kayhan.ir

رمز الخبر: 217178
تأريخ النشر : 2025December05 - 21:59

رهان الامام على المراة المقاومة

لم يذكر التاريخ يوما ثورة او تحركا او مقاومة سعت للتغيير ووصلت الى اهدافها دون تضحيات نسوية . فالتغيير المجتمعي يجب ان تشارك في قيادته المراة ايضا . وهذا الامر يحتاج الى استنفار حضارة اعمق واخطر من المواجهة العسكرية والسياسية وحتى من مقاومة الحرب الناعمة والغزو الثقافي  وهو ما يسميه الامام الخامنئي – حفظه الله – بجوهر الحضارة . وقال ايضا عن المراة المجاهدة – ان المراة المجاهدة هي خالقة التاريخ – وقال ايضا – المراة لم تقف متفرجة بل نزلت الى الميدان وصارت من بناة ايران الجديدة . لقد قدمت النساء تعريفا جديدا للمراة في الشرق والغرب . لقد فتحن الباب امام نساء العالم واثبتن انه يمكن ان تكن  متراس الاسرة من جهة وبناة خنادق اخرى والقيام  بفتوحات جديدة من جهة اخرى . . . وقد ظهرت النساء في الثورة الاسلامية وعلمن العالم كيفية الحضور في ساحات التسامي وتهذيب النفس  وفي الوقت نفسه حافظن على العائلة المتوازنة  وفي ساحة الولاية  الاجتماعية والجهاد والامر بالمعروف  والنهي عن المنكر والجهاد الاجتماعي وهذا الامر سيؤثر على النساء في كل العالم وسيغير مصير ومكانة النساء في العالم . . . المراة المجاهدة في ايران هي المعلم الثاني لنساء العالم بعد نساء صدر الاسلام - .

ان كلام سماحة قائد الثورة بخصوص المراة  هو استمرار لكلام الامام الخميني – رحمه الله – الذي صرح بوضوح وهو في باريس قبل انتصار الثورة – ان مشاركة النساء في المظاهرات والتجمعات حتى مع رفض الاباء والازواج  لهذا الامر هو واجب على النساء ولايحق للرجال منعهن من هذه المشاركة الفعالة والمؤثرة - .

وبعد انتصار الثورة الاسلامية عبر الامام الخميني عن امتنانه للمراة في قوله – ان منشا التحولات في الثورة  يعود بالدرجة الاولى الى النساء . . . ان دورالمراة هو دور مضاعف عن دور الرجل .

فخلال الثورة  شاركت المراة بشكل فعال في المظاهرات وتوزيع المنشورات وعانين في السجون  وكذلك في تشجيع افراد العائلة للمشاركة في الثورة فكسرت المراة الايرانية بذلك القيود ونزلت الى الساحة  وكانت الساعد القوي للثورة . وهكذا ظهر دورها خلال فترة الدفاع المقدس في حمل السلاح والجهاد الطبي والتمريضي في الصفوف الامامية للجبهة . فحين تحظر المراة بشكل واع وجدي ويكون حضورها مرتكزا على البصيرة فان هذه الحركة ستتقدم بشكل مضاعف .

الامام القائد حذر  ليل الاربعاء الماضي  خلال استقباله الاف النساء والفتيات من مختلف مناطق البلاد  حذر وسائل الاعلام من ترويج الفكر الراسمالي الغربي الخاطئ بشان المراة الذي يزعم ان بعض القيود لمحددة للنساء بما في ذلك الحجاب ستعيق تقدمهن لكن الجمهورية الاسلامية  ابطلت هذا المنطق الزائف والخاطئ واثبتت ان المراة المسلمة المقيدة بالزي الاسلامي تستطيع التحرك ولعب دور في جميع المجالات اكثر من غيرها . فلم تشهد ايران في تاريخها قط ولو بنسبة واحد في المائة من هذا العدد من النساء العالمات والمثقفات وصاحبات الافكار والاراء .

ففي الاسلام تتمتع المراة بالاستقلال والقدرة والهوية وامكانية التقدم  لكن النظرة الراسمالية هي نظرة تبعية وذوبان هوية المراة في الرجل وعدم احترام شرف المراة وكرامتها  وهذه النظرة تعتبر المراة وسيلة مادية واداة للمتعة والتسلية وان العصابات الاجرامية التي احدثت ضجة كبيرة في اميركا  مؤخرا هي نتيجة لهذا النوع من النظرة .

ان من الخطايا الكبرى للثقافة الراسمالية في القرن او القرنين الماضيين في تدمير بنية الاسرة وخلق اضرار كالاطفال المجهولي الاب وتقليص العلاقات الاسرية وعصابات تصطاد الفتيات والترويج المتزايد للعلاقات الجنسية غير الشرعية باسم الحرية . فالراسمالية الغربية تطلق على هذا الكم الهائل من الانشطة غير القانونية اسم – الحرية – زورا وتستخدم هذا اللقب للترويج لها حتى في بلدنا في حين ان هذه ليست حرية بل عبودية واسر .

ان في الاسلام توجد قيود واحكام في مجالات الاتصال بين الرجل والمراة ولباس المراة والرجل وحجاب المراة وتشجيع الزواج وهي متوافقة تماما مع طبيعة المراة ومصلحة واحتياجات المجتمع الحقيقية .

ان الرجل والمراة في الاسلام عنصران متوازيان يشتركان في الكثير من الامور مع بعض الاختلافات الناتجة عن الجسد والطبيعة . ويضمن الاسلام حقوقا متبادلة ومحددة للمراة والرجل والابناء كعناصر تشكل الاسرة .