حزب الله: لا بدّ من مواجهة العدوان الصهيوني المستمرعلى لبنان
*العدوان على الجنوب يتطلب تضامنا وطنيا وموقفا حكوميا حازما يرتقي الى مستوى التهديدات
*الهجمات المتمادية على لبنان وشعبه وسيادته تعبير عن الغطرسة والإجرام الصهيوني تحت نظر اميركا
طهران-مهر:-أكد حزب الله في بيان له امس السبت، أن العدوان الإسرائيلي على لبنان لا يمكن أن يستمر ولا بدّ من مواجهته.
وجاء في بيان صادر عن حزب الله حول العدوان الاسرائيلي على المصيلح جنوب لبنان: "يدين حزب الله العدوان الذي شنّه العدو الإسرائيلي فجرامس على طريق المصيلح -النجارية في جنوب لبنان، والذي أدى إلى استشهاد وجرح عدد من المواطنين، فضلًا عن خسائر كبيرة في الأرزاق والممتلكات، وهو يأتي في إطار الاستهدافات المتكرّرة والمتعمدة على المدنيين الآمنين وعلى البنى الاقتصادية ولمنع الناس من العودة إلى حياتها الطبيعية.
إن هذا العدوان الإسرائيلي المتمادي على لبنان وشعبه وسيادته، هو تعبير عن الغطرسة والإجرام الصهيوني المستمر والمتواصل تحت نظر الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار ولجنة الإشراف عليه، وفي ظل صمت عربي ودولي وغطاء أمريكي كامل يُجرّئ العدو على التمادي في عدوانه المستمر على لبنان والمنطقة.
إن ذلك يستدعي من اللبنانيين جميعًا تضامنًا وطنيًا ومن الدولة موقفا حازمًا يرتقي إلى مستوى التحديات والتهديدات القائمة، ويتطلب حركة دبلوماسية وسياسية مكثّفة، ورفع الصوت عاليًا في كل المحافل العربية والدولية، والتقدم بشكوى عاجلة إلى مجلس الأمن للضغط على العدو الإسرائيلي لوقف اعتداءاته وانتهاكاته.
إننا نؤكد أن هذا العدوان الإسرائيلي لا يمكن أن يستمر ولا بدّ من مواجهته، وعلى الدولة أن تتحمّل مسؤولياتها الوطنية تجاه شعبها والقيام بدورها الحامي والحاضن والراعي له. ونوجه التحية والإكبار إلى أهلنا الشرفاء الصامدين الذين يواجهون العدوان بثبات ويقدّمون التضحيات الجسام تأكيدًا على حقهم في أرضهم والعيش بكرامة في وطنهم".
هذا واستنكرت وزارة الخارجية اللبنانية، السبت، الغارات الجوية "الإسرائيلية" التي استهدفت منطقة المصيلح – قضاء صيدا جنوبي البلاد؛ معتبرة أنها "تمثل اعتداء متكررا على السيادة اللبنانية وخرقا فاضحا للقرار الدولي رقم 1701، الذي ينص على وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل".
وفي بيان رسمي، أدانت الوزارة "العدوان الإسرائيلي السافر" الذي استهدف منشآت مدنية ومرافق تجارية في منطقة الزهراني الجنوبية؛ محذرة من "تداعيات استمرار هذه الانتهاكات على الأمن والاستقرار في الجنوب، وجهود الجيش اللبناني المبذولة لحصر السلاح بيد الدولة".
وفجرامس السبت، شنت طائرات حربية تابعة للعدو الصهيوني، نحو 10 غارات جوية متتالية، استهدفت 6 معارض لصيانة الجرافات والآليات الثقيلة على طريق المصيلح – النجارية، قرب بلدة المصيلح، التي تبعد نحو كيلومترين فقط عن دارة رئيس مجلس النواب "نبيه بري".
وورد في التقارير ان الغارات اسفرت عن مقتل شخص سوري الجنسية، وإصابة 7 آخرين، بينهم 6 لبنانيين وسيدة سورية؛ وفق ما أعلنه مركز عمليات الطوارئ بوزارة الصحة اللبنانية.
كما أدت الغارات، إلى تدمير واسع للمعدات، واشتعال النيران في عدد من المعارض، وقطع طريق المصيلح الرئيسي نتيجة الأضرار الجسيمة.
وندد الرئيس اللبناني جوزاف عون بالهجوم، مشيرا إلى أن الغارات استهدفت “منشآت مدنية بلا حجة أو ذريعة”، مضيفا أن “الخطورة تكمن في وقوع هذا العدوان بعد إعلان وقف إطلاق النار في غزة، واتفاق الأطراف على آلية لاحتواء السلاح”.
وتابع، أن “الهجوم يطرح أسئلة جوهرية حول محاولة تعويض إخفاقات إسرائيل في غزة، عبر فتح جبهة جديدة في لبنان”، متسائلا : إذا كان لبنان قد تورط في الحرب دعما لغزة، أفليس من المنطقي دعمه اليوم بنموذج الهدنة؟!
وأكد عون، ان مسؤوليته عن سلامة أرض لبنان وشعبه تحتم عليه “طرح هذه التحديات لا الاكتفاء بالتنديد”.
ويعد الهجوم على "المصيلح" واحدا من أعنف الضربات التي تستهدف الجنوب اللبناني منذ سريان الهدنة، ويأتي بعد سلسلة هجمات مماثلة طالت مناطق مثل بنت جبيل والنبطية والبقاع.
ورغم المزاعم "الإسرائيلية" المتكررة بأن الغارات تستهدف “منشآت تابعة لحزب الله”، فإن عددا كبيرا من الضحايا هم من المدنيين، كما أن بعض المواقع المستهدفة لا تحمل أي طابع عسكري؛ وفق ما وثقته جهات حقوقية محلية ودولية.