المرجع السيستاني يناشد العراقيين الابتعاد عن التحريض الطائفي والاساءة للنسيج الوطني
النجف الاشرف – وكالات : ناشد المرجع الديني الاعلى آية الله السيد علي السيستاني الاحد، المواطنين بالابتعاد عن أي تصرف بتوجه قومي أو طائفي يسيء الى وحدة النسيج الوطني، فيما شدد على ضرورة اجتناب المظاهر المسلحة خارج القانون، مطالباً الجهات الرسمية بمنعها. ونقل موقع "السومرية نيوز" عن السيستاني في بيان صدر عن مكتبه: ان "على جميع المواطنين ولاسيما في المناطق المختلطة ان يكونوا بأعلى درجات ضبط النفس في هذه الظروف الحرجة"، مشددا على ضرورة "ان يعملوا على ما يشدّ من أواصر الالفة والمحبة بين مختلف مكوّناتهم".
وناشد السيستاني المواطنين بـ"الابتعاد عن أيّ تصرف ذي توجه قومي أو طائفي يسيء الى وحدة النسيج الوطني للشعب العراقي"، مطالبا بـ"اجتناب المظاهر المسلحة خارج الأطر القانونية"، ودعا الجهات الرسمية ذات العلاقة الى "اتخاذ الاجراءات اللازمة للمنع منها".
من جانب اخر، طالب السيستاني "بعض القنوات التي تضع صورته باستبدالها بالعلم العراقي".
وكانت المرجعية الدينية دعت الجمعة الماضية القادرين على حمل السلاح ومقاتلة "الارهابيين" الى التطوع للانخراط في صفوف القوات الامنية، فيما طالبت بتكريم الضباط الذين "ابلوا بلاءً حسنا".
من جانبه أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن تحرير المناطق التي سيطرت عليها داعش سيبدأ قريباً ولن ينتهي قبل إنهاء هذه الجماعة وطردها من كامل الأراضي العراقية. وقال في تصريح: ان ما حصل مؤخرا لم يكن نقصا في السلاح وانما خدعة ومؤامرة وتواطؤ من جهات معروفة متوجها كلامه الى جماعة "داعش" بالقول: "ماهي الا ساعات وتصلكم جموع المتطوعين".
وبحسب موقع السومرية نيوز، فقد توعد المالكي باتخاذ عقوبات قاسية بحق المتخاذلين الذين تركوا مواقعهم.
واكد رئيس الوزراء العراقي ان فتاوى المرجعية العليا وعلماء السنة هي لحماية الوطن والعراقيين جميعا، مخاطبا العراقيين بالقول: "لاتسمعوا لمن يتكلم بكلمة سنة وشيعة".
واوضح المالكي، ان العالم اجمع اصطف معنا كعراقيين لقتال تنظيم "داعش"، موضحا "من سامراء وجنب الاماميين العسكريين (عليهما السلام) سنبدأ بدحر الارهاب.
اعلنت السلطات العراقية امس الاحد مقتل 279 ارهابيا داعشيا في مناطق مختلفة من العراق خلال الـ 24 ساعة الماضية، مؤكدة ان الوضع الامني في بغداد مسيطر عليه بشكل كامل. وقال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية الفريق قاسم عطا في مؤتمر صحفي ببغداد: "خلال الـ 24 ساعة الماضية تم قتل اكثر من 279 ارهابيا في مختلف المناطق"، مؤكدا ان القوات الامنية "استعادت المبادرة".
واضاف عطا "الوضع الأمني في بغداد مسيطر عليه بشكل كامل والقوات الأمنية تقوم بعمليات استباقية على اوكار الارهابيين".
واكد ان القوات الجوية وجهت ضربة مهمة وقتلت عشرات الارهابيين في منطقة بلد، مشيرا الى ان مقتل 14 ارهابيا في منطقة التاجي.
وتم في المؤتمر الصحفي عرض تسجيل فيديو يوثق العمليات الامنية لتدمير اوكار الارهابيين في قاطع صلاح الدين.
من جهته اعتبر خبير عسكري ولواء ركن متقاعد ان اسباب انسحاب الجيش من الموصل يعود الى التكوين الامني الممتد من التكوين السياسي، وتعرضهم الى حرب نفسية نفذها كبار قادة الجيش السابق.
واضاف ان "ما حصل في الموصل لا يمكن ان يحصل في بقية المحافظات، لعدم وجود حاضنات لهم في بقية المحافظات"، متوقعا عدم قدرتهم في التمسك بمحافظة صلاح الدين، فضلا عن خسارتهم في منطقة العظيم في ديالى وحرق اكثر من 90 الية ومنع داعش من بسط سيطرتهم على المنطقة.
وتابع اللواء خلف ان "القوات المسلحة تتعرض الى حملة من الحرب النفسية يقودها ضباط في الجيش العراقي السابق، هم خبراء في الحرب النفسية، واستثمروا هذه الاحداث، وهناك اتفاقات سرية جعلت من الفرق الثلاث تنهار بهذه السرعة".
وعن التهديدات التي اطلقتها الجماعات الارهابية وعزمها دخول بغداد، اوضح خلف ان "موضوع حرب المدن بحاجة الى الحاضنة، في حين ان معظم مناطق بغداد لا تتحمل هذا الوضع"، مشيرا الى ان معظم مناطق بغداد لا تتقبل اية حواضن لهم، باستثناء بعض مناطق اطراف بغداد وبشكل نسبي، ما يجعل اقترابها من بغداد امر صعب.
واوضح ان "بغداد فيها مليون قطعة سلاح، بمعنى مليون مسلح، جلها يرفض دخول الجماعات الارهابية، نعم يمكنهم تفجير سيارة مفخخة او عملية انتحارية، لكن الدخول الى بغداد كما دخلوا الموصل امر مستبعد تماما".
من جهته قال مصدر امني في قضاء تلعفر انه تم ابادة جميع عناصر تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) التي هاجمت مركز المدينة فجر امس بالكامل، مشيرا الى وقوع نحو 70 قتيلا وجريحا مع تدمير 5 عجلات للمسلحين وقتل من فيها.
وقال المصدر في حديث لـ "شفق نيوز" ان "القوات الامنية مدعومة من ابناء العشائر تمكنت من احباط الهجوم الذي نفذته قوة من تنظيم داعش فجر اليوم على قضاء تلعفر واستبقته بقصف بعشرات قذائف الهاون".
وبحسب المصدر فان "الاشتباكات اسفرت عن مقتل 18 مسلحا، وتدمير 5 عجلات تابعة للمسلحين مع مقتل من فيها".
واشار الى ان "جميع القوة التي هاجمت تلعفر تم ابادتها، ولم يتمكن اي عنصر منهم من الفرار، فضلا عن ان طائرات الجيش العراقي تحوم في سماء المدينة لمساندة القوات الامنية وابناء العشائر".