kayhan.ir

رمز الخبر: 214741
تأريخ النشر : 2025October20 - 21:09

افشال هجمات الكيان الغاصب العدائية

 

 طريقة تصرف الكيان الصهيوني خلال العام المنصرم تعكس انها بدل اللجوء للحرب تعلن وقف اطلاق النار وفي نفس الوقت تقوم بعمليات اغتيال مستمرة ضد المقاومة. فهذا السلوك ضد لبنان واليمن وغزة دليل ذلك. وهذا الاسلوب اعتمده الكيان بعد دخوله الحرب في هذه الجبهات مما يدلل ان "اسرائيل" بقبولها الهزيمة تتخلى عن القتال الا ان حالة ابقاء المواجهة مع وحدات المقاومة تعتبرها ضرورية. اذ حسب منظّري جيش الكيان الصهيوني ان وحدات المقاومة ولاجل تثبيت مواقعها خلال العقدين الماضيين بحاجة للاستقرار ولذا لابد من مهاجمتها باستمرار. تأسيساً على ذلك فان الجيش الاسرائيلي وبعد هزيمته من قبل حزب الله في الحرب على لبنان، والهزيمة من المقاومة الفلسطينية في الحرب على غزة، والهزيمة من انصار الله في الحرب على اليمن، نظم عملياته العسكرية على هذه الجبهات تحت سقف الحرب. فالمواجهة تحت سقف الحرب بين الكيان والجيش الاميركي وحلف الناتو خاضع لاتفاق. والهدف من هذه الستراتيجية الحؤول دون خروج ظروف جبهات المقاومة من حالتها العادية، اما بخصوص ايران فبدل تنفيذ عمليات من نوع العمليات في لبنان واليمن، لجأوا الى الحرب النفسية مع استمرار حالة "لا الحرب ولا الهدنة"، بتجربة حرب نفسية وأرجحة السوق الايرانية. كما ان الحكومة الفرنسية والبريطانية والالمانية، وبهدف جعل الملف النووي الايراني غير عادي قاموا بتفعيل آلية الزناد، وكذلك الاميركان فبالرغم من فشلهم في حرب الـ12 يوماً يطلقون تصريحات بعد الحين والاخر لتداعي الاستعداد لمهاجمة ايران.

ان محاولات تحت سقف الحرب والذي يعني وقف اطلاق النار بالتزامن مع القتال وكذلك سياسة لا الحرب ولا وقف اطلاق النار، من وجهة نظر منظريها "حرب بلا ضرر"، اي ان الطرف المهاجم لا يصيبه الضرر فيما يصيب الجهة المقابلة بالضرر دون ان ينتفع من الحرب.

هذا التصور يسيطر على المنظّرين وعلى اجراءاتهم وبالطبع لا يعني قراءة ذهن وحدات المقاومة، فالعدو يظن ان وحدات المقاومة لا تملك سوى خيار واحد وهو تثبيت مواقعها عن طريق السيطرة على الحرب.

ان السياسة التي يتبعها الاعداء تقوم على تجديد القدرات المدمرة خلال الحروب الاخيرة، ومحورها تجديد اميركا والكيان الصهيوني لقدراتهما المدمرة قبال الجمهورية الاسلامية الايرانية. فالثورة الاسلامية والنظام المنبثق منها لم تضعف بالتهديدات المتتالية بل ازدادت قوة في العالم والمنطقة. وفي المقابل تواجه اميركا والكيان تحديات اقليمية وعالمية، حتى ان الاحصاءات الاخيرة تقول ان معدل شعبية سياسة الكيان في العالم 16% ومعدل شعبية اميركا 24%، هذا في الوقت الذي عكست فيه احصائية من 57 دولةاسلامية ان معدل شعبية ايران 74%.

ان الكيان الصهيوني والحكومة الاميركية وبعد تجربة الحرب تتحدثان عن مساع سياسية لتحييد نفوذ ايران واقتدارها، معتمدتان على الاجراءات السياسية على المستوى الحكومي وعمليات نفسية واعلامية وتقييد التجارة الخارجية لايران ولكن في البيان يتظاهران ان ايران ستواجه بحرب جديدة، هذا في الوقت الذي تخلص اميركا و"اسرائيل" الى ان حرب الـ12 يوماً قد عززت من مكانة ايران الداخلية والاقليمية والدولية. ان العدو يطبق في لبنان معادلة بسط يد "اسرائيل" وتكبيل يد حزب الله، فالهجمات بشكل متقطع على جنوب وشرق لبنان بهدف الحؤول دون جعل الظروف الامنية للبنان وتحرك حزب الله عادياَ.

