سيناريو تسريبات جنيف يتكرر في مفاوضات فيينا
طهران – كيهان العربي : تكرار السيناريو الاميركي لكسب امتيازات اكثر من المسؤولين الايرانيين يأتي في وقت اضحى الأخير في التوصل الى اتفاق نووي مدعاة قلق من الضغوط لفرض اطار معاهدة لوزان كعنوان لاطار الاتفاق النهائي.
فقد اعلن مصدر مقرب من مجريات المفاوضات بين أيران و5+1 في حديث لموقع رجا نيوز انه بعد ان غيرت اميركا من نبرتها في الساعات النهائية مما جعل افق المفاوضات ضبابيا اضحت المساعي تتجه صوب التأكيد على اتفاق لوزان كاطار للاتفاق الاحتمالي.
في الوقت الذي تختلف الموارد في اطار اتفاق لوزان عن مقاسات اتفاق جيد مما يعرض البلاد لاخطار في الساحة الامن القومي.
وحسب المصدر المطلع فان الاميركان قد تجاوزوا بخصوص نص قرار مجلس الامن و العقوبات التي من المقرر ان تضمن هذه الاتفاقية تجاوزوا مستوى مطالبهم السابقة ، وباتوا يعملون على حفظ منظومة عقوبات مجلس الامن اضافة الى حفظ نظامها للحظر.
ان الاسلوب الأميركي في فرض بعض الاملاءات على الجانب الاخر بالدقيقة التسعين سبق ان نفذ في اتفاق جنيف نجاح بحيث ان الاقتراحات المطروحة كليا عن الاتفاق السابق مع ايران ورغم امتعاض و دهشة الجانب الايراني بادئ الامر الا ان الامر ادى الى القبول بهذه الاقتراحات في المفاوضات التالية واتفاق لوزان. وعلى ذلك فان تجربة جنيف وتمديد جنيف ولوزان من بين التجارب الاميركية الناجحة لكسب امتيازات في الدقيقة تسعين من المفاوضات.
ان استمرار المفاوضات بالرغم من الانقلاب على العهود في الدقيقة تسعين يعكس توصل الاميركان في نظامهم الحسابي الى نتيجة مفادها ان زيادة الضغط ليس لا يعلق المفاوضات وحسب بل يؤدي الى الحؤول دون تقديم مطالب اكثر للجانب الاخر، ولاجل منع زيادة سقف مطالب اميركا الابتزازية يضطر الجانب الاخر القبول بسقف ادنى بخصوص المواضيع الخلافية.
هذه السياسة الاميركية اوصلت الامور لمرحلة وجهت الحوار بهذا الاتجاه كي يظهر اتفاق لوزان كعنوان محوري للاتفاق النهائي، في الوقت الذي تبدو المسافة شاسعة بين ما تم الاتفاق عليه في لوزان مع الخطوط الحمراء التي وضعها النظام، بحيث ان موارد عديدة من محاور لوزان كانت من الخطوط الحمر التي لا يتنازل عنها النظام وكان الفريق النووي الايراني قد منع من قبول هذه التعهدات في الاتفاق النهائي.
ان جولات التفتيش للمراكز العسكرية وتقييد البحوث وتطوير العلوم والصناعة النووية، والايقاف التدريجي والمشروط لكثير من العقوبات الهامة بالتزامن مع حفظ الهيكلية الكاملة للعقوبات الموضوعة من قبل اميركا والامم المتحدة، هي من اهم محاور اتفاق لوزان، وباعتمادها في الاتفاق النهائي لا تحرز الخطوط الحمراء والمصالح الاساسية للنظام.