طهران: لن نخوض اي مفاوضات ما لم نتأكد من فاعليتها
*بقائي: الدبلوماسية أداة وفرصة لشرح وجهة نظر ايران والدفاع عن حقوقها ومصالحها الوطنية
*اميركا والكيان الصهيوني بشنهما عدوانًا عسكريًا على إيران دمرا الدبلوماسية قبل الجولة السادسة من المفاوضات
*مجلس الأمن والجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية أصبحت مشلولة بسبب تعنت الولايات المتحدة
*السبب الرئيس لاستمرار جرائم الکیان الصهيوني واستمرار الإبادة الجماعية في غزة هو إفلات هذا الکیان من العقاب
طهران-العالم:- قال المتحدث باسم وزارة الخارجية "إسماعيل بقائي" ان ما يُسمى بآلية الزناد لا أساس قانوني له؛ واللجوء إلى مثل هذه الآلية يفتقر إلى البعد الأخلاقي والقانوني والسياسي.
وقال إسماعيل بقائي في مؤتمره الصحفي امس الاثنين بشأن آلية الزناد واحتمال إعادة فرض اجراءات الحظر إن ما يُسمى بآلية الزناد لا أساس قانوني له؛ واللجوء إلى مثل هذه الآلية يفتقر إلى البعد الأخلاقي والقانوني والسياسي، بالنظر إلى تطورات الأسابيع الأخيرة و من هذا المنطلق فإن التهديد باستخدام آلية الزناد ليس سوى عمل سياسي، ويأتي في إطار المواجهة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وسيقابل برد متناسب ومناسب من إيران.
وأكد أن السبب الرئيسي لاستمرار جرائم الکیان الصهيوني وعدوانه على دول المنطقة، واستمرار الإبادة الجماعية في غزة، هو إفلات هذا الکیان من العقاب.
وقال: لقد شهدنا جميعًا خلال العامين الماضيين إبادة جماعية غير مسبوقة في غزة وعلى جميع الحكومات والمنظمات الدولية اتخاذ إجراءات في هذا الصدد، استنادا إلى مبادئ القانون الدولي والمعايير الأخلاقية والإنسانية.
وتابع قائلا: إن المحكمة الجنائية الدولية، ومحكمة العدل الدولية، ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وآليات حقوق الإنسان، قد أصيبت بالشلل بسبب عرقلة الولايات المتحدة وبعض داعمي الکیان الصهيوني، ومنعتهم من اتخاذ أدنى إجراء فعال.
وقال إن الکیان الصهيوني متهم ومذنب، ويجب محاسبته، کما يجب محاسبة داعميه وخاصةً الولايات المتحدة، بصفتها أكبر داعم للكيان الصهيوني،على قدم المساواة.
وأضاف بقائي: لعل أسوأ جريمة شهدناها خلال العامين الماضيين، وهي جريمة لاإنسانية بكل معنى الكلمة، هي الحصار الشامل لقطاع مكتظ بالسكان، وحرمان أهله من الغذاء والدواء والضروريات الأساسية، ثم جمعهم في مكان واحد وإطلاق النار عليهم مباشرةً.
وأضاف: استشهد المئات حتى الیوم في مراكز توزيع الغذاء وفي طوابير الانتظار لاستلام الغذاء هذا العمل لا يحتاج إلى وصف أو توثيق، فهو بحد ذاته مثال واضح على جريمة ضد الإنسانية وإبادة جماعية وجريمة حرب.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية: إن مسؤولية دول المنطقة، وخاصة الدول الإسلامية، في هذا الصدد جسيمة للغاية وإن عدم اتخاذ إجراءات حاسمة أدى إلى استمرار وتوسع النزعات التوسعية للکیان الصهيوني ومیوله إلى إشعال فتيل الحرب ونأمل أن ترى دول المنطقة والمجتمع الدولي بأسره تطورات العامين الماضيين استمرارا لمیول الكيان الصهيوني التوسعية على مدى ثمانية عقود، وأن تكون على حذر و إذا لم تُتخذ إجراءات حاسمة وفورية لوقف هذه الجرائم، فإن موجة هذه الجرائم ستقتصر بلا شك على نقطة أو منطقة واحدة.
