الامام الخامنئي:استمر في احلامك ما شأنك ان تكون لدى ايران صناعة نووية أم لا؟
*ادعاء ترامب بأن واشنطن تحارب الإرهاب كذبة صريحة فاميركا هي الارهابي الحقيقي
*الانجازات العملية والرياضية تحمل قيمة إضافية لأنها تأتي في سياق الحرب الناعمة
*الشباب كانوا السبّاقين في ابتكار الاستراتيجيات العسكرية خلال الحرب المفروضة
*إيران لم تشترِ الصواريخ من أحد ولم تستأجرها بل هي من صنع أيدي شبابها
*الولايات المتحدة كانت بلا شك الشريك الرئيس في جرائم الكيان الصهيوني بغزة
طهران-العالم:-قال قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، تعليقا على تصريحات الرئيس الأمريكي خلال زيارته إلى الأراضي المحتلة، إن ترامب قال بفخر إن بلاده «قامت بقصف وتدمير المنشآت النووية الإيرانية»، مضيفاً ردّاً على ذلك: «حسناً، استمر في أحلامك!.
واضاف سماحته خلال لقائه صباح امس الاثنين بالأبطال الرياضيين والفائزين في الأولمبيادات العلمية الدولية: «كل ما تقومون به يُنسب إلى إيران وإلى الشعب الإيراني، وهذا العلم الذي رفعه أبطالنا له قيمة كبيرة. كما أن سجدة الشكر والدعاء الذي يؤديه الرياضي الإيراني بعد الفوز يمثل رمزاً جميلاً للشعب الإيراني.
وأشار قائد الثورة إلى أهمية دعم الطاقات الشابة قائلاً: «هؤلاء الشباب المشاركون في الأولمبيادات العلمية هم اليوم نجوم لامعة، لكنهم بعد عشر سنوات سيكونون شموساً ساطعة إذا واصلوا العمل والاجتهاد. إنني أؤكد على المسؤولين ألا يتركوا هؤلاء الشباب، وألا يكتفوا بما تحقق حتى الآن، بل أن يهيئوا لهم سبل التقدم المستمر.
وأضاف: «إن النجم إذا واصل طريقه، سيصبح بعد عشر سنوات شمساً تنير الطريق للآخرين، ومن خلالهم يمكن إنجاز أعمال كبيرة».
وأشاد سماحته بالرياضيين والعلماء الإيرانيين الفائزين بالميداليات، قائلاً: «أنتم أسعدتم الشعب، سواء في الميادين الرياضية أو العلمية. الشباب بهذه الجهود يبعثون الحماس في الشعب. الميداليات التي حققتموها في الأشهر الماضية ليست ميداليات عادية، بل تحمل قيمة إضافية، لأنها تأتي في سياق الحرب الناعمة، حيث يسعى العدو لإحباط الشعب وإضعاف قدراته».
وأضاف: «بنجاحكم في هذه الميداليات، قدمتم ردّاً عملياً على أعداء إيران، وأظهرتم قدرات شبابنا وقوة الشعب الإيراني. لذلك، يمكن اعتبار هذه الميداليات ذات قيمة مضاعفة.
وأشار إلى التطورات الملفتة في الرياضة بعد الثورة، مؤكداً أن «الإنجازات الحالية للشباب في المصارعة، والكرة الطائرة، وبعض الرياضات الأخرى لم تكن موجودة سابقاً، وهذه القدرة على المنافسة العالمية لم تكن متاحة قبل الثورة».
وأكد قائد الثورة على أهمية دعم الشباب المشاركين في الأولمبيادات العلمية قائلاً: «كل ما تقومون به يُسجّل باسم إيران وباسم الشعب. هذا العلم الذي رفعتموه، والسجود والدعاء الذي يؤديه الرياضي بعد الفوز، كل ذلك رمز قيم للأمة الإيرانية. هؤلاء الشباب هم اليوم نجوم لامعة، وبعد عشر سنوات سيكونون شموساً إذا واصلوا العمل والاجتهاد. أنا أؤكد على المسؤولين ألا يتركوا هؤلاء الشباب، وألا يكتفوا بما تحقق حتى الآن».
