بقائي: لن نتردد في استخدام الدبلوماسية إذا ضمنت المفاوضات مصالح وحقوق شعبنا
*التحركات العسكرية الاميركية في منطقة الكاريبي انتهاك صارخ للقانون الدولي
* مواجهة أي تنمية اقتصادية أو إعادة إعمار في المنطقة من المخططات الرئيسية لكيان الاحتلال
*إجراءات اميركا ضد محكمة العدل الدولية دليل علی تواطؤها في جرائم الکیان الصهيوني
طهران-ارنا:- قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، "إسماعيل بقائي" إن مواجهة أي تنمية اقتصادية أو إعادة إعمار في المنطقة من الأهداف الرئيسية للكيان الصهيوني وأضاف أن أحد الأسباب الرئيسية لاستمرار الکیان الصهيوني في ارتكاب الجرائم والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني هو عدم اتخاذ إجراءات جادة وحاسمة من قبل الأطراف التي قدمت نفسها كضامنة لوقف إطلاق النار.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية في مؤتمره الصحفي امس الإثنین: اليوم، علينا أن نتحدث عن استمرار انتهاك الکیان الصهيوني لوقف إطلاق النار؛ إن وقف إطلاق نار من شأنه أن يمنع المزيد من قتل الفلسطينيين، ويدفع المحتلين إلى الانسحاب من غزة، ويسهل إيصال المساعدات الإنسانية إلى شعب غزة المظلوم. وكما شاهدتم في وسائل الإعلام، تستمر انتهاكات عديدة لوقف إطلاق النار. كما ارتكب الکیان الصهيوني في لبنان أعمالا إرهابية متكررة وقتل مواطنين لبنانيين.
وقال بقائي ردا على سؤال حول ادعاء الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، "رافائيل غروسي"، بوجود مفاوضات سرية لاستئناف عمليات التفتيش: "لم أسمع هذا التصريح من السيد غروسي، ولكن بعد التطورات التي حدثت، فإن أساس تعاوننا وتفاعلنا مع الوكالة هو القانون الذي أقره مجلس الشورى الإسلامي. وإننا لا نزال عضوا في معاهدة حظر الانتشار النووي وملتزمين باتفاقية الضمانات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ردا على سؤال حول التحركات العسكرية الأمريكية في منطقة البحر الكاريبي، إن هذه القضية تُثير قلق المجتمع الدولي بأسره. إننا نواجه اتجاها أحاديا يعكس، على الصعيد الدولي، تجاهلا متزايدا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقواعد الأساسية للقانون الدولي.
و تابع: من أهم مبادئ القانون الدولي، المنصوص عليها أيضا في ميثاق الأمم المتحدة، هو حظر استخدام القوة أو التهديد بها، وضرورة احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها. للأسف، تُنتهك هذه المبادئ في أنحاء مختلفة من العالم، بما في ذلك بعض دول أمريكا اللاتينية، بذرائع مختلفة، منها مكافحة تهريب المخدرات.
وأکد أن هذه التطورات تعد انتهاكا للسلم والأمن الدوليين مضيفا: تُطرح ذرائع مماثلة في أنحاء مختلفة من العالم، وفي هذه الحالة، استخدمت ذريعة "مكافحة تهريب المخدرات" للضغط على دولة مستقلة. ونعتبر هذه التحركات العسكرية انتهاكا صارخا للقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ونعتبرها تطورا خطيرا يهدد السلم والأمن الإقليميين. وفي هذا الصدد، يبرز دور الأمم المتحدة، وخاصة مجلس الأمن، لأن هذه المؤسسات يجب أن تقوم بمسؤولياتها من أجل الحفاظ على السلم والأمن الدوليين.
و قال بقائي ردا على سؤال حول زيارة الممثل الخاص للرئیس الروسي للشؤون السورية إلى طهران، "جاءت هذه الزيارة استمرارا للمشاورات والتنسيق المستمر بين إيران وروسيا بشأن التطورات في سوريا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ردا على سؤال حول اعتراف مسؤول استخبارات سابق في الکیان الصهيوني بفشل هذا الکیان في تحقيق أغراضه في حرب الـ 12 يوما ضد إیران: لا تتوقعوا مني التعليق على تصريحات مسؤول سابق في الکیان الصهيوني. من الواضح لنا أن الکیان الصهيوني لم يتردد في اتخاذ أي إجراء يُلحق الضرر بإيران والشعب الإيراني.
و قال "إسماعيل بقائي" عن مساعي الولايات المتحدة والکیان الصهيوني للتشكيك في شرعية محكمة العدل الدولية: إن محكمة العدل الدولية مؤسسة رسمية ومعترف بها من قِبل الأمم المتحدة لحل النزاعات الدولية، ومكانتها القانونية والسياسية في النظام الدولي واضحة تماما. وإن رد فعل الولايات المتحدة وموقفها تجاه قرار المحكمة الأخير، کموقفها تجاه المحكمة الجنائية الدولية، هو في الواقع محاولة وراء ترسيخ ومواصلة سياسة إفلات الکیان الصهیوني من العقاب.
وأضاف بقائي أن رد فعل الولايات المتحدة على أي إجراء أو انتقاد من المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية بشأن أداء الکیان الصهيوني، وتهديدها لتلك المؤسسات، ومحاولة إذلالها، يدل على تواطؤ هذا البلد في جرائم الکیان الصهيوني. وطالما أن هذا الإفلات من العقاب قائم، والکیان الصهيوني واثق من أنه لن يُحاسب أمام المجتمع الدولي، فمن الطبيعي أن يواصل جرائمه في غزة والضفة الغربية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، في معرض حديثه عن آفاق المفاوضات الإيرانية الأمريكية، بالنظر إلی تصريحات وزير الخارجية الأخيرة: فيما يتعلق بالمفاوضات مع الأطراف الأخرى، عندما ترى الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن الظروف والأرضیات اللازمة للمفاوضات التي تضمن مصالح وحقوق الشعب الإيراني متوفرة، فإنها لن تتردد في استخدام الأدوات الدبلوماسية.
وقال إسماعيل بقائي، عن المفاوضات مع الولايات المتحدة: إن وزارة الخارجية لديها آلاف المهام وتقوم بدورها، وهذه القضية كأي قضية أخرى.
وأضاف: لقد فُرضت علينا القضية النووية برمتها. وما كان ينبغي إدراج قضيتنا النووية على جدول أعمال مجلس الأمن منذ البداية، لذلك، نعتقد أن القضية النووية ليست موضوعا يحتاج إلى مناقشة على مستوى مجلس الأمن أو على المستويات المتعددة الأطراف. ولكن على أي حال، وبسبب الظروف الدولية، نضطر إلى إجراء المحادثات بشأن هذه القضية مع مختلف الأطراف في بعض الأحیان.
وأضاف أن الدبلوماسية عملية مستمرة ومتواصلة، ولا يمكن إيقافها عند حد معين. وإن معيارنا في استخدام الأدوات واختيار أسلوب التفاعل هو المصالح الوطنية لإيران. لذلك، كلما دعت الحاجة، ورأينا أن مواصلة العملية أو استئنافها يخدم المصالح الوطنية لإيران، سنتخذ هذا الإجراء حتما.