عراقجي: نحتفظ بحقنا في استئناف برنامجنا لتخصيب اليورانيوم
*ايران لن تعود إلى المفاوضات إلا عندما تتأكد من صدق رغبة أميركا في اتفاق مُربح للطرفين
*ليس لدى الاوروبيين أي أساس قانوني أو أخلاقي لتفعيل آلية الزناد واذا فعلو ذلك فلن يكون الأمرذا أهمية كبيرة
طهران-ارنا:- صرّح وزير الخارجية عباس عراقجي: "اننا نحتفظ بحقنا في استئناف برنامجنا لتخصيب اليورانيوم. توقيت وطريقة استئنافه يعتمدان على الظروف. لكن على اميركا أن تفهم أنه لا يمكنها تدمير التكنولوجيا بالقصف. يمكن التوصل من خلال المفاوضات الى اتفاق يرضي الطرفين.
وفي مقابلة مع صحيفة فاينانشال تايمز، قال عراقجي أنّ "العدوان العسكري على ايران أثبت استحالة الخيار العسكري ضد البرنامج النووي الإيراني"، وحذّر من أنّ استمرار نهج المواجهة لن يُصعّب مسار الدبلوماسية فحسب، بل سيُدمّر أيضًا فرصة العودة إلى طاولة المفاوضات.
وأشار عراقجي إلى أنّ إيران لا تزال تمتلك القدرة على تخصيب اليورانيوم، وأنّ هذه التكنولوجيا "لن تُدمّر بالقصف"، وقال: "لن تعود إيران إلى المفاوضات إلا عندما تتأكد من صدق رغبة أمريكا في اتفاق مُربح للطرفين". كما وصف تفعيل أوروبا لآلية الزناد بأنّه "نهاية دورها في المفاوضات النووية".
وحول تصريح ترامب بأنّه إذا استأنفت إيران التخصيب، سيتم استهدافه من جديد قال: لا يوجد خيار عسكري لبرنامجنا النووي السلمي. إذا كانت لديهم مخاوف، فيمكننا حلّها بالمفاوضات. وكما تفاوضنا وتوصلنا إلى اتفاق عام ٢٠١٥ بناءً على هذه المخاوف، وكان الجميع في غاية الارتياح. اعتبر جميع الأوروبيين هذا الاتفاق إنجازًا للدبلوماسية الأوروبية. كما أعربت الولايات المتحدة عن سعادتها وقالت إن جميع المخاوف قد اُزيلت. لقد أثبت العدوان العسكري على منشآتنا النووية والانتهاك الصارخ للقانون الدولي أنه لا يوجد خيار عسكري.
وعن حجم الضرر الذي لحق بالمنشآت النووية الايرانية في العدوان الصهيوني والاميركي ، قال: بشدة. لكن لدينا التكنولوجيا، والتكنولوجيا لا يمكن تدميرها بالقنابل.
وفيما اذا كانت ايران ستواصل ستواصل تخصيب اليورانيوم، قال: بلى، سنفعل.
وعن الوقت الذي سيتم سيُستأنف فيه التخصيب، قال: لا أعلم. هذا شأنٌ يخص منظمة الطاقة الذرية الإيرانية.
وتابع: الإرادة موجودة. هذا حقنا وإنجازنا. لقد استثمرنا فيه بكثافة. دفعنا أموالًا طائلة. عانينا ألم العقوبات. عانينا ألم اغتيال علمائنا. حاربنا لمدة ١٢ يومًا وفقد أكثر من ألف شخص حياتهم. لذا لا يمكننا التنازل عن هذا الحق.
وردا على سؤال وهو هل ما زال لدى ايران 408 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%؟ قال عراقجي: لا أعرف. بصراحة لا أعرف؛ لأنها كانت في الأماكن التي قُصفت.
واضاف: ليس لديّ معلومات دقيقة، ولا عدد محدد، لكنني أعرف بشكل عام أنها كانت في المنشآت التي قُصفت (اصفهان ونطنز وفوردو). منظمة الطاقة الذرية الإيرانية تُقيّم الوضع. بالطبع، هذا صعب للغاية. من الصعب جدًا الاقتراب من هذه المنشآت المتضررة.
واردف قائلا: ليس لديّ معلومات دقيقة بعد القصف. أعلم أن الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جسيمة، وأعلم أن موادنا النووية كانت في أماكن تعرضت للهجوم.
وقال: على الرغم من فقدان العديد من أجهزة الطرد المركزي المتطورة في فوردو ونطنز، لا يزال بإمكاننا التخصيب، ولا تزال لدينا القدرة على تخصيب اليورانيوم بعد الهجمات، لأننا نمتلك المعرفة النظرية والعملية بذلك.
وتابع وزير الخارجية: لدينا الكثير من العلماء والفنيين الذين كانوا يعملون في منشآتنا، وكما ذكرت، لدينا القدرة على القيام بذلك. لكن متى وكيف نستأنف التخصيب يعتمدان على الظروف.
