متحدث الخارجية: تبادل الرسائل بين إيران وأميركا لا يعني بدء عملية التفاوض
*التهديد الرئيسي في منطقة الشرق الاوسط مصدره الكيان الصهيوني
*أي تدخل اجنبي في السودان سيُلحق أضراراً بجميع دول المنطقة
*التهديدات ضد فنزويلا لا تمتلك أي مشروعية قانونية على الإطلاق
طهران-تسنيم:-صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية بشأن التطورات في منطقة البحر الكاريبي والتهديدات الأمريكية ضد فنزويلا، بأن هذه التهديدات لا تمتلك أي وجاهة قانونية على الإطلاق.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، عقد مؤتمراً صحفياً أجاب خلاله على أسئلة الصحفيين.
وفي مستهل المؤتمر، تناول بقائي التطورات الدولية الراهنة قائلاً: إن المنطقة تشهد تحولات متسارعة للغاية، ولا تزال منطقتنا تواجه معضلة كبرى تُدعى الاحتلال واستمرار الإبادة الجماعية. قبل أسبوعين كنا نعبّر عن قلقنا، لكن منذ بدء ما سُمي باتفاق السلام أصبحنا نتحدث عن انتهاك وقف إطلاق النار، غير أن الحقيقة هي أننا ما زلنا نواجه استمراراً للإبادة الجماعية. فمنذ إعلان وقف إطلاق النار قُتل أكثر من 200 فلسطيني بريء. ويتحمّل ضامنو وقف إطلاق النار مسؤولية جسيمة، فيما أدى تقاعس مجلس الأمن إلى استمرار إفلات الكيان الإسرائيلي من العقاب.
وأضاف بقائي: في هذه الأيام، نُشر تقرير حول انتهاكات حقوق الإنسان في أمريكا وبريطانيا، وسيُصدر تقريرنا الجديد قريباً.
وفي معرض رده على سؤال حول تسريبات البريد الإلكتروني لجيفري إبستين، قال بقائي: فيما يتعلق بالرسائل المنسوبة إلى جيفري إبستين، والتي ورد فيها تأكيد على تنفيذ عمل عسكري ضد إيران، فإن هذا النمط متجذر في منظومة صنع القرار الأمريكية. لكن المثير للاهتمام هو أن الشخص المذكور لديه سجل واضح في الفساد والاتجار بالأطفال والنساء، وهو أمر مثبت ومعبر، من حيث إن مثل هؤلاء الأشخاص يُعتبرون من أعداء الشعب الإيراني.
وأضاف: فيما يخص عداء الولايات المتحدة لإيران، فقد اعترف أحد المسؤولين الأمريكيين في أحد الاجتماعات الإقليمية بأن بلاده مارست على مدى عقود سياسة التدخل في شؤون الدول الأخرى، ما أدى إلى مقتل أعداد كبيرة من البشر. ينبغي النظر إلى كل هذه الوقائع مجتمعة، ولكن للأسف لم يتعلم السياسيون الأمريكيون من تجاربهم المريرة التي صنعوها بأنفسهم. نحن نأمل أن يُساءلوا على الصعيد الدولي، وأن تدرك الرأي العام أن سياسات ساستهم لم تثمر سوى العنف والإرهاب.
أما بخصوص المفاوضات، فقال: لم تُدرَس المسألة بدقة بعد. وكان السؤال المطروح هو ما إذا كان السيد روانجي قد نقل رسالة خلال الزيارة، والجواب هو لا، لم يحدث ذلك. أما ما يخص محاولات بعض الوسطاء لتقريب وجهات النظر، فهذا أمر طبيعي، لكنه لا يعني بأي حال من الأحوال بدء عملية تفاوضية جديدة.
وتابع بقائي متطرقاً إلى تصريحات بعض المسؤولين العرب حول تأمين أمن المنطقة، وإلى المقابلة الأخيرة لعباس عراقجي بشأن إدارة التوتر، فقال: "لا يوجد أي شك بين دول المنطقة في أن التهديد الرئيسي مصدره الكيان الصهيوني. نحن في الواقع في حرب حقيقية مع هذا الكيان في المنطقة. نشهد إبادة جماعية واسعة في فلسطين، واستمرار احتلال فلسطين وسوريا، وكذلك الاعتداءات العدوانية على اليمن وقطر".
وأشار إلى أن هناك "إجماعاً قائماً على أن التهديد الفعّال هو الكيان الصهيوني، وأن دول المنطقة تحتاج إلى التفاهم والتعاون فيما بينها لضمان أمنها". وأردف قائلاً: "تصريحات وزير خارجية سلطنة عُمان في هذا الصدد كانت واضحة ومعبّرة".
وفي معرض رده على الأخبار المتناقضة حول اتصالات مسؤولين أمريكيين مع مسؤولين عراقيين، قال بقائي: "نحن نجري محادثات مع الدول المجاورة، ومنها العراق، بشأن القضايا الأمنية. ونعتبر هذه التهديدات تدخلاً في الشؤون الداخلية للعراق، خاصة في ظل الانتخابات الجارية هناك".
وأضاف: "هذه التهديدات تتنافى مع سيادة العراق، وتعكس الطبيعة التدخلية والعدوانية للولايات المتحدة، ولن تؤثر على عزم الشعب العراقي في اتخاذ ما يراه صالحاً لمصالحه".
