kayhan.ir

رمز الخبر: 22610
تأريخ النشر : 2015July15 - 22:06

وللحقيقة وجه آخر

حسين شريعتمداري

لو لا المهلة التي وضعت لملصادقة بشكل نهائي على الوثيقة التي تم الاتفاق عليها اول امس بين ايران و5+1، لما كان هناك ضرورة لطرح هذا المقال، اذ ان طلب العافية يقتضي ان يسطر القلم كل ما هو موائم، الا ان اعلان مهلة الاسبوعين لايران والشهرين! لاميركا للمدارسة والمصادقة النهائية على وثيقة فيينا من جانب، ومن جانب آخر تاكيد رئيس جمهوريتنا المحترم في كلمته المتلفزة اول امس، شجعني لابداء نقد منصف لناقد متحرق.

1 ــ عصر الثلاثاء وبعد ساعة من قراءة نص البيان المشترك لايران والسداسية الدولية من قبل الدكتور ظريف والسيدة موغريني منسقة الشؤون الخارجية للاتحاد الاوروبي، انبرى اوباما لتبيان الخطوط العريضة للاتفاق في موعد مسبق لبرنامج تلفزيوني، طارحا بعض اهم رؤوس النقاط.

فكان لقراءة اوباما لوثيقة فيينا، وهو اقتباس لرأي الحكومة الاميركية حول مسودة الاتفاق، بون شاسع عن ما طرحه رئيس جمهوريتنا المحترم في التقرير المتلفز بخصوص اتفاق فيينا. هذه المسافة والتي تقرب من التناقض في موارد لنص التقرير الذي قرئ قبل ساعة من قبل وزارة الخارجية الايرانية.

من هنا يحدونا القلق من تكرار الفهم المختلف والمتناقض للجانبين لاتفاق لوزان، ونواجه بلعبة اميركية جديدة! ولما كان هناك مهلة لتقييم الوثيقة والمصادقة عليها بشكل نهائي ينبغي ان نتفاءل انه قبل المصادقة النهائية على الاتفاق المذكور في مجلس الشورى الاسلامي او في المجلس الاعلى للامن القومي، اذ سترفع هذه التحاليل المختلفة ليصطبغ نص اتفاق فيينا بالشفافية ويمتنع عن التاويل.

2 ــ كان لاوباما اشارة في كلمته المتلفزة الى محاور من الاتفاق على ان تناول جميع الموارد يستلزم وقتا طويلا لا يحتملها هذه المقالة، ولذا نكتفي باستنطاق نماذج منها؛ الخطوط الكلية ــ وبعبارة ثانية خطوط اميركا الحمراء ــ وهي ما تم التوصل الى اطارها في فصل الربيع ــ أي في اتفاق لوزان ــ.

باء: على اساس هذا الاتفاق، سيكون لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تفقد لاي مكان يشخصون ضرورته. (أي جولات تفتيشية ابعد من المنصوص في البروتوكول، لاي مكان وفي أي زمان!)

جيم: كما ان الوكالة قد وصلت الى اتفاق على اساسه تتمكن ، لاكمال التحقيق حول الابعاد العسكرية المحتملة ــ PMD ــ، من تفقد ما تعتبرها ضروريا.

دال: ان العقوبات على ايران ستلغى رويدا رويدا وبشكل تدريجي. (وهذا المقطع من الحديث يتناقض مع الخطوط الحمراء المعلنة من قبلنا والقاضية بالغاء للعقوبات بشكل كامل لوقت واحد.)-

هاء: ان هذا الاتفاق ينسجم وسنة زعامة اميركا للعالم!

واو: فيما ستحذف ثلثا اجهزة الطرد المركزي.

ونماذج اخرى حول مفاعل اراك للماء الثقيل، وتاطير البحوث والتطوير R&D، واستئناف الدورة الكاملة للتخصيب و...

