kayhan.ir

رمز الخبر: 2194
تأريخ النشر : 2014June16 - 21:29
تقرير وصل للقيادة العراقية منذ شهور: إحذروا ما يحضر لكم

تحذيرات من مخطط لتقسيم العراق من قبل التكفيريين

جمال شعيب

تم إقتحام الموصل والسيطرة على أجزاء واسعة منها، فيما كانت هواتف الضباط العراقيين المولجين تأمينها، تؤكد للمتصلين من بغداد أن الوضع تحت السيطرة، وسواء كان هؤلاء الضباط من الرتب العالية أو المتوسطة، فالنتيجة واحدة، قائد القوات البرية الفريق الاول الركن علي غيدان ومعاون رئيس اركان الجيش الفريق الركن عبود كنبر توقفا عن التواصل مع بغداد لساعات طويلة قبل أن يظهرا في كردستان ليعلنا أنهما لم يتخاذلا في التصدي لداعش قبل أن يعودا الى بغداد لمتابعة ممارسة عملهما في الوقت الذي كانت فيه العاصمة العراقية تضج بالشائعات التي حسمها دخولهما عبر المطار دون أن يتم توقيفهما أو التحفظ عليهما في منزلهما، علماً أن مصادر إعلامية عراقية أكدت توجه الهيئة القضائية العسكرية لإستدعاء الضباط المسؤولين عن التقاعس في التصدي للمسلحين والتحقيق معهم.

هذه الوقائع بتسلسلها الزمني، لا تشكل وحدها بداية الأحداث في الموصل، وبالتأكيد لا يملك السياسيون في بغداد رواية واحدة ومتقاطعة للأحداث، لكن مصدراً معنياً ومتابعاً للوقائع العراقية، أكد أن بغداد تلقت تقارير واضحة ومفصلة منذ شهور، عن اتصالات تجري بين ضباط عراقيين ودول إقليمية وغربية، تتم بالتزامن مع تحضيرات لوجستية تبدأ عند الحدود العراقية - السورية ولا تنتهي عند حدود كردستان العراق..

بالعودة الى التقرير المذكور، يؤكد المصدر أن المعلومات التي تم تسليمها للقيادات العراقية لم يتم التعامل معها بالجدية اللازمة، لا بل على العكس، سارعت تلك القيادات إلى محاولة طمأنة "الموفد” الذي حمل التقرير اليها مؤكدة على ولاء الضباط لقيادتهم من جهة وعلى إمساك القيادة السياسية بالسلسلة القيادية للوحدات العسكرية بشكل متين.

ويبدو أن الموفد لم يقتنع بالتوضيحات التي ساقتها القيادات العراقية التي التقاها، فحاول توسيع دائرة المطلعين على فحوى التقرير، لكنه من جديد جوبه بما أسماه "رفض تام” لتقبل الوقائع التي قام بعرضها عليهم.

التقرير تضمن بالإضافة الى المعلومات الأمنية عن الاتصالات التي جرت بين الضباط والجهات الإقليمية، أسماء ووقائع حول تواصل سياسيين عراقيين منخرطين في العملية السياسية مع نفس الجهات الإقليمية، وجدولاً بأسماء الضباط والعسكريين السابقين الذين تم دمجهم في تنظيم "داعش”، وجُل هؤلاء من البعثيين الذين التحقوا بنائب رئيس مجلس قيادة الثورة والرجل الثاني في نظام صدام حسين، عزة الدوري، والذين تم تكليفهم بمهام قيادية في تنظيم "داعش”، عسكرية وأمنية، وساهموا الى حد كبير في تشكيل "القوة الضاربة” التي تستخدمها داعش في إرهاب العراقيين والسوريين على حد سواء، بالتكافل والتضامن مع مجاميع مسلحة تابعة لفصائل متطرفة ناشطة في شمال العراق.

تحفيز وتشجيع

الآن، وبعد وقوع الواقعة وبعيداً عن التفاصيل الميدانية المتضاربة وغير الثابتة أصلاً، يبدو أن وقع الصدمة كان شديداً لدرجة أوقظ ضجيج "سقوط الموصل”، الرؤوس المنغرسة في أحلام اليقظة، وسارعت القيادات العراقية لعقد الاجتماعات المتواصلة في محاولة للملمة الخسائر واستيعاب الصدمة، وكان للمرجعية الدينية في العراق دور حاسم في تحفيز الشباب العراقي على التطوع ومساندة الجيش في التصدي للتكفيريين، ربما لعلمها بأن القرارات التي ستتخذها القيادة السياسية لن تكون بذات السرعة والفعالية، خاصة بعدما تهربت بعض الكتل النيابية من الجلسة المخصصة لإعلان حالة الطوارئ، مما أكد وجود "تزامن وتضامن” بين بعض السياسيين ومن يقف وراء العمليات الإرهابية في الموصل.

الأطراف الإقليمية المعنية بما يجري في العراق، خصوصاً في محور المقاومة من حزب الله في لبنان إلى سوريا وإيران والحلفاء الدوليين، وعلى رأسهم روسيا والصين، تواصلت بشكل مكثف وجرى استعراض مجريات الأمور في العراق على مستويات مختلفة، لكنها وبتوافق شبه ضمني، اكتفت بتوجيه رسائل الدعم للحكومة العراقية في مواجهة الإرهاب التكفيري، وأكدت مصادر متقاطعة عدم الحاجة لعقد أي اجتماع خاص مع استمرار التنسيق بين كافة الأطراف والقيادة العراقية التي يعود لها وحدها اتخاذ القرارات اللازمة مع التأكيد على توفير كل الدعم في إطار الإلتزامات الدولية بوحدة وسيادة العراق.

وحول المعلومات عن الحاجة لتدخل عسكري أو إسناد خارجي، أكدت مصادر متابعة وجود ما يكفي من المقاتلين المتطوعين على أرض العراق لتشكيل جيش رديف شبيه بوحدات الدفاع الوطني في سوريا، قادر على دعم الجيش العراقي في عملياته دون الحاجة لأي مساندة من الخارج، خاصة بوجود فصائل المقاومة العراقية التي قاومت الإحتلال الأمريكي ونفذت عمليات نوعية ضده، وبقيت بعيدة عن الأضواء والشعارات والعناوين، وهي جاهزة عسكرياً ومؤهلة بشكل كاف لأداء مهامها.

طهران: ندعم العراق حكومة وشعباً

إيران من جهتها وعلى لسان مساعد وزير الخارجية الايرانية للشؤون العربية والافريقية حسين امير عبداللهيان نفت الأنباء دخول قوات عسكرية ايرانية الى العراق وقال عبداللهيان "أن القوات المسلحة العراقية قد هبت بقوة لمواجهةالارهابيين، فيما تواصل رئيسها الشيخ حسن روحاني مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وبحث معه احدث مستجدات الاوضاع في العراق وسبل اقتلاع جذور الارهاب فيه.

واعرب روحاني عن ارتياحه لوحدة الشعب العراقي في مكافحة الارهاب والعنف، مشيرا الى دور المرجعية في هذا المجال، خاصة المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني الذي اكد على ضرورة مشاركة الجميع في التصدي للارهابيين، لما له من دور مهم في تعبئة الشعب العراقي في مواجهة الجرائم وعمليات القتل الارهابية. واشار الرئيس روحاني الى ان ايران حكومة وشعبا تقف الى جانب الشعب والحكومة العراقية.