kayhan.ir

رمز الخبر: 214802
تأريخ النشر : 2025October21 - 20:10

يخيل لترامب انه اسكندر عصره

 

 مهما نُقل عن شخصيات حبها لغزو البلدان فان ما يُجمع عليه هو رغبة اسكندر المقدوني في كسب الشهرة وان جر ذلك في هلك الحرث والنسل، انها اسقاطات القدرة المجردة من الوعي الديني والارث الالهي.

واليوم تتداعى لنا هذه السلوكيات الوحشية في الرئيس الاميركي ترامب، فالجنايات الدولية التي وثقتها محاكم وقضاة واصدروا بموجبها حكمهم التاريخي بملاحقة مجرمي الحرب وعلى رأسهم نتنياهو لارتكابهم جرائم ضد الانسانية بحق سكان غزة، فيما يأبى ترامب حتى الان الاعتراف بهذه الجرائم فهو الشريك الرئيسي في قتل وتجويع شعب آمن ضارباً بعرض الحائط ميثاق الامم المتحدة وقراراتها، الا ان سلوكه المستبد يجعله يدعي انه داعية السلام ويفرغ ما في جعبته من ترهات على حمقى مثله. ففي مؤتمر شرم الشيخ يتبختر امام عدد من القادة والمسؤولين في هذا العالم وهم يجاملونه وهو يستخف منهم حين يزعم انه انهى ثماني حروب او صراعات عالمية كبرى وانقذ ملايين الارواح بالاعتماد على قوة الدبلوماسية، والعالم كاه سمع تصريحه على منصة الكنيست الصهيوني بغطرسته المعهودة: "ان من يقف ضد "اسرائيل" سيواجه قوة لم يشهدها من قبل"، معلناً بوضوح استمرار تزويد الكيان الغاصب بالسلاح الاميركي.

اما على المستوى العالمي فقد صرح ترامب بانه سمح للاستخبارات الاميركية بالعمل داخل الاراضي الفنزويلية مما دفع الحكومة الفنزويلية بالمطالبة رسمياً بعد اجتماع عاجل لمجلس الامن الدولي رداً على التصعيد الاميركي والتصريحات بانها تمثل انتهاكاً للسيادة الوطنية وتدخلاً مرفوضاً في شؤون البلاد الداخلية بالانتشار العسكري غير المسبوق في منطقة الكاريبي. كما وانتقدت كوبا التهديدات غير المسؤولة التي اطلقها ترامب داعية  المجتمع الدولي الى التعبئة من اجل وقف العمل العسكري الاميركي ضد كاراكاس. كما واتهم الرئيس الكولومبي "غوستافوبيترو" اميركا بانتهاك سيادة كولومبيا في مياهها وقتل صياد خلال حملتها العسكرية الاخيرة في منطقة البحر الكاريبي.

وعلى اثرها نظم متظاهرون عن حركات اجتماعية وقفة احتجاجية تحت شعار "من اجل حياة الشعب وكرامته" هاجموا خلالها السفارة الاميركية بالاقواس والسهام اضافة الى متفجرات ومواد حارقة. وبلغ الغضب الشعبي ذروته في اميركا ضد سياسات ترامب وهي اشبه بالانتفاضة الشعبية الى جانب تظاهرات احتجاجية شارك فيها اكثر من سبعة ملايين في يوم واحد، وتعكس الاحتجاجات الانقسام العميق في المجتمع الاميركي لعل الاشارة الى شعار "لا للملوك" ابرز ما يعبر عن قلق الشارع الاميركي المتزايد من ان تسعى ادارة ترامب الى التحايل على القواعد والضوابط والانقلاب على الديمقراطية.

واحصت مصادر اميركية منها جامعة هارفارد ان ما يقرب من 13 مليون اميركي تظاهروا ضد ترامب خلال الاشهر الماضية. ان اهم رد على تخرصات ترامب والتعليق على ما صرح به خلال زيارته الاراضي المحتلة، ما تفضل به سماحة قائد الثورة اول امس. فقال في جانب من خطابه: "ان ترامب اطلق حفنة من الكلام الفارغ وباسلوب مبتذل في محاولة لمنح الصهاينة اليائسين بعض الامل ورفع معنوياتهم، فالصهاينة قد تلقوا صفعة خلال الـ12 يوماً لدرجة لم يتوقعوها ولم يعتادوا عليها فاصابهم اليأس، فلم يكن الصهاينة يتوقعون ان تتمكن الصواريخ الايرانية بلهيبها ونيرانها من اختراق اعماق مراكزهم الحساسة والمهمة وتدميرها وتحويلها الى رماد". وقال سماحته: "ان احد اكاذيب ترامب الصريحة بان اميركا تحارب الارهاب، فهل كان اكثر من عشرين الف طفل ورضيع استشهدوا في غزة ارهابيين؟ ان الارهابي الحقيقي هو اميركا التي انشأت تنظيم داعش واطلقت شروره في المنطقة ولا تزال تحتفظ ببعض عناصره لتستخدمهم متى ما شاءت" وخاطب ترامب الذي تباهى بقصف الصناعة النووية الايرانية: "لا بأس استمر في احلامك لكن من انتم اصلاً حتى تملوا ما يجب وما لا يجب على دولة تمتلك صناعة نووية؟ ما علاقة هذا الامر باميركا؟ امتلاك ايران لصناعة نووية شأن داخلي وهذه التدخلات تعسفية وخاطئة ومتغطرسة، انتم من يشعل الحروب وانتم صنّاعها الحقيقيون. ان اميركا ليست فقط دولة ارهابية بل دولة تشعل الحروب ايضاً وإلا فما الحاجة الى كل هذه القواعد العسكرية الاميركية في المنطقة؟ ماذا تفعلون هنا؟ هذه المنطقة تخص شعوبها والحروب والموت فيها انما هي نتيجة مباشرة لوجودكم ... ".