا إلى مستنقع للإرهاب تحت غطاء "محاربة الديكتاتورية ونشر الديموقراطية”، وأن الجزائر التي يحلم بمستقبل مجهول لها، هي من عارض سياسة ساركوزي وحذرت من عواقب التدخل العسكري في ليبيا ولا تزال، أما بخصوص علي بن فليس، فمواقفه تتقاطع بشكل مثير للإستغراب مع مواقف هذا الساركوزي، حيث ادعى بن فليس أن "الخطاب السياسي المُسكَّن بشأن القضاء على الإرهاب واسترجاع السلم واستتباب الأمن هو خطاب متسرع في استقراءاته”، وكأننا به ينتظر شأنه شأن ساركوزي "خراب الجزائر” لا قدّر الله.

هذا التناغم الشيطاني بين الإرهابيين وساركوزي وبن فليس يُفسر برأيي الأسباب التي جعلت علي بن فليس يحظى بدعم قوي من قبل بعض بيادق الربيع العربي في الخليج الفارسي، إضافة إلى الإهتمام غير المبرر من قبل بعض الأبواق الإعلامية العربية والغربية لعلي بن فليس، الأمر الذي يدفعنا إلى الجزم بأن مهندسي مؤامرة الربيع العربي كانوا يراهنون على بن فليس لإحكام هيمنتهم على الجزائر، وبرأيي أن تصريحات بن فليس لا يمكن تبريرها على الإطلاق، وخير دليل على ذلك، التلاحم الكبير الذي أبداه الشعب الجزائري بمختلف أطيافه مع الجيش الوطني الشعبي، والذي وصل إلى حد رفع شعار عجت به مواقع التواصل الإجتماعي وهو: "أنا جندي جزائري شهيد يوم العيد”، فهذا الشعار برأيي يُعتبر أكبر ردّ على الإرهابي ومجرم الحرب ساركوزي، والمتطفل على السياسة علي بن فليس، لأنه شعار عفوي ويحمل دلالات عظيمة وعميقة، مؤداها أن كل جزائري هو جندي وهو مشروع شهادة في سبيل الدفاع عن استقلال وسيادة وكرامة الجزائر.

في سياق التحامل واستفزاز مشاعر الجزائريين دائما، عملت بعض الأبواق الإعلامية الرخيصة في الجزائر على استغلال مأساة عين الدفلى للمتاجرة بدماء جنودنا الشهداء، فعوض أن تُدين بقوة وبشكل صريح هذه الجريمة الإرهابية النكراء، راحت تُبرر بشكل ضمني جرائم الإرهابيين بادعائها أن تعمير الإرهاب لحوالي ربع قرن من الزمن في الجزائر هو نتاج لاستشراء الفساد، وهذا ما برز بشكل جلي في عمود سعد بوعقبة بجريدة الخبر الصادرة يوم 21 جويلية 2015، تحت عنوان: "محاربة الإرهاب ببيانات شهاب؟!”، حيث كتب هذا المقاول لغير الجزائر: "سوء الإدارة الإعلامية لملاحقة الإرهاب لا تقل بؤسا عن العملية نفسها، ولهذا عمّر الإرهاب ربع قرن في البلاد وما يزال.. وسيظل ما دمنا نحاربه إعلاميا ببيانات شلبية وشهاب وغيرهما؟!”، إنني لا أتعجب لأمر بوعقبة الذي سقط بحق في ما حذر منه، فهو يختزل فشل محاربة الإرهاب في ما سماه ب "بيانات شلبية وشهاب”، وهما على التوالي رئيسة حزب وقيادي في حزب التجمع الوطني الديمقراطي والناطق الرسمي له، فهل يعقل أن ينحدر سعد بوعقبة إلى هذا الدرك الأسفل من تفاهة التحليل وإقحام أحقاده الشخصية في تشخيص ظاهرة الإرهاب في الجزائر، وغالب ظني أن بوعقبة لا يعكس في عموده هذا رأيه الشخصي، بل إنه يروج لسياسة مشغليه داخليا وخارجيا، والذين يحاولون عبثا تحويل أنظار الجزائريين عن الخطر الحقيقي الذي يتربص بهم والمتمثل في "حلف مهندسي مؤامرة الربيع العربي والإرهاب”، فهل يُعقل أن يسمح البعض لنفسه بانتقاد السلطة وتحميلها مسؤولية الجريمة الإرهابية التي عاشتها عين الدفلى، وفي الوقت نفسه لا ينطق ببنت شفة للتنديد بالإرهاب ومن يقفون وراءه، شخصيا لا أنتظر من هؤلاء ومن ورائهم ساركوزي وأتباعه عندنا، أن يُنددوا بالإرهاب بشكل صريح ومباشر، ما دام أنهم هم المستفيدون منه ومن جرائمه النكراء، ويعملون على استغلال نتائج العمليات الإرهابية لخلق مزيد من الاضطراب والفتن في الجزائر، لكن الأكيد والمؤكد هو أن من حملوا شعار: "أنا جندي جزائري شهيد يوم العيد”، سيلقنون هؤلاء وأولئك درسا قاسيا لن ينسوه أبدا، لأن الأمر يتعلق بالجزائر، وما أدراك ما الجزائر.