kayhan.ir

رمز الخبر: 2268
تأريخ النشر : 2014June17 - 21:38

العراقيون .. لا للسناريو السوري!!

مهدي منصوري

الاحداث الجارية في العراق تعيد بنا الذاكرة الى قبل ثلاث سنوات ونيف وعند بداية الازمة السورية اذ وظف الاعلام المعادي هذه الازمة بصورة مشوهة من خلال ابراز الصورة الاخرى والتي اخذ يؤكد من خلال تشكيل معارضة مزيفة خارجية وكذلك بالدفع الى بعض الضباط في الجيش السوري ومن خلال الاغراء المادي ان يتركوا مواقعهم ليصوروا او يقنعوا العالم ان الذي يدورفي هذا البلد هو صراع بين الحكومة والشعب الرافض للحكم، ولكن هذا الزيف قد كلف السوريين الكثير من التدمير وازهاق الارواح واراقة الدماء البريئة، ولكن وبعد ثلاث سنوات اقتنع العالم ان الذي يجري هو لم يكن كما برمج وخطط له بل ظهرت الحقيقة تفصح عن نفسها وهي ان هناك ارهابيين قدموا من 73 دولة تلقوا الدعم المادي واللوجستي من اجل اسقاط حكومة الاسد ولكن الصبر والصمود والمقاومة الباسلة للجيش والشعب السوري تمكنا من افشال هذا المشروع وازالت القناع المزيف وظهرت الصورة واضحة للجميع بحيث اخذت تقلق العالم اجمع، واليوم نجد ان نفس هذا السيناريو الخبيث يراد تطبيقه على ما يجري في العراق، وذلك من خلال القنوات الفضائية المعادية للوضع القائم هناك و من خلال استخدام بعض الوجوه المأجورة وتحت عناوين مزيفة لخديعة المستمع واظهار ان الذي يجري في العراق ليس هو قيام الارهاب والارهابيين الاجانب على تهديد امن العراق واستقراره من خلال ان تكون الموصل نقطة الانطلاق كما كانت درعا في سوريا.

ولكن والحمد لله ان الواضح والذي لا لبس فيه ولا غموض والذي كشف عن نفسه منذ الوهلة الاولى وهي ان هناك تواطؤ خبيث قد جرى تنفيذه من خلال تراجع بعض السياسيين وانهزامهم وتسليم هذه المحافظة للارهابيين والذين افصحوا عن انفسهم من خلال بياناتهم الاولى.

ومما يؤسف له اليوم ان بعض دول المنطقة وهي التي وقفت في صف العداء للعملية السياسية الجديدة قد وجهت اعلامها المزيف من اجل تضليل الرأي العام سواء كان في المنطقة والعالم والذي يعطي انطباعا سيئا عما يجري في العراق وتصويره بشكل من الذي يحدث هو انتفاضة او ثورة شعبية ضد الحكم القائم وكما استخدموه وبنفس الصورة في الشكل في سوريا وقد جاء الامر على لسان بعض المسؤولين في بعض هذه الدول.

وقد تمكنوا ان يخدعوا بعض الاطراف الدولية بهذه الخزعبلات مثل الامين العام للامم المتحدة الذي وقع تحت تاثيره والذي دعا الحكم القائم في العراق الى اجراء الحوار كما اعلنته من قبل بعض الكتل السياسية العراقية التي تساند الارهاب والارهابيين.

والسؤال هنا كيف يمكن مطالبة الحكومة في الحوار مع من رفع السلاح ويريد القضاء عليها واقصائها بطريق القوة هذا من جانب، ومن جانب آخر ان هؤلاء المجرمين ليسوا عراقيين بل ان غالبيتهم من الاجانب من الشيشان وافغانستان والسعودية وقطر وغيرها من البلدانالاخرى، اذن هل يقبل عاقل قبول طرح موضوعه الحوار مع هؤلاء القتلة؟. ولو ان الامر ذاته حدث في أي دولة في المنطقة فهل تذهب للحوار ام انها ستقوم بقمعهم والقضاء عليهم ولدينا الكثير من الشواهد عما تقوم به بعض الدول في المنطقة والتي تواجه احتجاجات ابناء جلدتها من المواطنين بأقسى انواع القمع لا لسبب سوى انهم خرجوا مطالبين ببعض الحقوق المشروعة ولابد ان نضع ايدينا على ما جرى ويجري على تركيا والبحرين والسعودية وغيرها من هذه الدول التي اخذت اليوم تؤطر ما يحدث في العراق من هو انتفاضة شعبية للتضليل ولاغير.

اذن والذي يمكن الاشارة اليه وبوضوح ان الاوضاع في العراق اليوم واضحة الصورة ولايمكن لاي كان ان يطمس معالمها او يغير من صورتها انه الارهاب بقضه وقضيضه وبعد ان تلقى الضربات الماحقه من قبل الجيش السوري والذي يبحث عن ملجأ آمن فانه اختار العراق لان يكون البديل، ولكن قد اخطأ في الاختيار لان الشعب العراقي وبدعوة من المرجعية العليا قد هب لمحاربته والقضاء عليه وانه سيزلزل الارض من تحت اقدامه والذي لايمكنه ان يستقر لحظة واحدة وان الايام القليلة القادمة ستثبت وبوضوح ان الصوت العراقي ليرتفع رافضا للسيناريو السوري بكل اشكاله والوانه وصوره.