kayhan.ir

رمز الخبر: 217702
تأريخ النشر : 2025December14 - 20:17
لحماية المصالح الوطنية..

متحدث الخارجية : ايران تؤمن بالدبلوماسية وجاهزة لمواجهة أي تهديد وسيناريو

 

 

 

 

 

*استمرار بعض الدول الأوروبية بأستخدام آليات القرارالاممي المنتهية صلاحيتها جاء بضغوط واشنطن

 

*ندعو الأصدقاء اللبنانيين التركيز على التفاهم الداخلي والالتفاف حول الخطر الحقيقي الذي يهدد سيادة لبنان وكرامته

 

*ما يجري في اليمنهو يتماشى مع استراتيجية الكيان الصهيوني في تفكيك الدول العربية والإسلامية

 

* تدخل واشنطن في ليبيا والعراق وسوريا كان سببا في حصول الكوارث ودليلا على فشل سياستها التدخلية

 

* اميركا جلبت الارهاب وعدم الاستقرارالى المنطقة وهدفها الوحيد في غرب آسيا هو ضمان هيمنة الكيان

 

 

 

طهران-ارنا:-اكد المتحدث باسم وزارة الخارجية ا، أن "الأمن والاستقرار في شرق البلاد يُعدّان بالنسبة لايران أمرا بالغ الأهمية واولوية قصوى، مشيرا الى الجهود الدبلوماسية المستمرة لطهران لتعزيز الاستقرار الإقليمي، خصوصا في أفغانستان وعلاقتها بجيرانها.

وفي مؤتمره الصحفي الاسبوعي، امس الاحد، أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية اسماعيل بقائي، الى انعقاد اجتماع في طهران بمشاركة ممثلين خاصين من دول جوار أفغانستان بالإضافة الى روسيا، وقال: "لقد دعونا جميع الدول للمشاركة في هذا الاجتماع، بما في ذلك أفغانستان التي كنا نتمنى أن تشارك فيه. نؤمن أن مشاركة أفغانستان في مثل هذه الآليات يمكن أن يعزز التفاهم ويساعد في حل الخلافات بينها وبين جيرانها. ومع ذلك، فنحن نحترم قرارها بعدم الحضور".

وأضاف بقائي أن الأسابيع الأخيرة شهدت نشاطا دبلوماسيا مكثفا، موضحا أن "اجتماع امس يأتي في سياق سلسلة لقاءات وتحركات رفيعة المستوى"، منها زيارة الرئيس بزشكيان إلى كازاخستان وتركمانستان، واجتماع ثلاثي عُقد في طهران بين إيران والصين والسعودية.

وأعلن أن "وزير الخارجية سيزور روسيا وبيلاروسيا في الأيام القليلة المقبلة، مشيرا الى أن الزيارتين تحملان أهمية كبيرة.

وانتقد بقائي استمرار الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة ولبنان، موضحا أن "الشتاء القارس والسيول جعلت الوضع الإنساني في غزة أسوأ من أي وقت مضى"، مضيفا أن "تقارير جديدة تشير إلى وفاة عدد كبير من الأطفال الفلسطينيين جرّاء البرد القارس، نتيجة لاستمرار الحصار الصهيوني".

كما لفت الى "الهجوم بطائرة مسيرة على سيارة مدنية في غزة أسفر عن استشهاد 10 فلسطينيين،معتبرا اياه أبرز مظاهر العدوان المستمر على المدنيين. مذكّرا باستمرار انتهاك سيادة لبنان وسورية، واصفا المجتمع الدولي بأنه عاجز عن التحرك بسبب إصرار الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية على منح حصانة مطلقة للكيان الصهيوني.

وردا على سؤال حول تفاصيل الاجتماع الإقليمي المنعقد في طهران، أوضح بقائي أن الاجتماع يضم ممثلين خاصين من روسيا والصين وطاجيكستان وباكستان وأوزبكستان وتركمانستان، مبينا أن هذا الاجتماع يُعدّ الأول من نوعه منذ نحو عامين، ويهدف الى "تبادل وجهات النظر حول آخر التطورات في أفغانستان". وأشار إلى أن ممثلي روسيا وأوزبكستان يمثلان رئيسي بلديهما، بينما يمثل باكستان ممثل عن رئيس الوزراء.

