لماذا تقدمون قدماً وتؤخرون أخرى؟!
حسين شريعتمداري
1 – دققوا في هذا الخبر، فقد اعلنت قناة الميادين الاخبارية: "ان اميركا حذرت الدول الاعضاء، انه في حال المصادقة على تمديد رفع العقوبات عن ايران فانها "اميركا" ستوقف ميزانية الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومن المحتمل ان تخرج من "ان بي تي".
2 – ولنلقي نظرة الى نص المادة العاشرة من معاهدة "ان بي تي"! فقد جاء فيها: "لكل دولة الحق عند تطبيق سيادتها الوطنية وفيما اذا شعرت ان اموراً غير طبيعية في العلاقة مع مواضيع هذه المعاهدة تعرض مصالح البلد الحيوية الى الخطر، من حقها ان تخرج من المعاهدة. في هذه الحالة عليها ان تبلغ جميع حليفاتها ومجلس الامن التابع للامم المتحدة، قبل ثلاثة اشهر من خروجها، وفي مثل هكذا ابلاغ ينبغي ان تدرج الامور غير الطبيعية والتي من وجهة نظرها تعرض مصالح البلد للخطر".
3 – وهنا يلزم ان نطرح هذا التساؤل على مسؤولي البلد النوويين بأن حضور ايران في معاهدة "ان بي تي" يعرض السيادة الوطنية لايران للخطر أم اميركا؟! أليست الحملة العسكرية على المنشآت النووية للجمهورية الاسلامية الايرانية نقضاً صريحاً لسيادة بلدنا الوطنية؟! فان كان كذلك "وهو كذلك" فلماذا تستمرون في الحضور في معاهدة "ان بي تي"؟!
4 – ولنعيد مرة ثانية ادعاء اميركا: اذا حظرت الوكالة مهاجمة المنشآت النووية الايرانية سنخرج من الوكالة "معاهدة ان بي تي"! انظروا للفارق من اين الى اين؟! فاميركا تهدد بانه اذا لم يسمح لها بنقض سيادة ايران فستخرج من الوكالة، ونحن في نفس الوقت مع وجود نقض سيادة ايران خلال الهجوم الاميركي الاخير على منشآتنا النووية، ومع تأكيد المادة العاشرة من المعاهدة وبكل وضوح، نستمر في حضورنا "وبعبارة نعطي الاتاوات" فيما اميركا ومع حظر مهاجمة المنشآت النووية لايران، تهدد بالخروج من المعاهدة!
5 – ان الذين يقولون اذا خرجنا من "ان بي تي" فسنهيئ ارضية مهاجمة ايران، عليهم ان يجيبوا على هذين السؤالين: الاول: أليس مع وجودنا في "ان بي تي" قد تمت مهاجمتنا؟! الثاني: وأليست اميركا تؤكد انه ينبغي ان لا يتم حظر مهاجمة المنشآت النووية الايرانية؟! ... فما الذي تنتظرونه؟! فلماذا تقدمون قدماً وتؤخرون أخرى؟!