kayhan.ir

رمز الخبر: 216472
تأريخ النشر : 2025November21 - 19:06

تيه الامة ينجلي بحكمة القائد

 بعد ان لم ينفع القول اللين مع فرعون اضطر النبي موسى عليه السلام اعلان المواجهة، وذلك بإخراج بني "اسرائيل" من التيه وايصالهم الى بر الامان.

فما تعيشه الامة اليوم أشبه بتيه بني "اسرائيل" واستسلامهم من قبل لجبروت فرعون، ولذا فهي بحاجة الى منجي يخلصهم من ظلمات الجهل (وتلك الايام نداولها بين الناس)، كلما في الامر ان هنالك صعاب وامتحانات لابد ان تشهدها الامة (وما ارسلنا في قرية من نبي الا اخذنا اهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون) سورة الاعراف الاية 94.

وتبقى الثلة المخلصة التي تطيع القائد ولا تحيد عن الرسالة أما من تزلزلت اقدامه ووهن فلا يحيقه إلا الخسران: (ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين) سورة آل عمران الاية 144.

فما يحيط بالمنطقة من تحولات سريعة يرفع البعض الراية البيضاء مستسلماً ويقدم الآخر الاتاوات ويدفع الجزية للظالم عن يد وهو صاغر، بينما تستمر الضغوط المالية والاقتصادية على الجمهورية الاسلامية الايرانية لدفعها الى الجلوس الى طاولة المفاوضات ثم القبول بالاملاءات الاميركية الصهيونية. وهذا ما لم يحدث على الاطلاق رغم ان الادارة الاميركية تسعى باقامة علاقة مع ايران بشرط ان تتخلى طهران عن دعم الشعوب المضطهدة والمستضعفة اي التخلي عن القيم والثوابت التي نشأت عليها الجمهورية الاسلامية الايرانية، اما اذا ارتكبت اميركا حماقة بشن حرب على ايران من خلال الكيان الصهيوني فان الرد سيكون اعنف من حرب الـ12 ولا تبقى لـ"اسرائيل" باقية وستوصد القواعد الاميركية ابوابها في المنطقة الى الابد. فان كانت ايران غير قادرة على الرد المغلظ فلماذا يحشد الاعداء كل قوتهم ضدها. وكما تفضل سماحة القائد (ان وصولنا الى قمة الجبل يعني ان العدو لم يتمكن من النجاح)، فان كان هدف اميركا القضاء على البرنامج النووي فان هذا الهدف لم يتحقق وحتى لو تم تدمير منشأة نووية الا انه لا يمكن تدمير تكنولوجيا التخصيب وعلومه بالقصف والاهم من ذلك ان ارادة الشعوب لا تُهزم بالقصف الجوي، بل اصبحت اقوى من قبل، ومع ذلك ان توفرت الشروط للمفاوضات فان ايران  قد برهنت استعدادها دوماً للتفاوض وطالما تفاوضت بحسن نية كما وقعت اتفاق عام 2015 الا ان اميركا انسحبت من الاتفاق دون سبب بعد ان احتفل العالم كله بالتوصل للاتفاق. وطالبت اميركا من ايران الاستسلام المطلق في الايام الاولى من حرب الـ12 يوماً، ولكن في اليوم الثاني عشر ارسلوا - كل قوى الشر – رسالة يطالبون فيها بوقف اطلاق النار دون شروط لانهم فشلوا وارتطمت رؤوسهم بصخرة الصمود الايراني. واليوم فان ايران اقوى مما كانت عليه واذا كرر الاعداء حظهم فلن تكون النتيجة سوى الفشل نفسه. ان عزة الامة الاسلامية تحصل من خلال الوعي والعودة الى الدين القائمة على اسس فكرية ومستوى رفيع من المعرفة والبصيرة الضامنة لديمومة مقاومة محاولات الاستعمار فصل الدين عن السياسة. وقد ظهر غير واحد من المفكرين العظماء والمصلحين الذين بذلوا الجهود لترسيم الهوية الدينية وبناء الثقافة الاسلامية لتخليص المجتمعات من الوقوع في ورطة الهلاك بجدارتهم واحقيتهم في الولاية العامة على الناس وادارة المجتمع وتسيير الامور الى الامام. فان لم يكن في عصر من العصور امام معصوم لتوليه الحكم الاسلامي يلتزم على الفقهاء العدول ان يتولوا امر الامامة والحكومة نيابة عن الامام المعصوم. وقد قال الامام علي عليه السلام في ذلك (وقد جعل الله عهده وذمته امناء افضاه بين العباد برحمته)، وهذا ما ينطبق اليوم على الجمهورية الاسلامية الايرانية، فالثورة الاسلامية فريدة بين بقية الثورات المعاصرة من حيث مشاركة الجماهير وثقتهم بقيادتهم ومع ذلك تم استفتاء عام على تشكيل النظام وتشكيل مجلس خبراء القيادة لينبثق منه قائد محنك هو سماحة الامام الخامنئي الذي امتاز بمنظاره السياسي والعقائدي برفضه هيمنة نظام السلطة على الشعوب والبلدان، ويعتبر القوى المستكبرة وعلى رأسها اميركا سبب كل مشاكل العالم الاسلامي. ومن كلماته التوجيهية بهذا الخصوص في الثامن من شباط عام 2010 (ان طريق الخلاص من مشاكل المنطقة هو يقظة الشعوب والدول وابعادها عن تدخل الشيطان الاكبر في شؤونها ... ولا توجد قدرة تستطيع الصمود امام الشعوب ... فعندما تحضر الشعوب في الساحات تفل سهام القوى الكبرى. فلا تستطيع القوى الكبرى ان تفرض ارادتها على الشعوب، وهذا هو علاج مشاكل هذه المنطقة).