فالكيان الصهيوني بمهاجمة الوحدات الخاضعة للاعمار جنوب نهر الليطاني ومهاجمة الوحدات والامكانات التي نالها الاعمار، يسعى لمنع اسكان الشعب في الجنوب، الا ان واقعية لبنان تعكس ان الاجواء الذهنية للشعب والمقاومة ليست مشوشة امنياً، فالحياة تسري في جميع انحاء لبنان وان المقاومة مشغولة بمهامها، وهي التي دحرت "اسرائيل" في حرب الـ66 يوماً واجبروها على وقف القتال، لا تحتاج لرد عسكري لابراز قدرتها، وهي اثبتت ذلك قبل وقف القتال واجبرت الجيش الاسرائيلي على اعلان وقف اطلاق النار، وليس حزب الله بحاجة في المجال الاجتماعي والمعلوماتي برد فعل واظهار قدرته، فانعقاد مراسم مشتركة في بيروت وبعلبك وصور في 27 سبتمبر بشكل واسع وكذلك مراسم استعراضية لكشافة جزب الله والذين بلغ عددهم 75 الف شاب. وكذلك اعتقال شبكة تجسس اسرائيلية في لبنان مؤلفة من عناصر اجنبية ومحلية وكذلك المحافظة على عناصر وزعماء سياسيين وعسكريين جدد في حزب الله، كخطوتين امنيتين بارزة لحزب الله. ان حزب الله خلال فترة ديسمبر الماضي ولليوم لم يضغط على الزناد الا انه على العكس من تصور الاعداء ليس مكبل اليد، وان الحكومة اللبنانية بلغت مرحلة لا تتخلى عن اقدام المقاومة.

ان المقاومة في غزة اجبرت العدو على اللجوء لوقف اطلاق النار، ودليله التصريحات التي اطلقها نتنياهو في 23 سبتمبر قبال الضغوط الداخلية للقبول بوقف اطلاق النار: "انا لم ابدأ عمليات عربات جدعون كي انهيها بالسلام". ان "اسرائيل" بظنها ان اولوية رفع المشاكل الحالية لشعب غزة واعمار المنازل والبنى التحتية ستحول دون رد المقاومة على تصرفات الجيش الاسرائيلي، فالهجمات الانفرادية على الشعب لاسيما العوائل العائدة لشمال غزة لجبر نقص موقعه داخل الكيان وجبر ضعفه على النطاق العسكري – الامني، الا ان "اسرائيل" في ظل ظروف لجأت لوقف اطلاق النار كانت قبلها اقرت بقدرة المقاومة، وان المقاومة بامكانها ان تقسم الاعمال، فان كانت حماس وبسبب التوقيع على الاتفاق لها مبرراتها، الا ان حركة الجهاد الاسلامي والفصائل الفلسطينية المقاومة الاخرى التي لم تدخل الاتفاق غير معذورين كما حين ينقض كيان الاحتلال الاتفاق فلا تعهد لحركة حماس قباله.

ان مسار تحرك الكيان الصهيوني المدعوم من اميركا واوروبا ضد وحدات المقاومة بحاجة الى تقييمه من قبل الجمهورية الاسلامية الايرانية وسائر وحدات المقاومة. فهذه السياسة الخادعة ينبغي ان تُهزم كما حصل في الحرب، فان استعدت جبهة المقاومة لاي اقدام للعدو سواء من الكيان الاسرائيلي او الحكومة الاميركية او الترويكا الاوروبية لرد ردعي فان هذه السياسة ستفشل، فبامكان حزب الله ان يعلن ان اي اجراء عسكري للكيان سيواجه برد او عن طريق اجراءات سايبرية، كما بامكان المقاومة الفلسطينية ان تعلن ان اي نقض لوقف اطلاق النار سيتم الرد عليه ضد الجيش الاسرائيلي او المستوطنات غير القانونية، في هذه الحالة سيضطر الكيان لتقييم اي اجراء وسيتخلى عن ممارساته الحالية.

فالرد بالمثل من قبل جبهة المقاومة سيحول دون تزويق الكيان الغاصب لصورته في داخل الاراضي المحتلة.

سعدالله زارعي