الرئيس بزشكيان: محاولات التآمر الخارجية ضد إيران فاشلة
طهران-تسنيم:-أكد الرئيس مسعود بزشكيان أن محاولات التآمر الخارجية ضد إيران لا تؤثر، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن القلق الحقيقي يكمن في الانقسامات الداخلية والاصطفافات الوهمية داخل البلاد.
وقال الرئيس بزشكيان خلال اجتماع مجلس الوزراء امس الاربعاء: «لا أشعر بقلق جدي تجاه مؤامرات الولايات المتحدة أو غيرها، فعداؤهم للجمهورية الإسلامية أمر واضح، لكن ما يقلقني بشدة هو تصاعد الخلافات الداخلية، وإثارة الانقسامات الزائفة، وتبادل الاتهامات وتشويه صورة بعضنا البعض.
وأوضح بزشكيان أن هذه الأجواء السلبية تؤدي إلى غضب الناس وقلقهم وإحباطهم، مضيفاً: «بدلاً من ترسيخ روح الوحدة والتضامن، يسعى البعض إلى التشويه والتشكيك في كل شيء. يجب أن نتعاون جميعاً لتجاوز الظروف الصعبة المقبلة بخطوات إيجابية تُعيد الأمل إلى الشعب. يمكنني معالجة القضايا الخارجية، لكنني قلق من الأوضاع الداخلية».
وخلال الاجتماع، قدّمت وزيرة الطرق والتنمية العمرانية تقريراً عن زيارتها إلى جمهورية أذربيجان وما تم خلالها من توقيع عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم، كما استعرض وزير الجهاد الزراعي تقريراً إيجابياً حول تحسن إنتاج الدواجن وبيض المائدة.
كما قدّم محافظ البنك المركزي تقريراً مبشّراً عن تحسّن مؤشرات الإنتاج الصناعي خلال شهر (أيلول)، موضحاً أن القطاع الصناعي شهد تراجعاً حاداً بعد الحرب التي استمرت 12 يوماً، لكن المؤشرات تحسّنت في الشهر الماضي، كما انخفضت مستويات تكدّس البضائع في المخازن، وارتفع مؤشر "شامخ" الصناعي الصادر عن غرفة التجارة الإيرانية إلى ما فوق 50 نقطة، وهو ما يعكس حالة من الانتعاش الاقتصادي.
وفي جانب آخر من الجلسة، قدّم المعاون القانوني للرئيس تقريراً عن مشروع تعديل قانون تعيين الأشخاص في المناصب الحساسة الذي كانت الحكومة الرابعة عشرة قد أرسلته إلى البرلمان في بداية عملها، حيث أقرّ مجلس الوزراء سحب المشروع من مجلس الشورى الإسلامي.
كما وافقت الحكومة خلال الجلسة على تقرير اللجنة الاقتصادية بشأن تنظيم أنشطة المنصّات الإلكترونية الخاصة بتجارة الذهب.
من جهة اخرى اكد رئيس الجمهورية على اهمية الالتزام بالتعاليم والمبادئ الدينية، قائلا : ان تطبيق مبدأ العدالة يعتمد على التعاون والتضامن والتآلف بين القلوب، والقناعة والايمان بهذا المبدا؛ وعلى الناس الّا يبتعدوا عن هذا الطريق الصواب تأثرا بالأهواء النفسية أو الغرور الشخصي.
ونقلا عن الموقع الاعلامي لمكتب رئاسة الجمهورية في ايران، ان پزشكيان ادلى بهذا التصريح خلال مؤتمر "على طريق العدالة.. العدالة الوظيفية، التوازن الإقليمي"، والذي عُقد في قاعة المؤتمرات بوزارة التعاون والعمل والرفاه الاجتماعي.
وعبر الرئيس بزشكيان عن تقديره للجهود والقراءات التي قدمها المشاركون في هذا الاجتماع حول موضوع العدالة؛ واصفًا إياها "ذات قيمة كبيرة".
واضاف : انني على يقين بأن العدالة هي الأساس والمنطلق لجميع التعاليم الدينية والممارسات الاجتماعية، وأن الأنبياء (عليهم السلام) قد بُعثوا من أجل تحقيق هذا المبدا؛ لكن مع ذلك، في ظل الظروف الراهنة، لم تتحقق الهواجس الحقيقية للعدالة في المجتمع بشكل كامل.
وصرح بزشكيان، بأن "الخدمات الصحية تُقدم بشكل غير متكافئ في مناطق مختلفة من البلاد .. كما ان هناك عدم الإنصاف في استغلال الموارد الطبيعية، مما يلحق الضرر بالأرض والمجتمع"؛ مؤكدا بأنه "في غالب الامر إن من يتحمل مسؤولية مشكلات الناس هم صانعو القرار، والتغاضي عن هذه المبادئ سيؤدي إلى تفاقم الاستياء الشعبي وتراجع الثقة العامة".
هذا وأبلغ الرئيس بزشكيان قانونين، هما "تنظيم الطائرات المسيرة للاستخدام المدني" و"تشديد عقوبة التجسس والتعاون مع الكيان الصهيوني والدول المعادية ضد الأمن القومي والمصالح الوطنية"، ليُطبّقا على الجهات المختصة.
وتنفيذًا للمادة 123 من دستور الجمهورية الإسلامية الايرانية، أبلغ مسعود بزشكيان "قانون تنظيم الطائرات المسيرة للاستخدام المدني"، الذي أقرّه مجلس الشورى الإسلامي في جلسة علنية عُقدت قبل أيام، وأقرّه مجلس صيانة الدستور اخيراـ، ليُطبّق على السلطة القضائية ووزارات الداخلية، والأمن، والعدل، والطرق وبناء المدن، والصناعة والمناجم والتجارة، والدفاع ودعم القوات المسلحة.