وعن الشروط الأمريكية للتفاوض، قال بقائي: "الوضع حالياً واضح؛ يجب احترام حقوق ومصالح الشعب الإيراني، وعلى الأطراف المقابلة أن تدرك أن لإيران حقوقاً غير قابلة للإنكار. نحن في أي مفاوضات لن نتخلى عن حقوقنا المشروعة من طرف واحد".
وأضاف: "إذا ما تحقق هذا الفهم والواقعية، يمكن القول إن الظروف ستصبح مهيأة لإجراء حوار، لكن في الوقت الراهن لسنا في تلك المرحلة بعد".
وتناول بقائي ما يُتداول حول الجهود المصرية بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، قائلاً: "ليس أمراً جديداً أن تقوم وساطات مختلفة بالتواصل معنا، فهم يسعون عادة للاستماع إلى وجهات نظر الطرفين، لكن القول بأن هذه الاتصالات ترقى إلى مستوى تشكيل وساطة حقيقية، فهذا غير صحيح".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية تعليقاً على تصريحات دونالد ترامب التي زعم فيها امتلاكه القدرة على “قلب الكرة الأرضية رأساً على عقب”: “هذا التصريح كافٍ بذاته ولا يحتاج إلى تفسير.” وأضاف: “هل يُعدّ مدعاة للفخر أن يتباهى أحد بقدرته على تدمير الأرض 150 مرة؟! نحن كشعبٍ إيراني نفتخر دوماً بأننا دعاة سلامٍ وتعايشٍ سلمي.”
وحول عمليات التفتيش الجارية من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران، أوضح بقائي أن “التصريحات الصادرة متناقضة، وما يصدر خارج صلاحيات الوكالة لا يُسهم في تعزيز التعاون معها.”
وأضاف: “نحن ما زلنا أعضاء في اتفاق الضمانات (البروتوكول) ومعاهدة حظر الانتشار النووي (NPT)، وفي الوقت ذاته لدينا قانون صادر عن البرلمان الإيراني يحدد مسار العمل بوضوح. وإذا كانت لدى الوكالة أي طلبات إضافية، فإن القرار بشأنها يجب أن يُتخذ من قبل المجلس الأعلى للأمن القومي.”
وأشار إلى أن “بعض عمليات التفتيش، مثل تلك المتعلقة بمحطة بوشهر النووية الخاصة بتزويد الوقود، ضرورية ويجب أن تُنفذ، وكذلك المفاعل البحثي في طهران الذي يرتبط بإنتاج الأدوية المشعة في البلاد.”
وأكد بقائي: “حسب معلوماتي، فإن عملية التفتيش في هذين الموقعين لا تزال جارية.”
وفي رده على تصريحات محمد جواد لاريجاني بشأن البرنامج النووي الإيراني، قال بقائي: “حرية الرأي مكفولة، ومن الطبيعي أن يعبّر المختصون عن وجهات نظرهم الخاصة، لكنها لا تعبّر إطلاقاً عن الموقف الرسمي للجمهورية الإسلامية. لقد أكدنا مراراً أن برنامجنا النووي كان وسيبقى سلمياً بالكامل.”
وأضاف: “ما يجري في السودان يدعو للقلق الشديد. أي تدخل في الشؤون الداخلية للدول يُعدّ عملاً مرفوضاً ومزعزعاً للاستقرار. لقد واجه السودان في مرحلةٍ ما تياراتٍ رفعت شعار الديمقراطية لكنها أدت في الواقع إلى تقسيم البلاد إلى شطرين، واستمرت الصراعات منذ ذلك الحين. ما نشهده الآن من قتل للمدنيين أمر مروّع، وقد دعونا جميع الأطراف إلى تحمّل مسؤولياتهم. نحن نعتقد أن أي تدخل خارجي في شؤون السودان سيُلحق أضراراً بجميع دول المنطقة.”
وفيما يخص توحيد المواقف بشأن المفاوضات والبرنامج النووي، قال بقائي: "نحن مجتمع منفتح، وتُطرح الآراء المختلفة. كجهاز سياسة خارجية يجب أن نستمع إلى هذه الآراء بصدر رحب، ومع ذلك، كلما تعلق الأمر بالمواقف الرسمية، يتم التعبير عنها عبر المتحدثين الرسميين. هذه المواقف الرسمية هي المعتمدة على المستوى الدولي."
وبشأن استمرار التعاون مع روسيا والصين بعد انتهاء قرار مجلس الأمن رقم 2231، قال بقائي: "في إطار قرار 2231 كان لدينا تعاون مع الصين وروسيا، والبند المتعلق بالقيود العسكرية انتهى قبل عدة سنوات. ومن الطبيعي أن تستمر التعاونات بين إيران وروسيا والصين في إطار الاتفاقيات الثنائية القائمة."
وحول احتمال التفاوض مع الولايات المتحدة، صرح بقائي: "يجب أن نتذكر دائماً أن إيران تعرضت لهجمات أثناء المفاوضات الدبلوماسية. هذا أمر لا يمكن للإيرانيين أن ينسوه. وقد أظهرت أمريكا أنها لا تلتزم بمتطلبات التفاوض المعقولة. ويمكننا الحديث عن إمكانية التفاوض فقط عندما يكون الطرفان قادرين على قبول مصالح بعضهما البعض."