kayhan.ir

رمز الخبر: 209602
تأريخ النشر : 2025July15 - 20:58
خلال اجتماع وزراء خارجية دول شنغهاي في الصين..

عراقجي: العدوان على ايران وجه ضربة قاتلة للدبلوماسية وسيادة القانون

 

 

 

 

 

 

 

 

*استشهاد واصابة أكثر من 6850 شخصًا من الأبرياء خلال الهجوم الصهيو- اميركي على ايران

 

*حالة انعدام الأمن في المنطقة ستبقى قائمة ما لم يتم كبح سلوك الكيان الخارج عن القانون

 

 

*ينبغي إنشاء آلية دائمة لرصد وتوثيق وتنسيق الردود على العدوان العسكري والأعمال التخريبية والإرهاب الحكومي

 

*إنشاء "مركز لدراسة ومواجهة العقوبات الأحادية يتولى وضع استراتيجيات عملية للتصدي للعقوبات الاقتصادية

 

*تشكيل "منتدى الأمن الإقليمي لشنغهاي" بمشاركة المؤسسات الدفاعية والاستخباراتية للدول الأعضاء لمواجهة التهديدات المشتركة

 

 

طهران-تسنيم:-قدم وزير الخارجية عباس عراقجي، خلال اجتماع وزراء خارجية منظمة شنغهاي للتعاون، أربعة مقترحات لتحسين أداء المنظمة.

وأعرب عراقجي عن خالص امتنانه لجمهورية الصين الشعبية على استضافتها لهذا الاجتماع المهم قائلا: اليوم، أكثر من أي وقت مضى، تقف منظمة شنغهاي للتعاون في الطليعة كمؤسسة متعددة الأطراف رئيسية تدفع التعاون الإقليمي والدولي قُدُماً، وتواجه الأحادية والتهديدات الناشئة.

السيدات والسادة،

اسمحوا لي أن أبدأ كلمتي بالإشارة إلى تطور بالغ الخطورة في منطقة غرب آسيا: العدوان والهجوم المسلح الذي شنّه الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

في الساعات الأولى من فجر يوم الجمعة، 13 يونيو، بدأ الكيان الإسرائيلي هجمات إرهابية وعسكرية وحشية على بلادي.

لقد استُهدِفت عمداً المناطق السكنية والبُنى التحتية المدنية والعامة؛ وتم اغتيال عدد من القادة العسكريين بوحشية أثناء استراحتهم في منازلهم برفقة عائلاتهم؛ كما قُتل أساتذة جامعيون وعلماء؛ وارتُكبت مجازر بحق مدنيين أبرياء، من بينهم نساء وأطفال؛ وتم الهجوم على منشآتنا النووية السلمية الخاضعة لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

إن انخراط الولايات المتحدة الأمريكية في هذا العدوان — من خلال استهداف المنشآت النووية السلمية الإيرانية — لم يترك أي مجال للشك في أن أمريكا شريك كامل في الحرب العدوانية التي شنّها الكيان الإسرائيلي ضد إيران.

خلال هذه الهجمات المسلحة، استشهد أو أُصيب أكثر من 6850 شخصًا من الأبرياء، وكان الأطفال والنساء يشكلون جزءًا كبيرًا منهم.

وفي إحدى هذه العمليات الإجرامية والإرهابية، قتل هذا الكيان المتمرد خمسة عشر فردًا من عائلة واحدة.

من المهم للغاية أن تُفهَم وتُدان على نحو دقيق وكامل فظاعة هذه الجرائم — وما ينطوي عليه استمرار إفلات الكيان الإسرائيلي من العقاب من تداعيات خطيرة للغاية، في ما يتعلق بالاحتلال، والفصل العنصري، والإبادة الجماعية، وإشعال الحروب في أرجاء منطقة غرب آسيا.

السيد الرئيس،

إن عدوان الكيان الإسرائيلي على إيران يمثل انتهاكًا صارخًا للمادة 2، الفقرة 4 من ميثاق الأمم المتحدة، ويُعد عملًا مسلحًا عدوانيًا.

والأسوأ من ذلك، أن هذا العمل العدواني وُجِّه كضربة قاتلة للدبلوماسية، ولسيادة القانون، ولنظام منع انتشار الأسلحة النووية.

لقد مثّلت الهجمات التي نفذتها الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي ضد منشآت إيران النووية السلمية انتهاكًا جسيمًا لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، والعديد من قرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقرار مجلس الأمن 487 — الذي يدين ويحظر صراحةً أي هجوم على المنشآت النووية الخاضعة لضمانات الوكالة.

لا يوجد أي أساس قانوني يجيز استهداف المنشآت النووية السلمية الخاضعة للرقابة الدولية بناءً على تكهنات سياسية فحسب.

الزملاء الأعزاء،

ستبقى حالة انعدام الأمن في منطقة غرب آسيا قائمة ما لم يتم كبح السلوك الخارج عن القانون للكيان الإسرائيلي والذي لا يزال يحظى بدعم وتشجيع من داعميه.