وحول منشأة نووية جديدة لم تكن قد تم تفعيلها حين الهجوم على ايران، هل هوجمت ام لا، قال: على حد علمي، نعم.
وفيما اذا كانت ايران تتفاوض حتى لو كانوا لا يزالون (الاطراف الغربية) يريدون تخصيبًا صفريًا؟ قال: نتفاوض لإقناعهم باستحالة الوصول إلى مستوى تخصيب صفري. ما داموا مصرين على "مستوى تخصيب صفري"، فلن يكون هناك اتفاق. هذا لا يعني عدم وجود مفاوضات. يمكننا التفاوض، ويمكنهم تقديم حججهم، وسنعرض آراءنا وأسبابنا؛ يمكننا التحدث. لكن مع "مستوى تخصيب صفري"، لن يكون هناك اتفاق، أما مع "مستوى صفري للقنبلة (الذرية)"، فنحن نتفق.
واضاف: إذا استأنفنا المفاوضات، فعليهم توضيح سبب مهاجمتهم لنا في خضم المفاوضات السابقة، وعليهم ضمان عدم تكرارهم ذلك، وتعويضنا بطريقة ما عن الضرر الذي سببوه لنا. لذا، من البديهي أن المفاوضات الجديدة لا يمكنها تجاهل الأحداث على الأرض. يجب أن يقنعونا بأنه سوف لن يكون هناك هجوم.
وحول طبيعة التعويضات قال: جميع أنواع التعويضات. هذا أمرٌ قابلٌ للتفاوض. تعويض مالي عما فُرض علينا، وكما تعلم، فقد استشهد عددٌ كبيرٌ من شعبنا في هذه الهجمات. لذا لا يمكننا ببساطة العودة إلى المفاوضات والتظاهر بأن كل شيء على ما يرام. لم يعد الوضع كما كان. لقد هاجمونا. وتضررت منشآتنا بشدة. لذا لا يمكننا الدخول في مفاوضات والتظاهر بأن شيئًا لم يحدث. هذا بديهي. لذا ستكون المفاوضات هذه المرة أكثر صعوبة، ويجب أن يفهموا أنهم بمهاجمتهم منشآتنا النووية لم يُسهّلوا مسار المفاوضات، بل زادوه تعقيدًا وصعوبة.
وفيما اذا كان على اتصال مع ستيف ويتكوف منذ الحرب؟ قال: لم أتحدث إليه، لكننا تبادلنا الرسائل أثناء الحرب وبعدها، وأعتقد أننا اتفقنا على فائدة إبقاء قناة التواصل مفتوحة.
وحول تفعيل آلية الزناد التي يلوح بها الاوروبيون ، قال: لا نعتقد أن لدى الاوروبيين أي أساس قانوني أو أخلاقي لتفعيل آلية الزناد. إنهم غير قادرين على استخدام آلية الزناد في خطة العمل الشاملة المشتركة. لذا من الواضح أنهم لا يستطيعون تمديدها.
وقال: إذا فعّلوا آلية الزناد، فلن يكون الأمر ذا أهمية كبيرة بعد الآن، لأننا توصلنا إلى نتيجة مفادها أن مجلس الأمن لا يستطيع حمايتنا من العدوان والعقوبات غير القانونية. فليتخذوا أي قرار يريدونه. إذا فعّل الأوروبيون آلية الزناد، فقد حرموا أنفسهم من أي مشاركة أخرى في المفاوضات النووية مع إيران. وسوف لن نتحدث معهم بعد الآن.
وقال عراقجي: كيف يمكنهم القول إن إيران لا تحتاج إلى التخصيب؟! نحن بحاجة إلى التخصيب، نسبة 20% ضرورية لمفاعل طهران البحثي، الذي يوفر الأدوية لأكثر من مليون إيراني. وأيضًا، بالنسبة للتخصيب الذي يقل عن 5%، فنحن بحاجة إليه لمفاعلاتنا النووية التي نبنيها ونصممها. نحن نعمل على هذه التقنية أيضًا.
وحول فكرة تشكيل كونسرتيوم إقليمي للتخصيب وهل لا يزال هذا خيارًا مطروحًا قال: أستطيع أن أقول إن إنشاء كونسرتيوم إقليمي فكرة جيدة، لكنه لا يمكن أن يحل محل تخصيبنا لليورانيوم.
وقال عراقجي حول طبيعة التعاون مع الوكالة الذرية بعد العدوان على ايران: من الواضح أن الوضع على الأرض قد تغير. لذا، نحن بحاجة إلى طريقة عمل جديدة مع الوكالة، وقد قبلت الوكالة ذلك، وسترسل فريقًا إلى إيران لمناقشة هذه الطريقة التي ستحدد كيفية عملنا في المستقبل. ستستند بالطبع، إلى قانون أقره برلماننا، والذي يُسند التعاون مع الوكالة إلى المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني. لذا، يجب أن يمر كل شيء عبر هذا المجلس، والسبب واضح، فهناك مخاوف أمنية بشأن التعاون مع الوكالة، ويجب أخذ هذه المخاوف في الاعتبار.