kayhan.ir

رمز الخبر: 210065
تأريخ النشر : 2025July23 - 20:03

حديث أخوي مع السيد عراقجي

 

حسين شريعتمداري

1-   في مقابلة مع قناة "فاكس نيوز" الاميركية، قال السيد وزير الخارجية الايرانية: "ان رسالتي لاميركا ان تعالوا لنجد طريق حل مبني على التفاوض بخصوص البرنامج النووي الايراني. وسبق ان فعلنا ذلك، ففي عام 2015 توصلنا الى اتفاق عرف بخطة العمل المشتركة. لربما لا تميل الادارة الاميركية الحالية لذلك الاتفاق، الا انه بامكاننا ان نتوصل الى اتفاق يشبه خطة العمل المشتركة وحتى افضل منه"! وفي جانب آخر من حديثه يقول: "لم يكن في حساباتنا مطلقاً ازالة "اسرائيل" من خارطة العالم"! تعليقاً على تصريحات وزير الخارجية الايراني لابد من الاشارة لعدة امور. فلنقرأ!

2-   كان من المتوقع – ومازال – ان يشير وزير الخارجية الايرانية الى مثال واحد لمكتسبات خطة العمل المشتركة، ويبين ان خطة العمل المشتركة سوى الضرر المحض اي نفع جلبته للبلد؟! حين يؤكد: "بامكاننا ان نتوصل الى اتفاق يشبه خطة العمل المشتركة وحتى افضل منه"! فالسيد روحاني قد وظّف اكثر الامكانات وقابليات البلد الى المفاوضات النووية، بينما ان كان الهدف من المفاوضات الغاء العقوبات، فانه ليس لم يتم الغاء اي عقوبة وحسب بل ان العقوبات تضاعفت.

3-   كما وصرح عراقجي: "لربما لا تميل الادارة الاميركية الحالية لذلك الاتفاق" واضاف: " بامكاننا التوصل الى اتفاق يشبه خطة العمل المشتركة حتى افضل منه" وتترك التساؤلات بلا اجابة بان ما هي الخصوصيات التي تمتاز بها اتفاق افضل من خطة العمل المشتركة بالنسبة لاميركا؟! ان ترامب قد مزق الاتفاق الذي كان بالنسبة لنا ضرر محض وبالنسبة لاميركا ورقة ذهبية. لماذا؟ فهو قد كان بصدد درج تقييد تصنيعنا الصاروخي وحضورنا في المنطقة ضمن الاتفاق (!).

والسؤال المثار هنا: ما الذي يعنيه عراقجي من "اتفاق افضل من خطة العمل المشتركة"؟! وبخصوص عبارة "افضل من خطة العمل" هل يعني افضل بالنسبة لايران ام لاميركا؟! ان ترامب قد مزق الاتفاق اي انه لم يرض به! مؤكداً على ضرورة درج تحييد التصنيع الصاروخي الايراني و... الى خطة العمل المشتركة (!) وهل يقصد عراقجي من اقتراح اتفاق افضل من خطة العمل المشتركة، توفير نفس مطالب ترامب التي لاجلها مزق الاتفاق النووي؟! فحين يكون الخطاب لاميركا حول اتفاق افضل من السابق، غير توفير الآمال المتبقية لاميركا فأي مفهوم آخر يمكن ان يكون؟!

4 – ان جناب عراقجي العزيز يقول: "لم يكن في حساباتنا مطلقاً ازالة "اسرائيل" من خارطة العالم" وهنا لابد من القول بان "اسرائيل" نظام موضوع وحسب التعبير الحكيم والذكي لسماحة الامام "رضوان الله تعالى عليه" انها غدة سرطانية. وتكفي نظرة عاجلة للجرائم الوحشية لهذا الكيان منذ نشأته غير القانونية والى اليوم وضمنها الجرائم الاخيرة للصهاينة في غزة و... كي تزيل ادنى الشكوك في صحة رأي سماحة الامام والتأكيدات المكررة لسماحة قائد الثورة في ضرورة ازالة وتدمير هذا الكيان المجرم. وياليت السيد عراقجي كان قد قال بعد  ايراده هذه الجملة باننا لا نقصد ازالة "اسرائيل" من خارطة العالم، نحن وتبعاً للامام الراحل وخلفه الحاضر نؤمن بان "اسرائيل" ينبغي ان تمحى من الوجود، اي ليس فقط من خارطة العالم وحسب بل من الوجود.

5 – وبالتالي بالنظر للماضي الايجابي للسيد عراقجي وسلامة نفسه وتضحيته للاسلام والثورة، لا يمكن التصديق ان التصريحات المذكورة هي من قبله (!) آملين ان يكون بصدد اصلاحها.