kayhan.ir

رمز الخبر: 2120
تأريخ النشر : 2014June15 - 21:40

مفتي الديار الليبية وأرذل العمر

ميلاد عمر المزوغي

مفتي الديار الليبية نزع عن رأسه عمامته والقى بعباءته على الارض,لم يعد دوره الافتاء في الامور المستعصية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر,صار يعمل عكس ذلك عمل جاهدا على التدخل في الشأن السياسي فصار قطبا سياسيا لا رجل دين يحنو على الجميع دخل المعترك السياسي الذي ولا شك انه يجهله تمام الجهل,انحاز الى فئة ضالة مضلة سعت منذ انتخابها الى تكبيل الشعب ونهب خيراته ومعاملته على انه قاصر غير قادر تسيير الامور,جاعلين من التفويض الذي منحه اياهم الشعب تفويضا ازليا, التفويض من وجهة نظر هؤلاء يمنح لمرة واحدة ومن ثم يحتفظون بهذا التفويض, فهؤلاء يعتقدون انهم خيرة القوم وأهل الحل والربط.

انحاز المفتي الى هؤلاء الذين يحكمون القبضة على مقاليد الامور بالبلاد ,هم يحكمون وفضيلته يقوم بالإفتاء بما يرضي اهواءهم ويطيل في اعمارهم, لم يعمل منذ ان رجع الى ليبيا بعد منفى اختياري في قطر تلقّى خلال تلك الفترة دروسا في كيفية احداث الفتن بين مكونات الشعب,لم يسعى الى الصلح بين الاطراف المتنازعة لينال محبة الشعب وإرضاء الرب والفوز بالجنة.

سقوط النظام نتج عنه ظهور عصابات اجرامية اتخذت من الدين ساترا,ادعت اقامة حدود الله وإقامة دولة دينية وكأنما الليبيون ليسوا بمسلمين طوال الاربعة عشر قرنا الماضية,وان مشايخنا الاجلاء الذين تعاقبوا على الافتاء والإرشاد الديني لم يقوموا بواجباتهم ان لم نطعن في صحة اقامتهم للشعائر الدينية.

الذي نعرفه ان من يُقتل في سبيل عرضه او ماله او نفسه فهو شهيد,العصابات الاجرامية وعلى الاخص في الشرق الليبي يبدو انها اخذت على عاتقها تصفية منتسبي الجيش والشرطة من مختلف الرتب, طاولتهم يد الاجرام,عند الخروج من المساجد او الذهاب الى اعمالهم,او في الاماكن العامة لأجل اقتناء حاجياتهم الحياتية, حيث سقط مئات القتلى والجرحى.

هجر العديد من افراد الجيش والشرطة المنطقة الشرقية لأنهم اصبحوا مستهدفين ولا جهة تحميهم,اضافة الى تعرض العديد من ابناء الشعب بمختلف فئاته لعمليات القتل الممنهج, اما والحالة هذه, فقد قرر هؤلاء العسكر الموت واقفين متصدين للعصابات الاجرامية بدلا من ان ينتظروا مصيرهم المحتوم على حين غرة ,لم يفت شيخنا الجليل شرف قتل هؤلاء فأراد المساهمة بما يستطيع, فكانت فتاويه التي تؤلب الجماهير على ابنائهم من العسكر والشرطة ووصفهم بأنهم خارجون عن القانون وتجب مقاتلهم, فادعى بان من يقاتل الجيش ثم يُقتل فله الجنة اما من يقاتل مع الجيش ويموت فهو يموت على جاهليته.

الشارع الليبي يدرك جيدا ان شيخنا الجليل وأصحاب الفضل عليه, ذوو النعمة لم يتصوروا ان الانتفاضة العسكرية التي يقوم بها افراد الجيش والشرطة ستلقى كل هذا التأييد من اجل مقاتلة الارهابيين,خرجت الجماهير في غالبية المدن الليبية معلنة دعمها لأبنائها العسكريين,لم يتمالك المفتي وصحبه انفاسهم,ادركوا ان ساعة الرحيل قد ازفت وان الضربات ستكون موجعة,وان ليس بالإمكان البقاء اكثر مما كان في السلطة التي استولوا عليها عنوة وظنوا ان ميليشياتهم ستكون حصنا لهم عند الشدائد,لكن الطوفان البشري الهادر سيجرف امامه كل شيء ويلقي به في القاع ,الدرك الاسفل..لم اسمع في حياتي قط ان مفتيا نعت شعبه بأنه اقل وأخس من الكلب,,, لا باس من ليبيا يأتي الجديد,كلمات قالها هيرودوت ورحل لكنها بقت خالدة.

أقل ما يمكن قوله عن شيخنا الجليل انه وصل مرحلة ارذل العمر المنصوص عليها في القران الكريم,حيث يقول الانسان ما لا يعيه, فتختلط عليه الامور ويصبح غير مكلف,مشايخنا يدعون عند الانتهاء من الصلاة الرب بان لا يصلوا الى مرحلة ارذل العمر,الاعمار بيد الله,فمنهم من يقوم اهله بالحجر عليه وعدم خروجه الى الشارع لئلا يرتكب اعمالا في حق المارة فيسبب لهم نوع من الاحراج,المصيبة ان شيخنا,جميع ابواب الفضائيات الفتنوية مشرعة له ابوابها لبث الفتنة بين ابناء الوطن. لعل افضل شيء يمكن عمله لشيخنا الجليل هو ان يقوم اصحاب العقول بعزل المفتي لإراحته وإراحة الجمهور,لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى,ذلك ما طالب به رئيس المجلس الانتقالي السابق الذي ولا شك يراقب عن كثب ما يحدث في البلد وما وصلت اليه الامور وما يقوم به المفتي,والله خير حافظ واليه المصير.