وانكشفت عوراتهم
يبدو ان الرياض التي حاولت عبثا ان تعلق اخطاءها السياسية وهزائمها القاتلة في اكثر من موقع عربي على شماعة بندر بن سلطان الذي اقصي عن السلطة في الاونة الاخيرة بهدف تحسين صورتها لازالت ولشدة ارتباكها وتخوفها من المستقبل المظلم الذي ينتظرها تتخبط في نفس السياسات ولكن هذه المرة كان مفضوحا ومدويا بسبب ان التوأم لبندر "سعود الفيصل" لازال يتحكم بالقرار السعودي وكأنه اراد ان يجرب حظه العاثر لاخر مرة في العراق عسى ان يسعف بلاده من المهلكة ويعوض عليها الهزائم التي منيت بها.
ولا ينكر ان النظام السعودي الذي هو احد اهم الاطراف المتورطة في الموصل عبر دعمه المفتوح لداعش، استعجل نتائج هذا التورط المفضوح واعلن عبر اعلامه الداخلي والخارجي عن فرحته العارمة والمفرطة لانتصارات داعش الواهية في الموصل وبعض المناطق العراقية وقد انعكس ذلك على مسؤوليه لينتقل بدوره الى مجلس الوزراء السعودي وكأنه
يعلن شروط داعش السياسية لحل الازمة في العراق ويعرب عن قلقه لما حل بالعراق بالقول: ما كانت لتحدث في العراق لولا السياسات الطائفية والاقصائية مطالبا في نفس الوقت وهنا بيت القصيد "الاسراع الى تشكيل حكومة وفاق وطني". وهو هدف الرياض ومعها بعض الاطراف الاقليمية وبالطبع اسيادهم الاستكبار الغربي المتضررين جميعا من العملية الديمقراطية في العراق، دفع داعش لارتكاب الجرائم الوحشية التي تدخل في اطار العقاب الجماعي للشعب العراقي هو وابتزاز حكومة بغداد ومصادرة قرارها الوطني المستقل وفرض معادلة ظالمة خارج ما افرزته صناديق الاقتراع لتأمين مصالحهم اللامشروعة في العراق.
واذا ما وضعنا جانبا التدخل السعودي السافر في الشأن العراقي واتهامه الباطل ضد الحكم القائم في العراق الذي يضم كل مكوناته كلا حسب حجمه في جميع المؤسسات وان كنا لا نحبذ استعمال اللغة الطائفية فان الوزراء السنة هم اكثر من حجمهم وفقا للمصادر العراقية اضافة الى ان رئاسة المجلس ومساعدين لرئيسا الجمهورية والوزراء من السنة ايضا. لكن ما ساقه البيان الوزاري السعودي ضد العراق يجسد الواقع المأساوي بحذافيره في السعودية حيث لم تجد وزيرا او مديرا عاما او ضابطا شيعيا في الجيش او مسؤولا رفيعا.
ان زمن الاملاءات والتدخلات السافرة للقوى العالمية الظالمة قد ولى الى غير رجعة لانها تصطدم بمقاومة الشعوب ومعارضتها فما بالك بأذيالهم في المنطقة الذين لايمتلكون حتى قرار انفسهم.
ان هذه المواقف المخزية وقبلها الموقف الضبابي الاميركي وبالاخص تصريحات اوباما التي ربط فيها مساعدته للعراق بتوافق الكتل السياسية العراقية، كشفت بوضوح بان داعش مجرد واجهة واداة لتنفيذ سياساتهم الاستعمارية الخبيثة في العراق من اجل مصادرة قراره الوطني المستقبل ووضعه في خانة الدول العربية المنبطحة والمستسلمة للعدو الصهيوني وهيهات ان يتحقق ذلك على ارض الواقع الا في عقولهم المريضة.