kayhan.ir

رمز الخبر: 209874
تأريخ النشر : 2025July20 - 21:52

اقطاب الشر من واشنطن الى تل ابيب

 

 هل تكفي الاساطير الدينية القديمة لاقناع اليهود ترك بيوتهم وممتلكاتهم في البلاد التي كانوا يقيمون فيها وجاءوا الى فلسطين وكيف ان الشرايين المتجمدة من فرط الفساد تنشط لاحداث تغييرات في الشرق الاوسط. أليس هؤلاء بشراً ومن ميزة البشر انه يعي ويعرف قبل ان يموت بانه سيموت، فكيف كل هذه الجرائم الفظيعة، ابسبب صولجان القوة وسلطان المال.

لقد جاء في البروتوكول الحادي عشر من بروتوكولات حكماء صهيون: "والله قد انعم علينا نحن شعب الله المختار بنعمة السبي والجلاء والتفرق والشتات في الارض فهذا الامر الذي كان فيما مضى مصدر ضعفنا اصبح مصدر قوتنا التي افضت بنا الان الى ان نلج الباب الذي منه نبسط سيادتنا وسلطاننا على العالم كله". ان الوجدان اليهودي اخذ ينسج الاساطير حول التعاليم التوراتية حتى خرج بالتلمود (وهو مجموعة تعاليم وتفسيرات شفهية للتوراة)،

الذي اصبح مقدساً عند اليهود اكثر من التوراة لانهم وجدوا فيه رجاءهم بالعودة. واخذ المفهوم بعداً سياسياً يقول بأحقية اليهود في حكم العالم وتذويب الديانات وتفتيت الشعوب وتسخيرها، فصاروا عناصر شغب وتخريب في كل بلد يحلون فيه، واستمروا في تنظيم الحركات والجمعيات السرية، فكانوا وراء كل فتنة في التاريخ. فمن المنظمات الاجتماعية برزت الماسونية العالمية، ونوادي الروتاري.

فالماسونية من اقدم المنظمات في العالم، تتسم بالغموض والسرية، وخطورتها تكمن في اهدافها المعلنة التي تجذب الناس وهي اعمال الخير والاحسان والتعاون وتنادي بالحرية والمساواة. وهي لا تعترف بالاديان وتعمل على ازالتها من الوجود. اما بالنسبة لنوادي الروتاري فقد تأسس أول نادي منها عام 1905 في شيكاغو وعملها استقطاب الاشخاص ذوي المكانة الاجتماعية والمادية المرموقة ويعتمد نشاطها على الحفلات المختلطة لوجهاء المجتمع وفيها يتم تبادل المعلومات وتفشي الاسرار. وقيل اذا اردت ان تعرف اين تؤول ثروات الامم فابحث عنها في اقبية الروتاري حيث التحكم باقتصاد العالم.

اما استراتيجية "اسرائيل" فهي قائمة على مصادر المياه في المنطقة عموماً وما شعار من النيل الى الفرات إلا دليل على المخطط الذي تسعى اليه من خلال الحروب كما هو مشهود في جنوب لبنان وغرب سوريا ومصادر مياه الاردن وتبقى النيل التي حسب مشروع هرتزل / كرومر عام 19.3 يصب في تحويل مياه النيل الى صحراء سيناء لتوطين اليهود فيها. و"اسرائيل" هي التي تخطط سياريو الصراع الدائر في منطقة القرن الافريقي ومنطقة حوض النيل. فقد تم انشاء الجزء الاول من ترعة السلام الى الاراضي الاسرائيلية بطول 87 كم. كما وهناك تعاون اسرائيلي اثيوبي لاستغلال مواد مياه التيل، واقامة اربعين مشروعاً مائياً على النهر تضم 26 سداً، ونفذت "اسرائيل" في الفترة من 1974 – 1985 العديد من مشروعات تطوير الري في كينيا وزائير للضغط على السودان ومصر، وكذلك دعم حركة التمرد في جنوب السودان فكان السبب لوقف العمل في قناة جو نقلي الذي كان سيضيف لرصيد السودان ومصر مليارات الامتار من المياه.

ومما لاريب فيه ان التوغل الاسرائيلي يجري تحت رعاية اميركية مباشرة. فمشروع ترحيل اهل غزة الى مناطق في "اثيوبيا واندونيسا وليبيا" جاء بعد لقاء رئيس الموساد الاسرائيلي مع المبعوث الاميركي للشرق الاوسط "استيف ويتكوف"، اذ طلب الاسرائيلي من الجانب الاميركي ان توفر مرغبات لهذه الدول الثلاث لاقناعهم بالمخطط الرامي لاجلاء مليوني فلسطيني من اراضيهم. وفي نفس السياق صرح امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم: ان المقاومة شكلت عنصر استقرار للبنان اذ منعت العدو الاسارائيلي من تنفيذ اي عدوان على مدى 17 عاماً، وافشلت المشروع الاستيطاني الاسرائيلي في جنوب لبنان. مشيراً الى ان لبنان يواجه ثلاثة اخطار حقيقية: العدوالاسرائيلي من الجنوب، وادوات داعش من الشرق، والطغيان الاميركي الذي يسعى لفرض وصاية على لبنان وتعطيل قدرته على اللحياة واتخاذ القرار.

وقد كتب عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام "محسن رضائي" على منصة اكس، رداً على الاحداث الاخيرة في سوريا وهجمات الكيان الصهيوني: اعطوا الجولان، واقبلوا شروط تل ابيب، وافتحوا الابواب لاميركا، واذا تعرضتم للقصف فلا تحتجوا، هذا هو القانون الجديد وغير المكتوب للمنطقة. استيقظوا ايها العرب!

إن الغرب والكيان الصهيوني وحلفاءهم سائرون في عداوتهم لاسيما مع بدء القرن الماضي. فكان وعد بلفور  الذي قطعه وزير خارجية بريطانيا بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين اذ كسبت بذلك تأييد اميركا التي يسيطر عليها النفوذ اليهودي.

ولا ننسى ان مؤتمر بال "الذي عقد في مدينة بازل السويسرية" في 29/8/1897 ، كان يهدف لاقامة وطن قومي لليهود في فلسطين يضمنه القانون العام. فاضحت فلسطين سليبة غدرت بها كل ايادي الشر في هذا العالم، ويظل هناك بريق امل في حضور قيادات حكيمة وقفت امام المحن لتضع كل ما هو متاح لها من قدرة مادية وسياسية في خدمة شعوب المنطقة. ولعل كلمة سماحة قائد الثورة الاربعاء الماضي تكعس حانباً من المواجهة بين الحق والباطل حين قال "لقد قام الشعب الايراني بعمل عظيم في هذه الحرب المفروضة الاخيرة. فليم يكن في اطار العمليات العسكرية فقط بل كان ثمرة العزيمة والارادة والثقة بالنفس..... بالاستعداد لمواجهة اميركا وحليفها الكلب المطيع في المنطقة...".