ورداً على سؤال مراسلة قناة "العالم" قال المتحدث باسم الخارجية إنّ كلاً من مجلس الأمن والجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية أصبحت مشلولة بسبب تعنت الولايات المتحدة، مؤكداً أنّ السبب الرئيس لاستمرار جرائم الكيان الصهيوني هو إفلاته من العقاب.
روسيا والصين لطالما كانتا على استعداد للمساعدة في حل القضية النووية الإيرانية
وقال إسماعيل بقائي ردا على سؤال حول نهج الصين وروسيا : لقد أقمنا علاقات ودية مع روسيا والصين، كدولتين تربطنا بهما شراكة استراتيجية. هاتان الدولتان، العضوان الدائمان في مجلس الأمن الدولي، لطالما كانتا على اتصال وثيق بنا في إطار خطة العمل المشترك الشاملة ، وأجرينا مشاورات معهما. وأعلنت الدولتان مرارا وتكرارا استعدادهما للقيام بدور فاعل وبناء في عملية القضايا المتعلقة بالقضية النووية الإيرانية ولا تزال هذه العملية مستمرة.
وأضاف أنه لم يُقدّم أي مقترح أو حزمة محددة، لكن روسيا والصين لطالما كانتا على استعداد للمساعدة في حل هذه القضية، وما زلنا على اتصال مع هاتين الدولتين ودار حوار سري بين عراقجي ونظيره الروسي خلال قمة البريكس وأعلنا اليوم أيضا أن الدكتور عراقجي سيتوجه إلى الصين للمشاركة في الاجتماع الوزاري لمنظمة شنغهاي للتعاون، وهو ما سيكون فرصة جيدة لمواصلة المشاورات.
وأكد أن الاستخدام الانتقائي للمؤسسات الدولية واستخدامها کأداة، للضغط على بعض الدول أصبح ممارسة سائدة، والوكالة الدولية للطاقة الذرية ليست استثناءً من هذه القاعدة.
وقال: إن استضافة ألمانيا للأسلحة النووية الأمريكية والطائرات القادرة على حمل رؤوس نووية تتعارض بشكل واضح مع التزامات ألمانيا بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) ونعلم أن جزءًا كبيرًا من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية الأمريكية موجود في ألمانيا، وهذا دليل واضح على انتهاك هذا البلد لالتزاماته الدولية.
وأشار بقائي إلى ضرورة تدخل المجتمع الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية، قائلاً: لكن الوكالة التزمت الصمت تجاه مثل هذه الحالات، وتتبع نهجا انتقائيا تماما، إنها انتقدت البرنامج النووي السلمي الإيراني، ثم تعرض هذا البرنامج لعدوان عسكري.
وقال إن موقف ألمانيا الأخير الداعم للعمل العسكري للكيان الصهيوني غير صحيح وغير مناسب، وهذا الموقف في الواقع يُقرّ ويشيد بانتهاك القانون الدولي، ويُحمّل هذه الحكومة مسؤولية دولية لأنها دعمت انتهاكًا واضحًا للقانون.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت لدى إيران أي شروط مسبقة محددة لاستئناف المفاوضات، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: لا ينبغي أن تكون الدبلوماسية ميدانا تمثيليا ومخادعا.
وقال لقد كنا جادين في الدبلوماسية والمفاوضات، ودخلنا بنوايا حسنة، ولكن كما شهد الجميع، قبل الجولة السادسة من المفاوضات، شنّ الكيان الصهيوني عدوانًا عسكريًا على إيران في إطار تقاسم المهام مع الولايات المتحدة ولن ندخل في عملية التفاوض إلا بعد أن نثق بجدوى الدبلوماسية وهذه العملية .
وتابع أن الدبلوماسية أداة وفرصة، ولا يجوز لنا حرمان بلادنا من هذه الأداة لشرح وجهة نظر ايران والدفاع عن احقاق حقوقها ومصالحنا الوطنية وكما تقوم القوات المسلحة بكفاءة واقتدار بمهمة الدفاع عن البلاد، فإن الجهاز الدبلوماسي يجب أن يساعد في تحقيق المصالح الوطنية الإيرانية من خلال الاستخدام الأمثل للأدوات الدبلوماسية.
