نعيم قاسم: استقرار لبنان لا يتحقق إلا عبر حماية سيادته والحفاظ على عناصر قوته
طهران / تسنيم: تحدث الأمين العام لحزب الله حجة الاسلام والمسلحين سماحة الشيخ نعيم قاسم، خلال حفل إطلاق كتاب «الغناء والموسيقى – بحوث للإمام الخامنئي»، متناولًا التطورات السياسية في المنطقة وموقف الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي من ملفات الصراع.
وقال الشيخ قاسم إنّ «الاستعراض الذي أقامه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في شرم الشيخ ليس مشروعًا للسلام»، مشيرًا إلى أنّنا «أمام محطة من محطات الصراع، فيها الكثير من الألم والأمل، لأن الكيان الإسرائيلي لم يحقق أهدافه ولن يحققها».
وأضاف أنّ «الجديد في المنطقة ليس سوى مسرحية سياسية، إذ تحاول الولايات المتحدة أن تأخذ بالسياسة ما لم تتمكن (إسرائيل) من أخذه بالحرب»، مؤكدًا أنّه «رغم التواطؤ الدولي الطاغوتي، لم تحقق (إسرائيل) أهدافها ولن تحققها، لأنها كيان معتدٍ ومجرم يسعى إلى الإبادة».
وشدد الشيخ قاسم على أنّ «نتنياهو يستطيع القول إنه يقتل في كل مكان، لكنه لا يستطيع القول إنه استقر، أو أن المستقبل للكيان الإسرائيلي». واعتبر أنّ «التدخل الأميركي في لبنان والمنطقة سيئ جدًا، ويؤكد أنه يقود الإبادة والمجازر ضمن مشروع توسعي يخدم مصالحه».
وتابع: «حين يطرح نتنياهو فكرة (إسرائيل الكبرى)، فهي في خدمة (أمريكا الكبرى)، لأننا نرى ما يصنعه ترامب في كل العالم»، موجّهًا رسالة إلى الإدارة الأميركية وباراك بالقول: «كفى تهديدًا للبنان من أجل إعدام قوته وجعله جزءًا من (إسرائيل الكبرى)».
وأكد الشيخ قاسم أنّ «استقرار لبنان يتحقق من خلال كف يد (إسرائيل) عنه»، موضحًا أنّ «لبنان لا يمكن أن يعطي (إسرائيل) أو أمريكا ما تريدانه، طالما هناك شعب أبيّ قدّم تضحيات كبيرة ولا يزال مستعدًا لتقديم المزيد».
وشدد على ضرورة أن «يبقى لبنان سيدًا حرًا عزيزًا مستقلاً قويًا قادرًا»، معتبرًا أنّ «إسرائيل لا تريد تطبيق الاتفاق ولا إنهاء النزاع بينها وبين لبنان، لأنها تسعى لابتلاع لبنان وإلغاء وجوده».
واختتم الشيخ قاسم بالتأكيد على أنّ «من يظن أن إلغاء سلاح حزب الله ينهي المشكلة مخطئ، لأن هذا السلاح هو جزء من قوة لبنان، وهم لا يريدون للبنان أن يكون قويًا»، مضيفًا: «نحن لا يؤثر فينا التهديد، وعلى الجميع أن يطبقوا الاتفاق، فلبنان التزم به، أما كل المناورات والضغوط فهي استنزاف وتضييع للوقت».
ودعا الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الحكومة اللبنانية إلى تحمّل مسؤولياتها الوطنية في حماية سيادة البلاد، والعمل “بطريقة صحيحة تضمن مصالح الشعب اللبناني وتحافظ على استقلال لبنان وكرامته”.
وأكد الشيخ قاسم، في كلمة له، أنّ الحكومة مسؤولة عن إعادة الإعمار، مطالبًا إياها بالشروع في الإجراءات التنفيذية الضرورية لتحقيق ذلك، بعيدًا عن الإملاءات الخارجية.
وانتقد الشيخ قاسم أداء بعض المسؤولين، قائلاً إنّ “حاكم مصرف لبنان ليس موظفًا لدى أمريكا كي يضيّق على المواطنين بأموالهم”، داعيًا الحكومة إلى وضع حدّ لهذه الممارسات. كما اعتبر أنّ “وزير العدل ليس ضابطة عدلية عند أمريكا أو الكيان الإسرائيلي”، مطالبًا بوقف التضييق على المواطنين في معاملاتهم الرسمية.
وتساءل الشيخ قاسم: “هل أصبح لبنان سجنًا لمواطنيه بإدارة أمريكية؟ وهل وزير العدل أو حاكم المصرف موظفان لدى الإدارة الأمريكية في هذا السجن؟”، مؤكدًا رفضه التام لأي وصاية أجنبية على القرار اللبناني.
وشدد على أنّ “لبنان يجب ألا يكون سجنًا ولا تابعًا لإدارة واشنطن”، مطالبًا المسؤولين بأن يكونوا تحت إمرة الحكومة اللبنانية لمصلحة الشعب والمواطنين.
وجدد التأكيد على أنّ “من يظن أن إلغاء سلاح حزب الله ينهي المشكلة مخطئ، لأن هذا السلاح جزء من قوة لبنان، وهم لا يريدون للبنان أن يكون قويًا”، مشددًا على أن “استقرار لبنان لا يتحقق إلا عبر حماية سيادته والحفاظ على عناصر قوته”.