kayhan.ir

رمز الخبر: 218220
تأريخ النشر : 2025December23 - 20:30
في ذكرى استشهاد الامام علي الهادي عليه السلام..

قدوة الاخلاق والزهد والعبادة في مواجهة الظلم و رفض الظالمين

 

 

يصادف اليوم الثالث من رجب المرجب ذكرى استشهاد الامام علي بن محمد الهادي عليهما السلام حيث كانت شهادته سنة ( 254 هجري قمري ) وكان عمره الشريف يوم استشهاده احدى واربعين سنة .

وبهذه المناسبة الاليمة ترفع صحيفة كيهان العربي أزكى آيات التعازي لامام العصر الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ولقائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي وللامة الاسلامية جمعاء سائلين المولى سبحانه وتعالي ان يمن علينا بالسير على خطى اهل البيت عليهم السلام وان يمن على الاسلام بالنصر والعزة انه سميع مجيب .

في النصف من ذي الحجة سنة 213 للهجرة النبوية ، ولد الامام علي بن محمد الهادي المعروف بالامام الهادي عليه السلام فهو سليل امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام .نشأ وترعرع في ظل ابيه وتحت رعايته الكريمة، فابوه الامام محمد الجواد عليه السلام وارث علوم اهل البيت حامل معارف الرسالة وصد نص الامام الجواد (ع) وشخَص شخصية الامام من بعده في موارد كثيرة يؤكد فيها ان ( الامر من بعدي لولدي علي ) .

إن الامام الهادي عليه السلام احد ائمة اهل البيت عليهم السلام الذين ورثوا أبا عن جد عن رسول الله صلي الله عليه وآله الايمان والعلم والخلق والتقوي لذا ترك رسول الله (ص) فيهم وصيته الخالدة : ( إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا و انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض). وقال صلى الله عليه وآله: ( نحن اهل بيت لايقاس بنا احد ) .

لقد كان الامام علي الهادي (عليه السلام) قدوة في الاخلاق والزهد والعبادة ، ومواجهة الظلم ورفض الظالمين ، ومنارا للعلم والالتزام ، لذا فقد وصفه العلماء ورجال السياسة واصحاب السير بما يستحق من صفات العلم والفضل والادب وقد قال ابو عبد الله الجنيد : ( والله لهو خير اهل الارض وافضل من برأة الله تعالي - في عصره - ).

ولوضوح شخصية الامام الهادي عليه السلام وجلاء عظمتها ، فان ذلك لم يستطع اخفاءه حتى اعداء الامام من اعوان السلطان ، فقد هجموا على الامام ليلا، كما تحدثنا عن ذلك كتب التاريخ : ( فهاجموا داره فلم يجدوا فيه شيئا في بيت مغلق عليه وعليه مدرعة من صوف وهو جالس على الرمل والحصي وهو متوجه الى الله تعالي يتلو آيات من القران الكريم ) .

وعلى هذا الحال حمل الى المتوكل العباسي وأدخل عليه وكان المتوكل في مجلس شراب ، وبيده كاس من الخمر فناول الامام الهادي عليه السلام فردَ الامام : ( والله ماخامر لحمي ولادمي قط ، فاعفني ) فأعفاه.

إن الناظر المتأمل في هذه الوثائق التاريخية يستطيع ان يعرف مقام الامام الهادي عليه السلام وعبادته وورعه وتعلق الناس به واحترام الجميع له ، فهو على كل حال ملازم للعبادة ، حليف للقرآن معرض عن الدنيا يعرف ذلك منه خاصة الناس وعامتهم ويشهد به احباؤه وخصومه . 

اما عن اوضاع السياسة في زمانه ، فقد حفلت حياة الامام الهادي (عليه السلام) بالمعاناة السياسية  إذ أنه عايش الحكام العباسيين وقاسى منهم العنت والمضايقات والضغوط وراى محنة العلويين ومآسي ابناء فاطمة الزهراء عليها السلام على يدهم .

لقد كان حكام بني العباس يخافون دور الامام الهادي عليه السلام موقعه وتاثيره لذا كانوا يحوطونه بالرقابة وعناصر التجسس وجمع المعلومات والحيلولة بينه وبين جماهير الامة وعلمائها ، ليتمكنوا من عزله وابعاده عن مجال التاثير الفكري السياسي .

حين اصبح موقع الامام الهادي عليه السلام في المدينة المنورة خطرا يهدد كيان المتوكل وقوة ترهبه وترهب العناصر المسيطرة على الدولة والمال والسلطة كثرت التقارير والوشايات ومحاولات الايقاع بالامام .

سلام الله عليك أيها الامام المظلوم يا ابن رسول الله يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا، ورزقنا الله توفيق السير على نهجك في الدنيا وشفاعتك في الآخرة... اللهم آمين.