عراقجي: لا نتسامح مع المساس بوحدة دول المنطقة
طهران-تسنيم:- صرح وزير الخارجية عباس عراقجي، في مقابلة حول التغيرات الجيوسياسية المحتملة في منطقة القوقاز، قائلاً: «لا نتسامح مع أي مساس بوحدة أي دولة في المنطقة».
عراقجي أشار إلى زيارة الرئيس مسعود بزشكيان، إلى أرمينيا، وقال: «علاقاتنا مع أرمينيا علاقة قديمة وقوية، حيث يشكل الأرمن المقيمون في إيران حلقة وصل قوية بين البلدين، بالإضافة إلى الروابط الثقافية والتاريخية، والمصالح الاقتصادية والجيوسياسية المشتركة. ولهذا شهدت العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا، حيث تشارك الشركات الإيرانية في مشاريع كبيرة بأرمينيا، وهناك مشاريع أخرى قيد التنفيذ».
وأضاف: «تُدرّس اللغة الفارسية على نطاق واسع في أرمينيا، إذ أوجدت الحكومة قانونًا يلزم الطلاب بإتقان لغة إحدى الدول المجاورة كلغة ثانية. ووفقًا لإحصاءات سفارتنا في يريفان، هناك أكثر من 300 طالب يتعلمون الفارسية، وهو رقم غير مسبوق في المنطقة».
وتطرق عراقجي إلى قضية حساسة تتعلق بربط نخجوان بالأراضي الرئيسية لأذربيجان، واصفًا إياها بأنها «مسألة استراتيجية حساسة تثير قلقًا إقليميًا وجيوسياسيًا». وأضاف: «ما يقلقنا هو أن يؤدي هذا الوضع إلى تغييرات جيوسياسية في المنطقة، مثل تعديل الحدود الدولية المعترف بها، أو المساس بسيادة الدول وأراضيها.
وشدد على أن إيران «أوضحت دائمًا أنها لن تتسامح مع أي تغييرات جيوسياسية، وسياساتنا واضحة منذ البداية، وقد اتخذنا إجراءات تظهر جدّيتنا». وأشار إلى أنه بعد توقيع بيان بين أرمينيا وأذربيجان، «أعرب الطرفان صراحة عن احترامهما للحدود والسيادة الوطنية لجميع دول المنطقة، وأنه لا توجد نية لتغيير أي شيء، ما خفف القلق الجيوسياسي في الوقت الحالي.
وأضاف عراقجي: «على الصعيد الاقتصادي، قد يؤثر هذا على مسار النقل الذي يمر عبر إيران، لكنه يعتمد على جهودنا لجعل هذا الطريق أكثر جاذبية». أما على الصعيد السياسي، فأوضح أن وجود أي قوة أجنبية في المنطقة، بما في ذلك القوات الأمريكية، غير مقبول، وقد حصلت إيران على ضمانات من الجانب الأرميني بعدم وجود أي قوات أمريكية أو شركات أمنية خاصة في المنطقة بحجة هذا الطريق.
وأشار إلى أن هذه المسائل ستناقش بالتفصيل خلال زيارة الرئيس الإيراني إلى أرمينيا، حيث ستُعاد مناقشة المخاوف الإيرانية مع المسؤولين الأرمينيين، مع السعي لإيجاد آلية طمأنة.
وأكد عراقجي أن «السياسة الإيرانية واضحة: عدم التغيير في الجغرافيا السياسية للمنطقة وعدم السماح لأي قوة أجنبية بالتواجد».
وأضاف أن هذه السياسة تأتي ضمن إطار «3+3»، الذي يضم دول القوقاز الثلاث: أرمينيا، أذربيجان، وجورجيا، بالإضافة إلى ثلاث دول محيطة ذات مصالح في المنطقة: إيران، تركيا، وروسيا. وأوضح أن هذا الإطار حتى الآن لم يحل جميع مشاكل المنطقة، لكنه يُعتبر منصة مهمة لتعزيز الحلول الإقليمية، معتبرًا أن حل النزاعات يجب أن يكون عبر دول المنطقة نفسها.
وأشار عراقجي إلى أن النزاع بين أرمينيا وأذربيجان قديم، وأن دور المجموعة الأوروبية (مجموعة مينسك) قد تراجع، ما يعكس انخفاض تأثير أوروبا في القوقاز، مؤكداً أن إيران تدعم دائمًا السلام بين البلدين وتعزز الآليات الإقليمية لتحقيقه.
وعن الطريق المقترح (المعروف بـ «road») أكد أن الأرمن رفضوا استخدام مصطلح «ممر» لعدم المساس بالسيادة الوطنية، مشيرًا إلى أن الطريق سيتم إنشاؤه بواسطة تحالف أمريكي–أرميني داخل الأراضي الأرمنية، من دون التأثير على سيادة الدولة.