kayhan.ir

رمز الخبر: 212771
تأريخ النشر : 2025September15 - 20:34

اميركا تفضل الصهاينة على حلفائها

 

كتب المحرر السياسي

 رغم ان قطر التي يطلق عليها الحليف الاستراتيجي لاميركا وترتبط بعلاقات اقتصادية وسياسية وعسكرية متميزة، واحتضانها لاكبر قاعدة اميركية في الشرق الاوسط لاكثر من عقدين وهي قاعدة "العديد"، وتفتخر قطر باحد أكثر انظمة رادار الانذار المبكر تقدماً في المنطقة الى جانب نظام صواريخ باتريوت للدفاع الجوي، وحتى اهدت طائرة رئاسية لترامب من طراز بوينغ جامبو 747 يربو سعرها 400 مليون دولار اضافة لتريليونات الدولارات التي دفعتها قطر للادارة الاميركية في عهد ترامب، لتحصل على اتفاقية الدفاع المشترك مع واشنطن، الا ان اميركا لم تحرك ساكناً تجاه هذا العدوان فقط بل اعطت الضوء الاخضر له وهي ماضية في مشروعها بتقديم الكيان الصهيوني ما تحلم به من "اسرائيل الكبرى"، اذ تعتبر تل ابيب قاعدة متقدمة لها في قلب العالم الاسلامي، وتحقيق حلم الصهيونية والمسيحية المتصهينة. فالهجوم على قطر بعشر طائرات دون اعتراض انظمة الدفاع الجوي الاميركية بقاعدة العديد ينبئ بتكرر الاعتداءات على دول حليفة اخرى. اذ حسب محللين سياسيين فان تركيا ستكون الهدف المحتمل الاخر بالنسبة لـ"اسرائيل"، وذلك لاستضافتها لحماس وتزايد التنافس على سوريا وما تعرضت له سفينة مرمرة سابقاً والتصارع على الشرق الاوسط ومصادر الطاقة والمياه، وبالطبع مع الاختلاف الايديولوجي الكبير. فالرسالة الاولى كانت من قطر لتدق "اسرائيل" ناقوس الخطرفي عواصم الدول الحليفة لاميركا، مع علم مسبق للادارة الاميركية بموعد العملية اذ ابلغ رئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال الاميركي "دان كبن" ترامب بالعملية.

فحين كان وفد حماس يستعد للتفاوض باقتراح من ترامب مع الممثل الاميركي وممثل "اسرائيل" قصفت "اسرائيل" طاولة التفاوض بعشرة اطنان من القنابل والصواريخ مستهدفة مقرات سكنية لعدد من قادة حركة حماس، الضربة التي جاءت بعد تدارس جهاز الامن العام "الشاباك" والقوة الجوية الاسرائيلية ظروف العملية بعد ظهر الثلاثاء ليتضح بعدها ان المفاوضات كانت فخاً. فصارت الاغتيالات وقصفت طاولات التفاوض نهجاً تتبعه "اسرائيل" حسب مراسل بي بي سي.

فسبق ان تم اغتيال صالح العاروري – من قيادات حماس – في لبنان، واغتيال اسماعيل هنية في ايران. ان المفاوضات حسب البروتوكولات الدولية تجري لحل مشكلة بشكل رسمي اي ان طرفي النزاع يلجآن الى الحل السلمي ولا يرغبان في الحرب، وهو اسلوب في عصرنا الحاضر يهدف لتجنب العنف ولتقليل التكاليف حتى تحول الى امر مقدس بحيث لا يجرؤ احد على نقده. الا ان الجديد في الامر وما يحصل في هذا القرن ان تستغل الانظمة الاكثر ادعاءً المفاوضات لهدف الاغتيال وتشديد العنف، فهذه الانظمة مستعدة لذبح القوانين الدولية التي وضعت اثر تجارب دموية وعبور حروب كونية، حتى لو ادى ذلك لحرب عالمية اخرى.

فاغتيال السيد حسن نصرالله كان خلال عمليات التفاوض، اذ انه في 27 من سبتمبر 2024 وحين وافق حزب الله على وقف اطلاق النار بوساطة غربية لاسيما فرنسا واميركا، تعرض لقصف بقنابل زنة 85 طناً في الضاحية الجنوبية لبيروت، فاميركا هي التي اعدت طاولة التفاوض بين الكيان الصهيوني وحزب الله كي تقوم باغتيال قادة الحزب، وقبل ذلك وحين اغتيل "اسماعيل هنية" ارسلت الدول الغربية رسائل مفادها بان ايران اذا لم تنتقم فبامكانها حل الكثير من المشاكل بالتفاوض. وفي الحقيقة ان الغرب قد سلب هنا حق الرد الايراني بوعود التفاوض، وهكذا بعد اربع جولات من المفاوضات كانت فخاً. فيا ترى ما الرد في قبال هكذا عدو مستهتر متوحش يفتقد لادنى مقومات الانسانية؟. فدولة قطر بادرت لاطلاق اجتماع وزاري مغلق الاحد الماضي تحضيراً للقمة العربية والاسلامية الطارئة بالدوحة لمناقشة بيان بشأن الهجوم الاسرائيلي سيقدمه الاجتماع التحضيري للقمة. فيما استهدفت "اسرائيل" خلال 72 ساعة ست دول عربية هي "فلسطين، قطر، لبنان، سوريا، تونس واليمن". في المقابل اكدت قطر ان شراكتها الامنية والدفاعية مع اميركا "اقوى من اي وقت مضى"، واضافت قطر في بيان: لطالما حرص كلا البلدين على دعم بعضهما البعض على مدار السنوات وسيواصل البلدان على العمل معاً لتعزيز السلم والاستقرار الدوليين. فيما كشف محمدسيف السويدي الرئيس التنفيذي لجهاز قطر للاستثمار في مقابلة مع وكالة "بلومبرج" عن ان الصندوق يخطط لاستثمار 500 مليار دولار اضافية في اميركا خلال العقد المقبل، فهل هي موازنة بين الاهداف التجارية والطموحات الدبلوماسية.