3 ــ ان بيان اوباما لوثيقة فيينا في بعض محاورها الاساس ليست مختلفة مع ما طرحه رئيس جمهوريتنا في حديثه المتلفز اول امس وحسب وانما هي متناقضة.

على سبيل المثال، فقد اكد السيد روحاني على ان جميع العقوبات وحتى الحظر الصاروخي، و التسليحي، والمصرفي، والتامين، والبتروكيماويات، والنقل والمواصلات، والمالية و... ستلغى في يوم تنفيذ الاتفاق، كما واكد السيد روحاني على اكمال مفاعل اراك للماء الثقيل بنفس خصوصية الماء الثقيل ويتم اكمالها مع ما جاء في الاتفاق.

ان ما اشار اليه السيد روحاني بخصوص محطة فردو وعديد اجهزة الطرد المركزي و... يختلف مع الطرح الذي تحدث عنه اوباما.

4 ــ من البديهي ومن غير المستبعد ان يكون بيان اوباما لوثيقة فيينا غير حقيقي ولا ينطبق ونص البيان، الا انه لما كان البيان يصدر من رئيس جمهورية اميركا والجانب الاساس من المفاوضات، يكون القلق مبررا كيلا نواجه احداثا تشبه البيان المختلف لاتفاق لوزان، من هنا يتحتم على المعنيين بالبرنامج النووي لبلدنا ومنهم ممثلو مجلس الشورى الاسلامي الذين يفتر ض منهم حسب المادة 77 و125 من الدستور بدراسة وابداء الرأي النهائي بخصوص هذه الوثيقة وكذلك اعضاء المجلس الاعلى للامن القومي ليمحصوا الوثيقة بدقة، واذا ما حصلوا على اختلاف في الاراء المطروحة من قبل جانبي الاتفاق أي رئيس جمهوريتنا المحترم، ورئيس جمهورية اميركا، بسبب وجود بنود في وثيقة فيينا حمالة اوجه، فينبغي اصلاحها قبل المصادقة عليها.

5 ــ وبالتالي ورغم وجود آراء اخرى بهذا الخصوص تفتقر الى الشفافية، الا اننا نكتفي بما تم تقريره من المتن التوضيحي لوزارة الخارجية حول وثيقة فيينا، والمعد قبل قراءة الوثيقة وقدم لوسائل الاعلام لغرض النشر. ففي هذا النص التوضيحي لبعض بنود اتفاق فيينا نشهد تفسيرا معكوسا يمكن ان يحتوي عنوانا خاطئا. منه ما جاء في النص؛ "ان ايران كمنتجة للمحاصيل النووية لاسيما محصولين ستراتيجيين؛ اليورانيوم المخصب والماء الثقيل،ستدخل الاسواق العالمية وبالتالي ستكون العقوبات والقيود على صادرات وواردات المواد النووية عديمة التاثير".

في هذا البيان تم تجاهل فهم المخاطب ــ مع الاعتذار ــ وتم اعتبار القيود المفروضة! من قبل الخصم بـ "الامتيازات"! وشرح ذلك انه في اتفاق فيينا قد جاء بشكل صريح ان ايران لا تتمكن من تخصيب اكثر من 300 كيلوغرام من اليورانيوم بمستوى 3/5 في المائة وتم التاكيد على ضرورة تحويل ايران لـ 9700 كيلوغرام من عشرة اطنان من اليورانيوم المخصب بنسبة 3/5 في المائة، الى دولة ثالثة تتمتع المقبولية من الخصم.

من هنا يكون الزام ايران تحويل 9700 كيلوغرام من المحصول المذكور امتيازا للخصم وليس لايران، كما ذكره الاخوة معدو المتن التوضيحي لوزارة الخارجية، واعتبروه مكسبا ثمينا!

واسموه بصادرات المواد النووية!

ولا يفوتنا في ختام الكلام ان نثمن مساعي الفريق النووي المحترم ومن غير الانصاف التغافل عن حضورهم المشرف في معسكر واجهوا فيه ست دول كبرى.