الصهيونية وفرية السلام
هيثم الصادق
بمفهوم العباسيين (نسبة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس) فإن وزير التربية والتعليم الصهيوني الحاخام شاي بيرون الذي ينتمي إلى حزب "ييش عاتيد” (هناك مستقبل) المشارك في الائتلاف الحكومي الذي يقوده نتانياهو، والذي ينتقد زعيمه ومؤسسه يائير لابيد ضم "إسرائيل” لمستوطنات جديدة في الضفة، هو من الحمائم الذين يمثلون في الفكر السياسي العباسي شركاء السلام، فكيف يمكن لهذه الحمامة الوديعة أن ترتدي ريش الصقور ليقول في جامعة مغتصبة أريئيل بالضفة إن "أرض إسرائيل ليست كاملة دون الخليل ونابلس باعتبارهما جزءاً من التراث الثقافي والروحاني للشعب اليهودي”.
إن هذا الموقف يؤكد أن الوجه العدواني العنصري الصهيوني واحد مهما حاول أن يستخدم من وسائل التجميل أو من ألوان الريش الزاهية، فهذا الحزب الذي يتبنى منهج الليبرالية الجديدة والذي يسعى ليكون الظل الأميركي داخل الكيان الصهيوني لا يستطيع التخلي عن عنصريته الصهيونية خاصة وأنه يدرك أن الموقف الأميركي في جوهره منحاز للموقف العنصري الصهيوني وإن حاول أن يرتدي قناع الوسيط العادل.
الفكر السياسي العباسي يرتكز على الرهان على معتدلين في المجتمع الصهيوني، لقبول اقتراح دولة فلسطينية منزوعة السلاح تحت وصاية حلف الناتو وشرطة للسلطة لمكافحة "الشغب والإرهاب” وبالتنسيق الأمني مع الاحتلال الذي سيسمح ببقائه في الضفة لخمس سنوات، الاقتراح يشكل تجاهلاً لطابع الكيان الصهيوني الذي يسعى لاستغلال الوقت لتوسيع الاستيطان، وتجاهلاً للطابع المتحيز لحلف الناتو وأميركا التي ستستخدم سياسة المماطلة والتسويف لمنع أي معاقبة للاحتلال وانتهاكاته ضد الأرض والإنسان الفلسطيني، ويمثل تقويضاً لحق الشعب الفلسطيني في السيادة على أرضه وترابه الوطني.