خرازي : لا مفاوضات تحت الضغط أو فوهة السلاح
طهران-إرنا:- قال رئيس المجلس الستراتيجي للعلاقات الخارجية "كمال خرازي" : إن سيادة القانون في العالم تحولت إلى سيادة القوة، مع صعود دونالد ترامب إلى الرئاسة الأميركية، إذ لا يؤمن أساسا بالقانون الدولي، بل يعتمد الضغط والقوة والحروب لتحقيق أهدافه.
خرازي لفت في كلمته امام منتدى "القانون الدولي تحت الهجوم والعدوان والدفاع" الذي استضافته طهران، لفت الى أن "تاريخ إيران وتجربتها في الحروب يبرهنان على أن الشعب الإيراني لا يقبل الذلّ بل يقف أمام الضغوط، ويحافظ على استقلاله ويعتمد على قدراته الذاتية"؛ مضيفا، أن "إيران استطاعت، اعتمادا على خبراتها الوطنية، ان تطور منظوماتها الصاروخية والدفاعية وبما مكّنتها من حماية نفسها، وفي الوقت نفسه فهي منفتحة على الحوار عندما تُمدّ إليها يد الصداقة".
وأشار إلى، أن "الجمهورية الاسلامية الايرانية، رغم خوضها حربا مع العراق (في عهد النظام البعثي البائد)، لكنها سارعت إلى مساعدة بغداد في مواجهة تهديد "داعش"؛ مبينا ان ايران تتعاطى بشكل إيجابي مع كل مبادرات حسن النية تجاهها.
وشدد رئيس المجلس الستراتيجي للعلاقات الخارجية، على أن "استمرار نهج المقاومة سيبقى قائما إلى أن يتم الاعتراف بوجود إيران الثورية"؛ مبينا أن بعض المفكرين الأميركيين، أقروا بأن إيران نجحت خلال العقود الأربع الماضية في بناء مجتمع قوي ومكتف ذاتيا يستطيع مواجهة العقوبات والضغوط.
وأوضح "خرازي" أنه حتى خصوم إيران، ومنهم القائد السابق للقيادة المركزية الأميركية "فرانك ماكنزي"، يذعنون بأن إيران دولة راسخة لا يمكن إزالتها من الخريطة السياسية، وأن قوتها نابعة من تاريخها العريق وهويتها الثقافية؛ مؤكدا بأن "من حق إيران المطالبة بالتعويض عن الأضرار التي لحقت بها نتيجة العمليات العسكرية الأميركية والإسرائيلية غير القانونية ضد منشآتها النووية".
وأضاف قائلا : إن السلام لا يتحقق بالقوة، وإيران ستواصل الدفاع عن حقوقها أمام الضغوط، مع التأكيد استعدادها الدائم للحوار ينطلق من مبدأ المساواة والاحترام المتبادل؛ مشيرا إلى أن إدارة ترامب تسعى لفرض إملاءاتها باستخدام القوة العسكرية والضغوط الاقتصادية.
وفي ما يتعلق بإمكانية التفاوض مع واشنطن، قال رئيس المجلس الستراتيجي للعلاقات الخارجية : إن أي مؤشر على تغير حقيقي في موقف ترامب لم يظهر بعد؛ مبينا أن إيران سترحب بأي تواصل بناء إذا كان قائما على أسس التفاهم المتوازن.
ومضى خرازي الى القول : ان الجمهورية الإسلامية لا تتهرب من التفاوض، لكننا لا نقبل مفاوضات تفرض تحت الضغط أو فوهة السلاح أو في ظل الجرائم؛ ومن هذا المنطلق، انني أنصح ترامب باعتماد نهجٍ إيجابي وإبداء الاستعداد للتفاوض على أساس مبدأ المساواة والاحترام المتبادل، وحينها سيرى النتائج المترتبة على ذلك.
وختم هذا المسؤول الايراني بالقول : في الوقت نفسه، يجب أن يكون واضحا بأننا لن نتخلى عن التخصيب لأغراض سلمية، ولن نفرط بقوتنا الدفاعية، ولن نعرض استقلالنا للمساومة.