ومن المؤسف بشدة أن المجتمع الدولي لم يتمكن، خلال العامين الماضيين، من اتخاذ خطوات فعالة لوقف الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، أو لإنهاء احتلال الكيان الإسرائيلي للأراضي العربية المجاورة.

والواقع أن العدوان الذي شنه الكيان الإسرائيلي على إيران هو نتيجة مباشرة لحالة الإفلات المطلق من العقاب التي يحظى بها هذا الكيان — بدعم رئيسي من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية — وهي حالة تسمح له بارتكاب الجرائم في منطقتنا دون خشية من المساءلة.

السادة وزراء الخارجية،

أود أن أعرب عن خالص امتناني للدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون التي أدركت مسؤوليتها الجسيمة في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وأدانت بشدة العدوان الذي تعرضت له بلادي من قبل جيشين يمتلكان أسلحة نووية.

اليوم، تقع علينا مسؤولية جماعية، نحن أعضاء منظمة شنغهاي للتعاون، أن نرفع صوتنا بشكل واضح وموحد — كصوت معترف به للجنوب العالمي.

ينبغي علينا أن نؤدي دورنا كمدافعين عن القانون الدولي والتعددية، وأن نتمسك بالمبادئ الأساسية للأمم المتحدة، بما في ذلك المساواة في السيادة بين الدول، وحظر استخدام القوة.

وفي هذا الإطار، واستنادًا إلى قرار مجلس رؤساء دول المنظمة رقم 2 المؤرخ 7 يونيو 2012 (القسم 5، الفقرة 5.2)، أتقدم بطلب رسمي إلى مجلس رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون للنظر الفوري في حالة العدوان، واتخاذ قرار بشأن تقديم الدعم السياسي اللازم وسائر أشكال المساعدة ذات الصلة للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

السيدات والسادة،

تتمتع منظمة شنغهاي للتعاون بإمكانات جيوسياسية واقتصادية وبشرية واسعة، وهي قادرة — بل ينبغي لها — أن تلعب دورًا محوريًا في مواجهة التهديدات الناشئة، لا سيما الإرهاب الحكومي، والعدوان العسكري، والحرب الإدراكية، والعقوبات الأحادية.

نحن اليوم نواجه ظاهرة معقدة: اندماج الإرهاب الحكومي، والتطرف، والحرب الإعلامية، والعقوبات الاقتصادية، والتهديدات السيبرانية — وكلها تُستخدم في إطار مخطط لإضعاف الاستقلال الوطني، والإطاحة بإرادة الشعوب المستقلة، والهيمنة على موارد ومصير الدول.

في مواجهة هذه الحقائق، يتوجب على منظمة شنغهاي للتعاون أن تعتمد موقفًا أكثر فاعلية واستقلالية وهيكلية للتصدي لتلك التهديدات.

ويجب على هذه المنظمة ألا تقتصر على حماية مصالح الدول الأعضاء، بل أن تشكّل نموذجًا لنظام إقليمي مسؤول ومتوازن وتشاركي.

الزملاء الأعزاء،

نحن نؤمن بأن منظمة شنغهاي للتعاون مؤهلة تمامًا لتكون ركيزة أساسية للنظام العالمي المتعدد الأقطاب الناشئ، وأن تقف بحزم في وجه الأحادية، والنزعة الحربية، والمساعي الرامية إلى تقويض سيادة الدول. إن الطريق أمامنا هو طريق التعاون، والتكامل، والثقة المتبادلة.

وفي هذا السياق، تقدم الجمهورية الإسلامية الإيرانية بكل احترام، الأولويات والمقترحات التالية بهدف تعزيز أداء ومكانة منظمة شنغهاي للتعاون:

إنشاء آلية دائمة لرصد وتوثيق وتنسيق الردود على العدوان العسكري، والأعمال التخريبية، والإرهاب الحكومي، وانتهاكات السيادة الوطنية للدول الأعضاء؛

إنشاء "مركز لدراسة ومواجهة العقوبات الأحادية"، يتولى وضع استراتيجيات عملية للتصدي للعقوبات الاقتصادية غير القانونية، وحماية سلاسل الإمداد، والأنظمة المصرفية، والتبادلات التجارية بين الدول الأعضاء؛

تشكيل "منتدى الأمن الإقليمي لشنغهاي" بمشاركة المؤسسات الدفاعية والاستخباراتية للدول الأعضاء، لمواجهة التهديدات المشتركة مثل الإرهاب، والتطرف، والجريمة المنظمة، والتهديدات السيبرانية؛

تعميق التلاقي الإعلامي والثقافي بين الدول الأعضاء كأداة لمواجهة الحرب الإدراكية والروايات الأحادية التي تروّج لها الأذرع الإعلامية للقوى المهيمنة.