طائرة "سيمرغ" الانقضاضية تدخل الخدمة بمهمة تدمير مراكز قيادة العدو
طهران-فارس:-يُمثّل الكشف عن طائرة "سيمرغ" الانقضاضية المُسيّرة في القوة البرية للجيش الايراني دخول جيل جديد من أنظمة الطيران الجماعي إلى منظومة القتال بمهمة تدمير مراكز قيادة العدو، وتُمثّل هذه الطائرة المُسيّرة خطوةً مهمةً في تعزيز القدرات الهجومية والداعمة للقوة البرية للجيش.
وعلى مدى العقود الماضية، وخاصة بعد الدفاع المقدس (الحرب المفروضة على ايران 1980_1988)، بدأت القوة البرية لجيش الجمهورية الإسلامية الايرانية مسار تحديث وتطوير قدراتها من خلال التركيز على التقنيات الحديثة. وكان أحد المجالات الرئيسية لهذا التطور هو امتلاك أنظمة الطائرات المسيرة؛ وهو مجال أصبح اليوم رمزًا للاكتفاء الذاتي الدفاعي للجيش والقدرات العملياتية.في البداية، كانت طائرات الجيش المسيرة تُستخدم في الغالب في مهام الاستطلاع ومراقبة الحدود. ومع ذلك، أدت الخبرات الميدانية والاحتياجات العملياتية والتهديدات الإقليمية إلى تسارع هذا الاتجاه وأدى إلى إنتاج طائرات مسيرة متعددة الأغراض ذات قدرات قتالية وانتحارية.أما الآن، فقد تم تجهيز منظومة القتال التابعة للقوة البرية للجيش بأنظمة قادرة على الطيران لمسافات طويلة، وتحديد وحتى تدمير الأهداف المتحركة والثابتة بدقة عالية.
لم يُقلل هذا التطور من اعتماد القوة البرية على أساليب العمل التقليدية فحسب، بل أوجد أيضًا شكلاً من أشكال الردع الذكي؛ ردع قائم على السرعة والدقة والمعلومات الآنية بدلًا من الاعتماد على القوة النارية وحدها.تُعد الطائرات المسيرة اليوم، إلى جانب الدبابات والمدفعية ووحدات الرد السريع، جزءًا لا يتجزأ من الهوية العملياتية للقوة البرية للجيش، وبصفتها العيون اليقظة دائمًا في ساحة المعركة، فإنها تلعب دورًا حيويًا في حماية الأمن القومي.طائرة سيمرغ المسيرة؛ "الأخطبوط الأسود"كشفت القوة البرية للجيش مؤخرًا عن طائرة مسيرة انتحارية جديدة في برنامج تلفزيوني يُدعى "سيمرغ". صُممت هذه الطائرة المسيرة للطيران في مجموعات بنظام "طيران جماعي"، وهي قادرة على تنفيذ عمليات جماعية.نمط طيرانها هو شكل حرف V، مما يسمح بالتنسيق والتغطية المتبادلة بين الطائرات المسيرة. في حال إصابة الطائرة المسيرة الرئيسية، تحل محلها طائرة مسيرة احتياطية تلقائيًا، وتستمر المهمة دون انقطاع.
يتراوح المدى التشغيلي لهذه الطائرة المسيرة بين 5 كيلومترات كحد أدنى و50 كيلومترًا كحد أقصى. وبالطبع، يمكن أن يتفاوت مداها إلى مدى أعلى حسب نوع محرك المكبس المستخدم. ورغم صغر حجمها وانخفاض تكلفة إنتاجها، يُمكن تصنيعها واستخدامها لفترات طويلة. تزن حمولتها القتالية حوالي كيلوغرامين ونصف، وهي مصممة لتدمير المركبات الخفيفة والخنادق ومراكز المراقبة ومدفعية العدو وتجمعات القوات والأهداف المماثلة.
من أهم ميزات هذه الطائرة المسيرة قدرتها على التخفي وإمكانية ربطها بشبكة بأعداد غير محدودة عبر نظام طيران جماعي؛ وهي قدرة تُمكّن من تنفيذ عمليات معقدة ومتعددة الطبقات دون أن يكتشفها العدو أو يعترضها.وباعتمادها على هذه الميزات، تلعب هذه الطائرات المسيرة دورًا فعالًا في زيادة القوة الهجومية والدعم الميداني.
سيمرغ؛ سهم واحد وعلامات قتالية متعددةيُظهر الكشف عن طائرة "سيمرغ" الانتحارية المسيرة أن القوة البرية لجيش جمهورية إيران الإسلامية قد اتخذت خطوات مهمة نحو تعزيز وتنويع قدراتها في مجال الطائرات المسيرة.يوفر تصميم هذه الطائرة المسيرة، المزودة بقدرة طيران جماعي وربط شبكي، قدرات جديدة للقوة البرية لتنفيذ عمليات دقيقة وسريعة وذكية.إن تعزيز هذه القدرات يعني تحسين القدرة العملياتية للقوة البرية في مجالات الاستطلاع والهجوم والدعم الميداني. في الواقع، لا يقتصر استخدام أنظمة الطائرات المسيرة الحديثة على زيادة خفة الحركة والمرونة لدى الجيش فحسب، بل يُنشئ أيضًا ردعًا ذكيًا وفعالًا ضد تهديدات العدو. لذا، يُعد تعزيز الطائرات المسيرة في القوة البرية جزءًا لا يتجزأ من عملية تحسين القدرات العامة لهذه القوة وتعزيز القدرة الدفاعية للجمهورية الإسلامية الإيرانية.