الحجاب والقطبين الملتصقين ببعض!!
حسين شريعتمداري
1 – توجيهات سماحة قائد الثورة المعظم الاثنين الماضي والتي عرج فيها لمسألة الحجاب تحت عنوان: مسألة دينية وزهرائية وزينبية دفعتني لا تطرق بهذا الخصوص. ففي المقال السابق تحدثت عن قطبية ثنائية ملتصقتين ببعض، كشف الحجاب وصعوبات المعيشة، اذ يتأثران من مصب واحد.
2 – هذه الايام حين يتم الاعتراض على الظاهرة المدمرة للعائلة وللعفة وهي التبرج، ومواجهة هذه الفوضى والتي حسب سماحة القائد بشكل ادق "امر مفروض"، ينبري العديد من المخاطبين وللاسف بعض المعنيين للاشارة الى قطبين كثنائية مزورة الحجاب والمعيشة، متذرعين نتيجة السذاجة او اللجاجة بانه حين يواجه بعض فئات الشعب صعوبة المعيشة فلا محل للحديث عن التبرج (!) ولا يوضحون ان:
اولاً: ما علاقة التبرج بصعوبة المعيشة؟!
ثانياً: فهل ترفع صعوبة العيش بالتبرج؟!
ثالثاً: وهل ان جميع المتبرجات من فئات الشعب المستضعفة؟!
رابعاً: وبخصوص تبرج السيدات من الفئات المرفهة والمتمولة، ما هي الذريعة؟! و..
3 – ومع مرور عابر على الوضع الاقتصادي في البلاد يمكن الملاحظة بوضوح بان من يروج للتبرج – وليس المخدوعين – والذين يفرضون صعوبة المعيشة على الشعب يستقيان من مصب واحد، والتياران استعدا لعداء الشعب والنظام. وبعبارة ان مروجي التبرج سواء الاشخاص المعروفين في الخارج او اذنابهم في الداخل هؤلاء ومن يفرض صعوبة العيش على الشعب بمثابة فكي كماشة وليسا عاملين منفصلين! ونشير لنماذج لذلك؛
الف: للاسف يمكن مشاهدة ان واحدة من العوامل الدخيلة في ارتفاع اسعار السلع والخدمات هي الارتفاع المشكوك في سعر العملة الصعبة لاسيما الدولار، وبسبب عدم التفات المراكز المسؤولة اضحت اسعار السلع والخدمات تتبع سعر الدولار، ولكن في الجهة الاخرى فان سعر الدولار يتحدد كل يوم من ثلاث قنوات، هرات ودبي والسليمانية ليتم ابلاغ الصرافين والوسطاء! وتفيد تقارير موثقة بان هذه القنوات تدار مباشرة من قبل عملاء اميركا والكيان الصهيوني!
باء: وتعكس وثائق مؤكدة انه خلال السنوات الاخيرة بلغ معدل العملة المستحصلة من التصدير والتي حسب القانون ينبغي ان تعاد للبنك المركزي ولم تتم اعادتها اكثر من 90 مليار دولار! اي ما يقرب ضعفي ميزانية البلاد السنوية (!).
والان بالامكان تخمين من هي الجهة التي هي مصدر ارتفاع سعر الدولار وتصاعد اسعار السلع والخدمات الضرورية للشعب؟! ومن هم الذين يحجمون ويضيقون احتياجات الناس؟! أليست هذه الاجراءات المشينة واحدة من العوامل المؤثرة في رفع اسعار الدولار وبالتالي ارتفاع الاسعار لتتصعب معيشة الشعب؟! من هنا يمكن الاستنتاج ان التبرج وصعوبة المعيشة ليستا مقولتين متضادتين.
4 – ومن البديهي ليس المقصود من التعامل مع ظاهرة التبرج هو التعنيف والاعتقال، اذ ان الغالبية العظمى من المتبرجات لحمة هذا الشعب وهن اخواتنا وبناتنا، اذ حسب ما تفضل به سماحة القائد "الكثير منهن متدينات وداعيات صائمات، ولكن غير ملتفتات من وراء سياسة التبرج ومواجهة الحجاب انهم جواسيس الاعداء واجهزة التجسس المعادية، فان علمن فمن المؤكد لا يتبرجن". من هنا فان انقاذهن من هذه الظاهرة المدمرة للعائلة والعفة هي تكليف شرعي وقانوني لمسؤولي النظام، بالطبع فان لمرتزقة الاعداء حساب آخر.
5 – منذ فترة ويتم تكرار هذا الامر بان مواجهة التبرج يفتقد لعمل ثقافي، والمتوقع ان يكون التبيان للآثار المخربة لظاهرة التبرج وضديته مع العفة الدينية والوطنية وفضح كواليس هذه الظاهرة، اذ ينبغي ان ينبرى لها دون توقف ومبرمج بشكل علمي وبتحرق. ولكن للاسف على العكس من التأكيدات المتكررة بضرورة العمل الثقافي، لا نشهد اي اثر لهذا العمل الثقافي، ونخشى لا سامح الله ان تكون بعض هذه التأكيدات على العمل الثقافي ذريعة للتواني في هذا المجال.