وأكد أن جميع القضايا ذات الصلة بأفغانستان، بما في ذلك التوترات الأخيرة بين أفغانستان وباكستان، ستكون موضوع نقاش، مشيرا الى أن إيران تسعى من خلال هذا الاجتماع إلى بناء توافق إقليمي يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وردا على سؤال حول تدخل الولايات المتحدة في شؤون المنطقة، أشار بقائي إلى اعترافات مسؤولين أمريكان بأن سياساتهم كانت "خاطئة"، وقال: "إن اعتراف المبعوث الأمريكي الخاص الى سوريا بأن تدخل الولايات المتحدة في ليبيا والعراق وسورية كان سببا في كوارث إنسانية، دليل على فشل سياسة التدخل الأمريكية".

ورأى بقائي ان التدخل الأمريكي في ليبيا والعراق وسوريا وغيرها من الدول لم يكن تدخلا عابرا. انما سياسات الادارة الامريكية  جلبت الارهاب وعدم الاستقرار في المنطقة، مؤكدا على ان اعتراف الولايات المتحدة بخطأ هذه السياسات يُحمّلها مسؤولية حقيقية عن ملايين الضحايا التي تقع على عاتق الولايات المتحدة

وتابع : يجب محاسبة الادارة الامريكية محاسبة كاملة على الجرائم التي ارتُكبت في منطقتنا نتيجة لهذه التدخلات، وعلى ملايين الأرواح التي أُزهقت بسببها. ويؤسفنا أن الولايات المتحدة ما زالت تُصر على الاستمرار في نهجها الماضي.

وأضاف: "لو كان هذا الاعتراف قد أدى الى تغيير حقيقي في سياسات واشنطن، لكان من الممكن أن نأمل، لكنها تواصل اليوم التدخل في شؤون المنطقة، وتبحث عن ذرائع جديدة لفرض رؤيتها بطريقة استعلائية".

وأشار إلى أن "وثيقة الأمن القومي الأمريكي تُظهر بوضوح أن الهدف الوحيد لواشنطن في غرب آسيا هو ضمان هيمنة الكيان الصهيوني، دون اعتبار لمصالح الشعوب والدول الأخرى".

وفيما يخص التقارير حول عرقلة وزير الخارجية اللبناني تعيين سفير إيراني جديد في بيروت، رد بقائي قائلا: "العلاقات الدبلوماسية بين إيران ولبنان قديمة ومستمرة. لدينا سفير في لبنان، كما أن السفير اللبناني الجديد قد استقر مؤخرا في طهران".

وأوضح أن "إجراءات تعيين سفيرنا الجديد في بيروت قد أنجزت، ونأمل أن تُستكمل إجراءات الاعتماد بشكل طبيعي". مضيفا أن "طهران تدعو الأصدقاء اللبنانيين للتركيز على التفاهم الداخلي، والالتفاف حول الخطر الحقيقي الذي يهدد سيادة لبنان وكرامته، وهو التوسع العدواني للكيان الصهيوني".

وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية ،أن ما يجري في قطاع غزة إبادة جماعية واضحة، مشددا على أن هذا ليس مجرد موقف إيران، بل وصفا لواقع أكدته محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية وهيئة أخرى من الهيئات القانونية الدولية.
وفيما يخص احتجاز الولايات المتحدة لناقلة نفط فنزويلية، اعتبر بقائي أن "الادعاء الأمريكي بارتباط السفينة بسوق النفط السوداء لا أساس له من الصحة"، مؤكدا على أن "الإجراء الأمريكي لا يستند الى أي مبرر قانوني أو شرعي في القانون الدولي"، بل هو "ممارسة للقوة الغاشمة والغطرسة الممنهجة على الساحة الدولية".

وحول التطورات الأخيرة في اليمن، قال بقائي إن ما يجري هناك يجب أن يُقلق دول المنطقة، مؤكدا على أن هذه التحركات تتماشى مع استراتيجية الكيان الصهيوني لتفكيك الدول العربية والإسلامية. وبيّن ان  إيران لطالما اكدت  على الحوار بين الأطراف اليمنية لضمان وحدة البلاد وسيادتها، محذرا من أن أي خروج عن هذا المسار يصب في مصلحة أعداء الاستقرار والامن الإقليميين.

وردا على سؤال حول تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بشأن القرار 2231، قال بقائي: "هذا التقرير لا يستند الى أي أساس قانوني، لأن القرار 2231 انتهى مفعوله ذاتيا بمرور الزمن."