نأمل أن نشهد تطورات إيجابية في ملف السيدة اسفندياري خلال الأيام المقبلة
وتابع: الدول الأوروبية تُدرك جيدًا أن اللجوء إلى آلية الزناد لا مبرر له قانونيا أو سياسيا أو أخلاقيا و يجب محاسبتها قانونيا وسياسيا على ما حدث.
وقال : لو أوفت الدول الأوروبية بالتزاماتها بصدق منذ البداية، لما كنا نواجه الوضع الراهن.
وتابع قائلا إن الفرصة التي منحتها إيران للدول الأوروبية بين عامي 2018 و2019 لتعويض الأضرار والتداعیات الناجمة عن الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة من الاتفاق النووي كانت فرصةً لم تُحسن هذه الدول استغلالها للأسف ولو أنها نفذت التزاماتها، لما اضطرت الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى اللجوء إلى تقليص التزاماتها وفقا لحقوقها بموجب الاتفاق النووي، ولما كنا في مثل هذا الوضع الراهن.
وقال إنه يجب محاسبة الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية الثلاث، بصفتها أطرافا في الاتفاق النووي، على تقصيرها وتقاعسها الذي أدى إلى الوضع الحالي.
وأضاف: من ناحية أخرى، فإن اللجوء إلى مثل هذه الآلية في هذه الظروف یدل علی أن الدول الأوروبية لم تعد تعتبر نفسها طرفًا في عملية المفاوضات النووية، وهو أمر لا أعتقد أنه يرضيها أو يفيدها ومن هذا المنطلق عليهم أن يفكروا أكثر من أي وقت مضى في الإجراءات التي يهددون باتخاذها.
أخبار كاذبة حول العلاقات الإيرانية الروسية تُنشر بهدف الإضرار بها
وقال: فيما يتعلق ببعض الأخبار التي تُنشر بين الحين والآخر بهدف تدمير علاقات إيران مع جيرانها وأصدقائها، لا بد من القول إن الغرض من هذه الشائعات هو إثارة الفتنة والتشاؤم ولحسن الحظ، سارعت وزارة الخارجية الروسية والسفارة الروسية في طهران إلى إعلان موقفهما، بإصدار بيان واضح.
وقال: هذه ليست المرة الأولى التي تُفبرك فيها مثل هذه الأخبار، والهدف منها هو إثارة الفتنة بين الدول التي تربطها علاقات جيدة.
وأضاف: العلاقات الإيرانية الروسية مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح، والأصدقاء الروس يدركون جيدا أن إيران تتخذ قراراتها باستقلالية في جميع قضايا السياسة الخارجية، بما في ذلك القضية النووية. كما لطالما احترمت روسيا هذا الاستقلال وكان هناك تعاون بنّاء بين إيران وروسيا في القضايا النووية وغيرها من القضايا التي تتطلب التشاور، وهو ما سنواصله بقوة إن شاء الله.
العمل الدفاعي الإيراني ضد القاعدة الأمريكية في العديد كان مبنيًا على القانون الدولي
وقال ردًا على سؤال حول رد فعل الدول الأوروبية على هجوم إيران على القاعدة الأمريكية في قطر: إن موافقة ثلاث دول أوروبية على الاعتداءات العسكرية للکیان الصهيوني علی ایران، ومن جهة أخرى، التشكيك في إجراءات إيران الدفاعية، المستندة إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة وحق إيران الأصيل في الدفاع عن نفسها، هو قمة النفاق.
وقال:لا نعتبر تصريحاتهم وادعاءاتهم المتعاطفة بشأن أمن المنطقة ودولها صادقة بأي حال من الأحوال. وأضاف أن العمل الدفاعي الإيراني ضد القاعدة الأمريكية في العديد كان مبنيا تماما على القانون الدولي، وجاء هذا العمل ردًا على العدوان العسكري الأمريكي على المنشآت النووية السلمية الإيرانية و من الواضح لجميع دول المنطقة أن إيران ملتزمة بمواصلة سياسة حسن الجوار وسنسعى بشكل جدي إلى إقامة علاقات جيدة مع جميع الدول المجاورة ولن نسمح لتصريحات الدول التي لم تثبت حسن نواياها أن تضر بعلاقاتنا الإيجابية مع جيراننا.