kayhan.ir

رمز الخبر: 211445
تأريخ النشر : 2025August18 - 20:03

خطأ أم نهج الطابور الخامس؟!

 

حسين شريعتمداري

 1 – سبق وان اوردنا في مقال سابق بان مصطلح "الطابور الخامس" قد دخل القاموس السياسي قبل عقود خلال الصراع الداخلي في اسبانيا، فالجنرال فرانسيسكو فرانكو الدكتاتور الاسباني مصاص الدماء الذي حكم لثلاثة عقود وحين اراد ان يهاجم مدريد ويقتلع الحكم الجمهوري، خاطب الجمهوريين الذين كانوا يسيطرون على مدينة مدريد قائلاً: "انا بصدد التحرك باربعة طوابير من الجنود والعتاد: من الشرق والغرب والشمال والجنوب باتجاه المدينة. ولكن لا تحسبوا على هذه الطوابير الاربعة اذ لدي طابور آخر في داخل المدينة فيما بينكم ينسطون لي! انهم الطابور الخامس" (!). وحين وصل جيش فرانكو الى مدريد كان الناس مستعدين للتسليم، اذ ان الطابور الخامس قد فعل فعلته من قبل بنشر الاكاذيب فيطرحون ما يصبو اليه فرانكو ولكن يتظاهرون انهم يقصدون خيراً للشعب.

فالطابور الخامس وهم مؤلفون من البلطجة والفوضويين قد نسبوا جميع المشاكل الى النظام الموجود، وهم يحضون على ان طريق الخلاص في تغيير النظام!

2 – ان الطابور الخامس يرسلون لمهامهم الى الساحة باشكال مختلفة واحدى السبل الاكثر راوجاً ان يلهجوا بلسان العدو. في هذه الحالة تتطابق السن واقلام ومواقف الطابور الخامس مع مطالب العدو. ولنلق نظرة الى مساعي ادعياء الاصلاح هذه الايام لاسيما بيان جبهة الاصلاح الذي نشر بالامس. فنقرأ الرؤية المطروحة كالاتي:

3 – ان الطابور الخامس للعدو ورغم بذله كل مساعيه كي لا يعرف الا ان التطابق والتماهي لهذا الطابور مع الاهداف المعلنة للعدو يمكن ان تكون علامات لهويته المأجورة.

ولندقق في الايتين من سورة محمد "ص": "ام حسب الذين في قلوبهم مرض ان لن يخرج الله اضغانهم* ولو نشاء لاريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم اعمالكم...".

4 – ان نتنياهو وترامب في الساعات الاولى بعد الهجوم على ايران قد أعلنا صراحة بأن الهدف الاساس من حملتهم العسكرية تغيير نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية اذ استخدما في تصريحاتهما التلفزيونية بشكل بيّن عبارة تغيير النظام. الا ان آمال العدو خابت برد قاطع من القوى المقتدرة للجيش والحرس الثوري والانسجام الذي يضرب به المثل للشعب، وانقلب السحر على الساحر حتى اضطرت اميركا والكيان الصهيوني لاستجداء وقف اطلاق النار و....

والان وبعد ان فشلت "اسرائيل" واميركا في حرب الـ12 يوماً وخابت الامال والاعلان رسمياً عن مخطط تغيير النظام لنلق نظرة الى مواقف التيار المتأثر بالغرب في داخل البلد والعديد من ادعياء الاصلاح ولاسيما البيان الذي صدر بالامس من جبهة الاصلاح، فما نرى؟ ان اصدار بيان يتضمن اقرار استفتاء وتشكيل مجلس دستوري لتغيير القانون الاساسي "وهو نفسه تغيير النظام" والعشرات من التصريحات والمقالات في وسائل الاعلام التابعة لهم في الداخل ووسائل الاعلام الاجنبية بالتأكيد على تغيير الباراديم "اي تغيير النظام" و... عشرات الاقتراحات الاخرى باتجاه تغيير اصول النظام المقدس للجمهورية الاسلامية الايرانية. اي بالضيط نفس المطالب المعلنة رسمياً والتي عصفت بها الرياح لاميركا والكيان الصهيوني من الهجوم على ايران الاسلامية.

5 – ولا ينبغي تجاهل هذا الاحتمال انه في بعض الاحيان يتلفظ تيار سياسي او حتى شخص دون ان يكون قد ارتبط بجهة خارجية دائماً وانما لعدم اطلاعه ولجهله يتلفظ بلسان العدو ويتخذ مواقف تواكب مواقف العدو. الا انه ينبغي الالتفات الى ان الخطأ اذا تكرر باستمرار في جهة واحدة مخصوصة فلا يمكن اعتباره خطأ.

ان الاخطاء المتكررة تكون نهجاً! ولذا من السذاجة ان نمر منها مرور الكرام.