تُعتبر القهوة السوداء خيارًا مفضلاً لدى كثير من محبي الصحة، وذلك لما تحتويه من سعرات حرارية منخفضة ومضادات أكسدة قوية قد تساهم في تعزيز الأيض. ومع ذلك، لا تناسب القهوة السوداء الجميع، حيث قد تسبب مشاكل صحية لبعض الفئات، خصوصًا عند تناولها بكميات كبيرة أو حتى معتدلة لدى الأشخاص الحساسين للكافيين أو الحموضة، وفقًا لما ذكره موقع “ذي هيلث سايت” الطبي.

ترجع بعض هذه المخاطر إلى الخصائص المنبهة للقهوة، واحتوائها على الكافيين، بالإضافة إلى حموضتها العالية التي قد تؤدي إلى تفاقم بعض الحالات الطبية أو تتداخل مع أدوية معينة. فيما يلي أبرز الفئات التي يُنصح بتجنب القهوة السوداء أو الحد منها:

مرضى الارتجاع المعدي المريئي والتهابات المعدة

تُعد القهوة السوداء من المشروبات شديدة الحموضة، وقد تؤدي إلى تهيج بطانة المعدة وزيادة أعراض حرقة المعدة، الانتفاخ، والألم. كما أن الكافيين يسبب ارتخاء العضلة الفاصلة بين المعدة والمريء، مما يسهل رجوع الحمض ويساهم في تأخير الشفاء.

الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق

يعمل الكافيين على زيادة معدل ضربات القلب ورفع مستويات هرمونات التوتر، مما قد يزيد من حدة أعراض القلق مثل التوتر، الأرق، التهيج، وحتى نوبات الهلع.

من يعانون من مشاكل في النوم

تمنع القهوة عمل مادة الأدينوزين التي تحفز الشعور بالنعاس، ويمكن أن يبقى تأثير الكافيين في الجسم لساعات طويلة، مما يسبب الأرق وتراجع جودة النوم، وقد يؤدي إلى الشعور بالتعب المزمن.

مرضى ارتفاع ضغط الدم

يؤدي الكافيين إلى رفع ضغط الدم بشكل مؤقت، مما قد يزيد من مخاطر التعرض لمضاعفات صحية خطيرة مثل الجلطات والنوبات القلبية، لا سيما لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم المزمن.

النساء الحوامل

خلال فترة الحمل، يتباطأ استقلاب الكافيين في الجسم، ما يزيد من مدة بقائه وتأثيره. استهلاك كميات كبيرة قد يرتبط بمخاطر انخفاض وزن المولود أو الولادة المبكرة، لذا توصي الجمعيات الطبية بعدم تجاوز 200 ملغ من الكافيين يوميًا أو الامتناع عنه تمامًا أثناء الحمل.

مخاطر إضافية لدى الجميع

حتى الأشخاص الأصحاء قد يعانون من آثار جانبية عند الإفراط في تناول القهوة السوداء (أكثر من 3-4 أكواب يوميًا)، مثل اضطرابات الجهاز الهضمي، زيادة ضربات القلب، الاعتماد النفسي على الكافيين وأعراض الانسحاب، بالإضافة إلى ضعف امتصاص الكالسيوم مما يؤثر على صحة العظام.

في النهاية، القهوة السوداء يمكن أن تكون إضافة صحية لنمط الحياة إذا تم استهلاكها باعتدال ومع معرفة الاحتياطات المناسبة للفئات المعرضة للمخاطر. من الأفضل دائمًا استشارة الطبيب في حال وجود أمراض مزمنة أو حالات صحية خاصة.