بيان أم إملاءات "اسرائيل" واميركا؟!
حسين شريعتمداري
1 – ما يتناوله هذا العمود والنتيجة التي ستؤول منه، ليس بالمعقد كي يفتقر الى فهمه ذهن وقاد ولا بالمستور حيث يحتاج دركه التوصل الى وثائق سرية! انه حديث سهل موثق يهضمه الجميع، يستعرض تبعية تيار مبهم للكيان الصهيوني. اقرأوا ولكم الحكم!
2 – ان اسقاط نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية المقدس هدف استراتيجي اساس بالنسبة لاميركا ولا تخفي هي ذلك. وهذا الهدف الستراتيجي لا يتغير مع تغير الحكومات في اميركا.
كالاجراءات العدائية من قبيل: العقوبات، حرب السنوات الثمان، الاغتيالات، الانقلابات، ومواجهة التطور العلمي والاقتصادي في ايران، وعشرات الامثلة الاخرى التي تندرج ضمن مجموعة الاهداف الستراتيجية.
3 – قبل حرب الايام الـ12 ولايام بعد شروعه، كان ترامب ونتنياهو قد شددا على ان هدفهما الستراتيجي والنهائي يكمن في تغيير النظام. الا ان آمال العدو ووجهت برد مدمر من قبل القوات المسلحة للجمهورية الاسلامية الايرانية وكذلك الانسجام واتحاد الشعب والذي يضرب به المثل.فلجأ العدو الذي كان يتوعد بتغيير النظام، الى استجداء وقف اطلاق النار.
4 – وبعد اندحار العدو وخيبة أمله في الحصول على اهدافه التي كان قد اعلنها مسبقا، انبرى تيار سياسي يتأبط سجله بماض مشمئز في ربيع الوطن والتماهي مع الاعداء لقلب النظام، فحمل لافتة الانقلاب بظاهر مخادع.
وهذا التيار قد جمع مقولتين متناقضتين. فهومن جهة ولاجل خداع الرأي العام يعلن مباركته النصر في حرب الـ12 يوماً، ومن جهة ثانية يقترح الهدف الذي ضل عنه العدو اي اسقاط الجمهورية الاسلامية الايرانية كمسار لا حياد عنها!
5 – ان ميرحسين موسوي الذي يتأبط سجلاً قاتماً في مماهاته الواضحة مع اميركا والكيان الصهيوني، يصدر بياناً نيابة عن التيار بائع الوطن المشار اليه آنفاً، يؤكد فيه بصراحة على ضرورة تغيير النظام (!). اذ جاء في البيان:
"ان تجربة الحرب لـ12 يوماً، برهنت على ان الضمانة لانقاذ البلد في ايلاء الاحترام لحق تقرير المصير، مصير جميع المواطنين، فيما النظام الحالي لا يمثل جميع الايرانيين. فالشعب يريد ان يشهد تجديد النظر في تلك الاخطاء. ان اقامة استفتاء لتشكيل مجلس تأسيس يولد منه الدستور سيمهد الطريق لنحقيق حق تقرير مصير الشعب، مما يجعل اعداء هذا الوطن يائسين من التدخل في شؤون البلد"!
6 – ان المجلس التأسيسي هو ما يطلق على مجلس يتم تشكيله لتدوين او اعادة تدوين الدستور في بلد ما، وهو يعني اعمال التغيير في النظام الحاكم!
وبعبارة ثانية فان مير حسين موسوي قد نهض دون ادنى حسم وبالنيابة عن تيار مبهم ومماهاة لاميركا و"اسرائيل" بهدف وامنية "اسرائيل" في حرب الـ12 يوماً. اذ ان تشكيل المجلس التأسيسي لتغيير النظام هو بالضبط هدف تغيير نظام الحكم الذي تستتبعه اميركا و"اسرائيل" كستراتيجية اساس طوال اربعين ونيف عاماً الماضية ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية، وما شددا عليه خلال حرب الـ12 يوماً بصراحة.
7 – ولاجل التعرف على هوية السيد ميرحسين موسوي ينبغي ان نعلم ان ترشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية عام 2009، وطرح خاتمي الذي كان قد رشح قبله هو بأمر اميركا، لا تستغربوا!