 وأشار الى أن "عضويْن دائميْن في مجلس الأمن يشتركان معنا في هذا الرأي"، مؤكدا أن "استمرار بعض الدول الأوروبية في استخدام آليات القرار بعد انتهائه، كان بدافع سياسي تحت ضغط واشنطن، وليس لسبب قانوني".

وأضاف: "لذلك، فإنه إجراء لم يكن مشروعا منذ البداية ولم يكن له أي أساس قانوني لا ينبغي أن يكون له أي أثر، وقد أعلنا معارضتنا لهذا الإجراء من جانب الأمانة العامة. ولدى الصين وروسيا أيضا وجهة نظر مماثلة، وموقفهما واضح تماما."

وفي هذا السياق، لفت المتحدث باسم وزارة الخارجية الى ان تسييس الترويكا الأوروبية لهذا الامر ومواصلتها في إساءة استخدام آليات مجلس الأمن ، قد ادى الى وجود فجوة قانونية على مستوى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، محذرا من أن التمسك بهذا القرار المنتهي يعمّق الانقسام في مجلس الأمن.

وانتقد بقائي سياسات الدول الأوروبية، واصفا إياها بـ"غير المستقلة"، وقال إنها "أصبحت أداة لتنفيذ الأجندات الأمريكية"، مستشهدا بملف النووي الإيراني كمثال صارخ على هذا الموضوع. وأشار الى أن "الوثائق الأمريكية الأخيرة تصف أوروبا بأنها في طريق الانحلال الحضاري"، ما يعكس النظرة الأمريكية الحقيقية لأوروبا.
ورفض بقائي الادعاءات المتعلقة بتدخل إيران في شؤون فنزويلا، واصفا إياها بأنها "غير مرتبطة بالواقع". وشدد على أن "فنزويلا دولة مستقلة لها الحق في تحديد سياستها الخارجية بحرية"، معتبرا أن "الطرف الذي يجب أن يُحاسب هو من ينتهك حق تقرير المصير، ويفرض إرادته على دول أمريكا اللاتينية".

وأشار إلى "السجل الطويل للولايات المتحدة في تنفيذ الانقلابات وتغيير الأنظمة في أمريكا اللاتينية"، مؤكّدا أن "أعمالها الحالية تكرار لهذا النهج الاستعماري ويتعارض تماما مع جميع مبادئ وقواعد القانون الدولي."

وفيما يخص الاعتداءات الأخيرة على سورية ومقتل جنود أمريكيين، قال بقائي: "لا داعي للدهشة. سورية تتعرض منذ سنوات لعدوان صهيوني متكرر، وهي لا تقبل باستمرار احتلال أراضيها". وأكد أن "إيران حذّرت مرارا من خطر تحويل سورية الى بؤرة للإرهاب"، داعيا الى "إنهاء الاحتلالات الأجنبية ودعم استقرار سورية".

وحول مستقبل المفاوضات مع واشنطن، أكد بقائي أن "إيران تؤمن بالدبلوماسية كأداة لحماية المصالح الوطنية"، لكنه أشار الى أن "الطرف المقابل أثبت أنه لا يقدّر الدبلوماسية"، مؤكدا على أن "القوات المسلحة الإيرانية جاهزة لأي تهديد"، مستشهدا بـ"الدفاع البطولي خلال حرب الـ12 يوما".

وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية أن "التعامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يتم وفقا للقانون الذي أقره مجلس الشورى الإسلامي في إيران"، مشيرا الى أن "المباحثات مستمرة على مستويات مختلفة".

 كما انتقد بقائي المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، قائلا: "تكراره للاتهامات لا يغيّر الواقع"، مطالبا إياه بـ"التعامل بمنطق فني ومحايد، دون تسييس الملفات"، خاصة بعد "التعرض غير المشروع للمنشآت النووية الإيرانية من قبل أمريكا والكيان الصهيوني".

وحول الادعاءات الإماراتية بشأن الجزر الايرانية الثلاث (تنب الكبرى وتنب الصغرى وأبوموسى)، قال بقائي: "لا تهاون مطلقا فيما يخص السيادة الإقليمية". وشدد على أن "إيران لن تسمح لأي طرف بطرح أي نقاش حول ملكيتها لهذه الجزر"، مضيفا أن "مثل هذه الادعاءات باطلة وتضرّ بمصالح المنطقة".

ودعا الدول العربية إلى "توحيد المواقف ضد الخطر الحقيقي، وهو التوسع الصهيوني"، بدلا من "إثارة خلافات هامشية".