ايران واحة الاستقرار في المنطقة
لا يختلف اثنان فيما تتمتع به ايران من امكانات ضخمة وربوع وسيعة باركها الله بكل انواع النعم وبالاستقرار الامني والاجتماعي رغم ما يكيده الحاقدون والمتربصون بالجمهورية الاسلامية الايرانية بعد أن أزاحت اكبر قاعدة لاميركا باسقاط عميلها القديم الشاه المناهض للتعاليم الاسلامية والحليف لـ"اسرائيل"، لتعود ايران الى سابق عهدها كركيزة اساسية للدين الاسلامي، فنبوءة الرسول محمد (ص) بمكانة ايران بينة حين وضع يده على سلمان وقال: (لو كان الايمان بالثريا لناله رجال من قوم هذا).
انه تاريخ مشرق وماضي يفتخر به كل مسلم فكانت ايران مركز العلم والعلماء وموطن المحدثين والفقهاء، كالامام مسلم والحاكم ابن عبد الله النيسابوري والامام الطبري والامام الغزالي والفخر الرازي والسرخسي والبيروني والشهرستاني والفارابي والترمذي وابو داود والخليل بن احمد وسيبويه وغيرهم من الحكماء. فكانت المركز الرئيس لرواة الحديث لاسيما منطقة خراسان الواسعة التي تشمل: هرات ونسا وبلخ وبخارى وسمرقند ومرو وجرجان ونيسابور وسرخس اضافة الى مدينة ري (طهران).
ومنذ بزوغ الثورة الاسلامية في ايران تقدمت ايران في مؤشر الابتكار العالمي فاضحت ثورة ثقافية قائمة على العلم لما اولتها من اولوية للعلم والتقنية والنانوتكنولوجيا حتى وصلت الى تصنيف عالمي ضمن المراكز الخمسة الاولى، فالحصول على رتبة احادية في المجال العلمي هدف حدده قائد الثورة المعظم – حفظه الله – وخلال اسبوع البحث والتكنولوجيا اعلنت مؤسسة الفضاء الايرانية انه سيتم وضع ثلاثة اقمار صناعية وهي ظفر2 و بايا والنسخة المطورة من كوثر في مدار ارضي منخفض على ارتفاع حوالي 500 كم، واطلاق 5 مراكز متخصصة في الذكاء الاصطناعي في جامعات البلاد – أما على المستوى الدبلوماسي فقد آلت ايران اهمية للآليات الاقليمية فتواجدها الفاعل في منظمات مثل منظمة التعاون الاقتصادي للدول الثماني النامية (دي اي)، ومنتدى الحوار الاسيوي للتعاون (اي سي دي) ورابطة دول حوض المحيط الهندي، ومنظمة شنغهاي للتعاون خير دليل على ذلك، وفي هذا السياق عقد اجتماع الاحد الماضي في طهران بشأن افغانستان والتطورات في جنوب آسيا لبناء توافق اقليمي وايجاد حلول لتعزيز الاستقرار والامن في محيط دول المنطقة، وقد حضر الاجتماع ممثلون عن روسيا والصين وباكستان وطاجيكستان واوزبكستان وتركمنستان.
وفي مجال العلاقات الاقتصادية يعد التقارب الاقتصادي والتعاون الاقليمي مفتاح النمو المستدام والازدهار، فأهم انجاز لهذا العام في تطبيق اتفاق التجارة الحرة بين ايران والدول الاعضاء في الاتحاد الاقتصادي الاوراسي في مايو 2025، وفرت منصة مناسبة لزيادة حجم التبادل التجاري وفرصة فريدة للاقتصادات الوطنية ورجال الاعمال في الدول المتعاقدة وانشاء بنية تحتية مالية ومصرفية مشتركة.
ومن مشاريع البنى التحتية الممر الاستراتيجي الدولي للنقل بين الشمال والجنوب، فهو مشروع يحول ايران وروسيا الى محور يربط اوروبا وجنوب اسيا، بالتركيز على الموقع الجيوسياسي لايران في بؤرة اهتمام الفاعلين العالميين.
فالممر هو شبكة متعددة الوسائط تشمل السكك الحديدية والطرق والبحر، يوفر مساراً بديلاً ينقل شحنات روسيا عبر شبكة السكك الحديدية الى جمهورية اذربيجان وشمال ايران واخيراً الى ميناء بندر عباس ومن هناك الى الهند ودول جنوب اسيا. وفي هذا السياق يلعب خط سكك حديد رشت – آستارا دوراً حيوياً، فهذا المسار الحديدي يبلغ طوله 162.5 كم، يمكّن من الاتصال المباشر بين شبكة السكك الحديدية الروسية والمياه الدولية. اذن فالممر اداة لتحويل الجغرافيا الى قوة محققاً دخلاً مستداماً من العملات الاجنبية وزيادة النفوذ الاقليمي وترسيخ دور ايران في شبكة النقل الاوراسية.
ان اعداء ايران وعلى رأسهم اميركا لا يريدون لهذه الثورة الاسلامية ان تستقر لانها انهت مرحلة طويلة من التآمر الخطر في منطقة الخليج الفارسي، ولانها ثورة رافضة للاسلام المتحجر الممتزج بالخرافات وطاردة للاسلام المتطابق مع الاصول الاميركية الغربية، ولانها رافعة راية صحوة الشعوب وتدعو للاتحاد والعزة بين الحكومات والشعوب، من هنا سيبقى نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية المؤثر الاول على مستوىالمنطقة والعالم (فاما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض) سورة الرعد الاية 17.