ان محمد خاتمي قد اعلن رسمياً ترشحه للانتخابات الرئاسية في التاسع من فبراير 2009، وقد دعمته جميع التيارات التي تدعي الاصلاح، الا انه في يوم 17 اذار 2009 انسحب لصالح ميرحسين موسوي (!) لماذا؟! فما علة هذا الحضور ثم الانسحاب لصالح موسوي؟! لنقرأ!
8 – سبق ان كتبنا انه بعد اعلان ترشح السيد خاتمي قد دونت ما اثار استغراب الجميع ان السيد خاتمي ليس المرشح الاساس للاصلاحيين، مؤكدين انه لا نعلم من هو المرشح الاساس. وبعد مدة اي في 17 اذار اعلن السيد موسوي ترشحه، وبعد ايام انسحب خاتمي لصالح موسوي في الوقت الذي دعمته جميع تيارات ادعياء الاصلاح. لماذا؟!
9 – وكنا قد اشرنا لهذا الامر من قبل انه بعد ملحمة "9 دي" وفشل فتنة 2009، جاء مراسل صحيفة "نيويوركر" الاميركية الى مقر صحيفة كيهان، وقال: جئت فقط لاحصل على اجابة هذا التساؤل انه كيف علمت ان خاتمي ليس المرشح الاساس؟ وكان الجواب ان برنامج خاتمي وموسوي قد اعدتهما اميركا وعلى اساسه لم يكن خاتمي المرشح الاصلي. فتساءل: وكيف توصلت الى هذه النتيجة؟ فكانت الاجابة من خلال الاجتماع الذي عقد قبل اشهر والذي عرف بـ"مستقبل ايران" في جامعة استنفورد باميركا، وبينّا: خلال ذلك الاجتماع تقف السيدة "غيل لابيداس" خلف المذياع لتخاطب الحضور ومن بينهم عدد من الايرانيين، لتقول: اعلم استغرابكم لحضوري، اذ ان تخصصي حول السنوات التي دت الى انهيار الاتحاد السوفياتي.
الا اننا توصلنا الى نتيجة باننا بحاجة في الانتخابات الايرانية " القادمة الى شخصية مثل "يلتسين" وليس مثل "غورباتشوف".
ان خاتمي اشبه بغورباتشوف وعليه ان يعطي مكانه لـ"يلتسين". فلما كنت اعلم ان خاتمي لا يحيد عن املاءات اميركا لذا اعلنت بحزم انه ليس المرشح الاساس، وبالطبع في اجتماع استنفورد لم يتم التطرق لاسم من سيتقمص دور يلتسين، ونحن كذلك لم نكن نعلم ان يلتسين الذي يعنونه هو ميرحسين موسوي. وهكذا كما ترون بوضوح ان خاتمي وموسوي قد طبقا حرفياً املاءات اعداء الخارج!
10 – ولا ضير من ان نشير الى وثيقتين هما غيض من فيض لاجل التعرف على هوية هذا التيار: الاولى: في يوم 11 حزيران من عام 2009 اي بالضبط اليوم الذي قبل الانتخابات، قال "جورج سوروس" في مقابلة مع قناة "سي ان ان" التلفزيونية الاميركية: لا تجري في انتخابات غداً! انها ثورةملونة. اشبه بما فعلنا في اوكرانيا وجورجيا. فغداً ايران ومن موعدنا مع سوريا! (برنامج معد من قبل).
الثانية: وقال "مايكل لدين" المستشار السابق للامن القومي الاميركي في 28 ديسمبر 2010 خلال كلمة في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية: "سيأتي اليوم الذي نجلس ونتحدث عن التأريخ المستور للحركة الخضراء، وستقولون جميعاً ان هذه الحركة قد بدات منذ عام 2009، ولكني اقول لكم اننا لا نعلم وبالامكان ان نوثق ان جذر هذه الحركة يعود الى منتصف ثمانينات القرن الماضي، وخلال عدة مراحل مختلفة تكملت الحركة. ولدي الكثير لاقوله بهذا الخصوص، الا انني سانهي كلامي هنا".
11 – جاء في الخطاب الالهي للرسول الاعظم "ص": "ولو نشاء لاريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم اعمالكم..." الاية 30 من سورة محمد.