kayhan.ir

رمز الخبر: 217061
تأريخ النشر : 2025December02 - 20:04
نهج اميركا قائم على الاملاء وفرض المطالب المُبالغ فيها..

عراقجي: لم نغادر طاولة المفاوضات قط فالدبلوماسية جزء لا يتجزأ من نهجنا

 

 

 

 

*إذا قررالاعداء تكرار تجربة حرب الـ 12 يوما الفاشلة فلن يحصدوا سوى الفشل نفسه

 

*العلاقات الدولية المبنية على القوانين تحولت إلى حالة قائمة على القوة بسبب سلوك اميركا

 

 

طهران-ارنا:- اكد وزير الخارجية عباس عراقجي، أنه إذا أبدى الجانب الأمريكي استعداده لاتفاق عادل ومتوازن قائم على المصالح المتبادلة، فإن إيران ستدرس الأمر بالتأكيد، مؤكدا: "لم نترك طاولة المفاوضات أبدا، لأن الدبلوماسية جزء لا يتجزأ من نهجنا ومبادئنا".

وفي مقابلة مع برنامج "مع موسى الفرعي" قال عراقجي حول زيارته الى مسقط: برأيي، كان اجتماع اليوم في مسقط اجتماعًا بالغ الأهمية ومثيرًا للاهتمام بشأن موضوع الوساطة. تُعرف سلطنة عُمان اليوم بأنها دولة ذات وزن وصوت مؤثر في مجال الوساطة بين الدول.

واضاف: هذا تقليد دبلوماسي هام وراسخ دأبت عُمان على اتباعه لسنوات طويلة. وكانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية من بين الدول التي استفادت من هذه القدرة العُمانية. في عام ٢٠١٠، بدأنا محادثات مع الجانب الأمريكي في عُمان، عُقدت سرًا وبشكل خاص. أدت تلك المحادثات إلى بدء مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة، والتي أفضت بدورها إلى بدء مفاوضات رسمية بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة. وقد أفضت هذه العملية في النهاية إلى اتفاق.

وتابع: في العام الماضي، تولت عُمان دور الوسيط بين إيران والولايات المتحدة. وكانت عُمان مسؤولة عن المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين. لكن هذه المرة، وللأسف، لم تُسفر عن نتيجة ناجحة. فبعد خمس جولات من المفاوضات، وبينما كنا نستعد للجولة السادسة، انتهك الجانب الأمريكي المسار الدبلوماسي وجهود الوساطة.

اردف قائلا: وهكذا، تحولت العلاقات الدولية من حالة قائمة على القوانين إلى حالة قائمة على القوة. ويتجلى ذلك في التدخلات العسكرية التعسفية وتنفيذ العمليات الإرهابية أينما اختارت. ما نشهده اليوم أثار قلقًا عالميًا بالغًا. أعتقد أن هذا كان محور نقاشات اليوم.

وردا على سؤال فيما اذا كان ذك يعني أن باب الوساطة بين إيران والأطراف الأخرى قد فُتح مجددًا؟ قال عراقجي: باب التفاوض والوساطة مفتوح دائمًا، وهو ممكن في أي وقت، شريطة الالتزام بالقوانين. المبدأ الأول للدبلوماسية والتفاوض هو أن يجلس الطرفان إلى طاولة المفاوضات بنية صادقة لتبادل عادل ومتكافئ. ومع ذلك، إذا كان هدف أحد الطرفين هو فرض مطالبه، فلن تُجرى هذه المفاوضات ولن تُثمر.

وقال: السبب الرئيسي للمشكلة في العلاقات الإيرانية الأمريكية، والذي يمنع بدء المفاوضات حاليًا، هو النهج الأمريكي القائم على الاملاء وفرض المطالب المُبالغ فيها. للأسف، لقد شهدنا هذا السلوك مرارًا وتكرارًا في تعاملاتنا معهم. إذا أبدى الجانب الأمريكي استعداده لاتفاق عادل ومتوازن قائم على المصالح المشتركة، فإن جمهورية إيران الإسلامية ستنظر في الأمر بالتأكيد. لم نغادر طاولة المفاوضات قط، فالدبلوماسية جزء لا يتجزأ من نهجنا ومبادئنا.

وتابع: في الواقع، تكمن المشكلة الرئيسية بيننا وبين الولايات المتحدة ليس في الوسيط أو آلية الوساطة، بل في طبيعة النهج الأمريكي. كما ذكرتَ، كنا في خضم المفاوضات عندما شنّت الولايات المتحدة وإسرائيل الهجوم؛ وسقط الصاروخ الأول الذي أطلقته إسرائيل عمليًا "في منتصف طاولة المفاوضات". هذا السلوك، كما ذكرتَ، كان إهانةً واضحةً للدبلوماسية والتفاوض والوساطة، وبالطبع لعمان، وهو أمرٌ مؤسفٌ للغاية.

وتابع: لأكثر من ثمانية عقود، سعت جميع دول العالم إلى إقامة علاقات دولية قائمة على القانون، لكن هذه العلاقات، للأسف، تتجه اليوم نحو علاقات قائمة على القوة؛ ما يُسمى "قانون الغاب"؛ حيث يمتلك الجميع قوة أكبر، ويخلقون لأنفسهم ولمن يدعمونهم حصانة، ويفعلون ما يشاؤون دون أن يتمكن أحد من محاسبتهم. للأسف، نرى في منطقتنا أيضًا أن الكيان الصهيوني لم يترك أي خطوط حمراء، بل انتهكها جميعًا؛ واصل هذا الكيان جرائمه ومجازره اليومية، وقصف المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس وجميع المراكز، ولم يبقَ منه سوى الهجوم على المنشآت النووية السلمية، والذي ارتكبه أيضًا في إيران.

وحول سؤال وهو انه على الرغم من القوة التي أظهرتها إيران في الحرب ضد إسرائيل، لا تزال تل أبيب تهدد بتكرارها بمساعدة الأمريكيين، قال عراقجي: لم تبدأ إسرائيل تلك الحرب بدعم أمريكي فحسب، بل بمشاركة مباشرة من الولايات المتحدة. اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل أيام قليلة بأن الولايات المتحدة هي من خططت ونفذت كل شيء، وأن تلك الحرب كانت في المقام الأول حرب أمريكا. إذن، في ساحة المعركة، لم نكن نقاتل إسرائيل فحسب، بل أيضًا إسرائيل والولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى التي قدمت لهم الدعم الدفاعي. أستطيع القول بثقة تامة إنه إذا قرروا تكرار هذه التجربة الفاشلة، فلن يحصدوا سوى الفشل نفسه.