وتطرّق إلى تاريخ إيران في الحرب المفروضة (ثماني سنوات)، مشيراً إلى أن الشباب كانوا السبّاقين في ابتكار الاستراتيجيات العسكرية، وهو ما مكّن إيران من التفوق على العدو رغم الإمكانات المحدودة، قائلاً: «اليوم، شبابنا في المراكز البحثية يتصدرون العالم في مجالات نانو، والليزر، والبرنامج النووي، والصناعات العسكرية، والأبحاث الطبية المهمة.
وشدّد سماحته على أن الإنجازات العلمية والرياضية للشباب ليست مجرد ميداليات أو جوائز، بل تمثل قوة الشعب وقدرته على مواجهة التحديات، وهي رسالة قوية للأعداء: «في كل ميدان، سواء الحرب المادية أو العلمية، شباب إيران هم الطليعة الذين يحققون الانتصارات».
وأكّد قائد الثورة الإسلامية، خلال حديثه عن تصريحات الرئيس الأمريكي في زيارته إلى الأراضي المحتلة، أن ترامب قال بفخر إن بلاده «قامت بقصف وتدمير المنشآت النووية الإيرانية»، مضيفاً ردّاً على ذلك: «حسناً، استمر في أحلامك!».
وأوضح قائد الثورة الإسلامية أن هناك تصريحات مسيئة طالت إيران خلال هذه الأيام، ولا يمكن السكوت عنها، مشيراً إلى أن رئيس أمريكا أثناء زيارته إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة أطلق حفنة من الكلام الفارغ وبأسلوب مبتذل في محاولة لمنح الصهاينة اليائسين بعض الأمل ورفع معنوياتهم.
وقال سماحته إن تحليله لزيارة الرئيس الأمريكي وما صدر عنه من أقوال وأفعال هو أن هؤلاء يأسوا. وأضاف أن الصهاينة تلقوا صفعة خلال «حرب الـ12 يوماً» لدرجة لم يتوقعوها ولم يعتادوا عليها، فأصابهم اليأس، فقام بالزيارة لإعادة بثّ الروح في نفوسهم وإخراجهم من حالة الإحباط .
وفي جزء آخر من كلمته، أشار سماحته إلى التصريحات الفارغة الأخيرة لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية حول المنطقة وإيران العزيزة: «الرئيس الأمريكي، خلال زيارته إلى فلسطين المحتلة، حاول من خلال حفنة من الكلمات السخيفة والمليئة بالابتذال أن يبث الأمل في نفوس الصهاينة المحبطين ويمنحهم المعنويات.
وأضاف سماحته أن الصفعة المدوية التي وجهتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية للكيان الصهيوني خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا كانت السبب في إحباطهم، قائلاً: «لم يكن الصهاينة يتوقعون أن تتمكن الصواريخ الإيرانية بلهيبها ونيرانها من اختراق أعماق مراكزهم الحساسة والمهمة وتدميرها وتحويلها إلى رماد».
وأكد الإمام الخامنئي أن إيران «لم تشترِ الصواريخ من أحد ولم تستأجرها، بل هي من صنع أيدي شبابها وهي تحمل هويتهم الوطنية»، مضيفًا: «حين يدخل الشاب الإيراني الميدان ويعمل بجدٍّ لتأمين البنى التحتية العلمية، فإنه قادر على تحقيق إنجازات عظيمة كهذه».
وشدد سماحته على أن «هذه الصواريخ هي من إعداد قواتنا المسلحة وصناعاتنا العسكرية، وقد استُخدمت بالفعل، وما زالت موجودة، وإذا اقتضت الضرورة فسيُعاد استخدامها في الوقت المناسب.
وبعد تلخيصه لأسباب التصريحات الفارغة لترامب — التي وصفها بأنها مجرد كلمات تافهة وتصرفات هزلية هدفها رفع معنويات الصهاينة — تطرق الإمام الخامنئي إلى بعض مزاعمه، وقال: «في حرب غزة، كانت الولايات المتحدة بلا شك الشريك الرئيس في جرائم الكيان الصهيوني، كما اعترف الرئيس الأمريكي نفسه حين قال: نحن كنا نعمل مع هذا الكيان في غزة». وأضاف: «حتى لو لم يقل ذلك، فالأمر واضح، لأن القنابل والذخائر التي أُلقيت على رؤوس الشعب الأعزل في غزة كانت أمريكية الصنع.
