kayhan.ir

رمز الخبر: 213058
تأريخ النشر : 2025September20 - 20:57

المقاومة عصية على الانكسار

كتب المحرر السياسي

 اهم ما جاء في حديث الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الاخير بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد قادة الرضوان هو ان ما بعد العدوان على الدوحة ليس كما قبله وكذلك دعوته للسعودية بفتح صفحة جديدة مع المقاومة مبنية على حوار يعالج اشكاليات الماضي ويؤمن المصالح المستقبلية. لان هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها المنطقة توجب على الجميع ان يتحمل مسؤولياته تجاه الاخطار المحدقة بالمنطقة في ظل التهديدات المستمرة من قبل الصهيونية تجاه مصر والاردن وتركيا والسعودية والعراق وسوريا واليمن وهذا لا يتم دون ضوء أخضر ودعم اميركي مفتوح. وتجربة قطر خير دليل على ذلك فوجود قاعدة "العديد" الاميركية التي صمّت اذانها وعيونها عن دخول المقاتلات الاسرائيلية سماء قطر وقصفت ما قصفت بصلافة تامة لم تحرك ساكناً، فلا العلاقات الحميمة التي هي من طرف واحد ولا وجود هذه القاعدة حمت قطر من العدوان الصهيوني الغادر.

فالعدو الصهيوني اراد بهذا العدوان ايصال رسالة الى دول المنطقة بانهم ليسوا في مأمن من سطوته ان لم يخضعوا لهيمنته لبناء "اسرائيل الكبرى".

لكن جاء رد الشيخ قاسم الصاعق على الكيان الغاصب ومشاريعه الاستعمارية في توجيه البوصلة في مسارها الصحيح واعلان هذه الحقيقة بانه "عندما لا تكون المقاومة موجودة فان الدور سيأتي على دول المنطقة. وهذا الامر ليس بخفي على احد عندما يسمع تهديدات نتنياهو المستمرة يومياً ضد دول المنطقة.

دعوة الشيخ قاسم لفتح صفحة جديدة مع السعودية وتحديد العدو الحقيقي هو خيار استراتيجي يخدم دول وشعوب المنطقة ويجنبها الكثير من الاخطار ويحفظ ثرواتها وعدم بعثرتها في خلافات عبثية تخدم مصالح الاعداء، وهذه دعوة صادقة لدعم الامن والاستقرار الذاتي في المنطقة بعيداً عن التدخلات الاجنبية التي تجلب التوترات والازمات وقد اثبتت الوقائع ان الامن لا يستورد بل هو جهد اضافي من ابناء المنطقة الذين هم من يتحملون هذا العبء الكبير وهم اهلاً له.

والمأمول من الرياض ان ترحب بهذه المبادرة الايجابية التي تخدم ابناء المنطقة ودولها جميعاً لقطع الطريق على الاعداء وفي المقدمة اميركا لاستغلال اوضاع المنطقة واول خطوة في الطريق الصحيح هي ما قامت به السعودية في توقيعها لمعاهدة الدفاع المشترك مع باكستان بعد أن فقدت  الاعتماد على اميركا وهكذا تجربة قطر المرّة مع اميركا.

فزيارة السيد لاريجاني امين المجلس الاعلى للامن القومي للرياض قبل توقيع الاتفاقية مع باكستان كان في الواقع للتباحث في آليات الدفاع المشترك مع السعودية.

أما فيما يخص العدو الصهيوني والاعتداءات المستمرة ضد لبنان واحتلال اراضيه اكد سماحته بالحرف الواحد الى ان "المقاومة مستمرة غصباً على اميركا واسرائيل"، اذن لا يمكن للمقاومة ان تضع السلاح جانباً قبل ان تتحقق السيادة للبنان وليعلم الجميع ان المقاومة عصية على الانكسار.