طهران: الاستخدام العدائي للفضاء انتهاك للقانون الدولي
لندن-ارنا:- حذّر السفير والممثل الدائم للجمهورية الإسلامية لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، خلال كلمة ألقاها في اجتماع "مجموعة عمل الأمم المتحدة المعنية بمنع سباق التسلح في الفضاء الخارجي"، من أن الاستخدام العدائي للفضاء من قبل الكيان الإسرائيلي والنظام الأمريكي ينتهك القانون الدولي.
وأعرب علي بحريني عن قلقه العميق إزاء استخدام التقنيات والبنى التحتية الفضائية بدعم أجنبي لتحقيق التفوق الاستراتيجي والتجسس العابر للحدود، واعتبر هذه الإجراءات خطوة واضحة نحو تسليح الفضاء الخارجي، وشدد على ضرورة وضع وثيقة دولية ملزمة لحظر نشر الأسلحة والاستخدام العدائي للفضاء، باعتباره إرثًا مشتركًا للبشرية.
وأدان استخدام الكيان الإسرائيلي لتقنيات الفضاء خلال حربه العدوانية التي استمرت 12 يومًا على إيران، قائلاً: "لقد شنّ هذا الكيان، باستخدام أنظمة الاستطلاع والاتصالات والاستهداف عبر الأقمار الصناعية، هجمات على المدنيين الإيرانيين والبنية التحتية المدنية، وهو ما يُعدّ انتهاكًا واضحًا لمعاهدة المبادئ المنظمة للفضاء الخارجي ومبادئ القانون الدولي".
كما حذّر المندوب الإيراني من أن استخدام القدرات الفضائية في حرب متعددة الأبعاد، بما في ذلك بالتزامن مع الهجمات الإلكترونية وعمليات الطائرات المسيّرة، يُعدّ اتجاهًا خطيرًا ومزعزعًا للاستقرار في الكيان الدولي.
ومع دفاعه عن حق جميع الدول، وخاصة الدول النامية، في الاستخدام السلمي للفضاء، ذكّر بحريني بأن هذا الاستخدام يجب أن يتم دون تمييز، وفي إطار القانون الدولي، وبما يخدم المصالح المشتركة للبشرية.
وحذر من مساعي بعض الدول، بما فيها الولايات المتحدة، لعسكرة الفضاء والحفاظ على تفوقها الاستراتيجي من خلال عقائد عسكرية مثل برنامج الدفاع الصاروخي "القبة الذهبية"، واصفًا إياه بأنه يتعارض مع مبادئ الاستخدام السلمي للفضاء والقانون الدولي.
وأضاف الممثل الدائم لجمهورية إيران الإسلامية لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف: "لا يمكن منع سباق التسلح في الفضاء إلا من خلال وثائق متعددة الأطراف ملزمة وقابلة للتحقق".
وأشار بحريني إلى أن "إيران مستعدة للتعاون البنّاء مع جميع الدول للحفاظ على الفضاء الخارجي كساحة للتعاون والابتكار والسلام، وتدعو جميع الدول، وخاصة تلك التي تمتلك تكنولوجيا فضائية متقدمة، إلى العمل بحسن نية لوضع وثيقة ملزمة قانونًا لمنع سباق التسلح في الفضاء".
واستمرارًا للجهود الطويلة الأمد التي يبذلها المجتمع الدولي للحفاظ على الفضاء الخارجي كمنطقة سلمية تمامًا، بدأ فريق العمل المعني بمنع سباق التسلح في الفضاء الخارجي، مهمته في بداية عام 2025، بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة (القرار رقم 79/512)، وسيواصل أنشطته حتى عام 2028.