ووصف سماحته ادعاء ترامب بأن أمريكا تحارب الإرهاب بأنه «أحد أكاذيبه الصريحة»، قائلاً: «أكثر من عشرين ألف طفل ورضيع استُشهدوا في حرب غزة، فهل كانوا إرهابيين؟ الإرهابي الحقيقي هو أمريكا التي أنشأت تنظيم داعش وأطلقت شروره في المنطقة، ولا تزال تحتفظ ببعض عناصره لتستخدمهم متى شاءت».
وأشار الإمام الخامنئي إلى مقتل نحو 70 ألف إنسان في حرب غزة واستشهاد أكثر من ألف إيراني في الحرب التي استمرت 12 يومًا، معتبرًا ذلك «دليلًا واضحًا على الطبيعة الإرهابية لأمريكا والكيان الصهيوني». وأضاف: «إنهم، إلى جانب قتلهم الأعمى للمدنيين، اغتالوا علماءنا مثل طهرانجي وعباسي، وتفاخروا بهذه الجرائم، لكن عليهم أن يعلموا أنهم لا يستطيعون اغتيال العلم نفسه».
وتابع سماحته بالإشارة إلى تصريحات ترامب التي تباهى فيها بقصف الصناعة النووية الإيرانية مدعيا أنه دمّرها، فقال: «لا بأس، استمر في أحلامك، لكن من أنتم أصلًا حتى تُمليوا ما يجب وما لا يجب على دولة تمتلك صناعة نووية؟ ما علاقة هذا الأمر بأمريكا؟ امتلاك إيران لصناعة نووية شأن داخلي، وهذه التدخلات تعسفية وخاطئة ومتغطرسة».
كما أشار الإمام الخامنئي إلى المظاهرات الواسعة التي خرج فيها سبعة ملايين شخص ضد ترامب في الولايات والمدن الأمريكية المختلفة، قائلاً: «إذا كنتم تملكون هذه القوة التي تدّعونها، فأوقفوا أكاذيبكم وتدخلاتكم في شؤون الدول الأخرى، بدلًا من بناء قواعد عسكرية هنا وهناك، واهتموا بتهدئة ملايين المواطنين الغاضبين في بلادكم وإعادتهم إلى بيوتهم.
وأكد سماحته أن «الولايات المتحدة هي الإرهابي الحقيقي ومظهر الإرهاب في العالم»، واعتبر ادعاء ترامب بأنه «يدعم الشعب الإيراني» كذبا صريحا، موضحا: «العقوبات الثانوية الأمريكية، التي ترافقها دول كثيرة خوفًا من واشنطن، موجّهة ضد الشعب الإيراني نفسه، ولذلك أنتم أعداء الشعب الإيراني، لا أصدقاؤه».
وأشار قائد الثورة إلى ما قاله ترامب عن «استعداده للصفقة»، وأضاف: «يقول: أنا رجل صفقات، ولكن عندما تكون الصفقة مقرونة بالإكراه وتكون نتيجتها محسومة سلفًا، فهي ليست صفقة بل فرض وإملاء، والشعب الإيراني لن يخضع لأي إملاء.
كما علّق على تصريحات ترامب بشأن «الموت والحروب في منطقة غرب آسيا أو ما يسمونه الشرق الأوسط»، فقال: «أنتم من يشعل الحروب، فأنتم صُنّاعها الحقيقيون. أمريكا ليست فقط دولة إرهابية، بل دولة تشعل الحروب أيضا. وإلا، فما الحاجة إلى كل هذه القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة؟ ماذا تفعلون هنا؟ هذه المنطقة تخص شعوبها، والحروب والموت فيها إنما هي نتيجة مباشرة لوجودكم».
وفي ختام كلمته، وصف اية الله خامنئي مواقف الرئيس الأمريكي بأنها «خاطئة وفي كثير من الأحيان كاذبة وتعبر عن غطرسة»، مؤكداً: «قد تؤثر هذه الغطرسة على بعض الدول، لكنها، بفضل الله تعالى، لن تؤثر أبدا في الشعب الإيراني.
وفي ختام المراسم، قدّم فريق الناشئين للرياضة البهلوانية الإيرانية عرضًا من حركات هذا الفن الرياضي، نال إعجاب قائد الثورة وإشادته.