kayhan.ir

رمز الخبر: 209339
تأريخ النشر : 2025July11 - 21:24

التبرئة الاميركية للعدوان الاسرائيلي

لبنان واحدة من اقرب النقاط التي خصتها العقلية الصهيونية بمخططات الاحتلال، ولم يكن احتلال لبنان أو جزء من اراضيه وليد العام 1982 في اسبابه وفي بلورته داخل العقلية الصهيونية فالفكرة الصهيونية قائمة على التوسع والاندماج، ولذا فهنالك اهداف مرحلية تخطوها الصهيونية في لبنان. فقد كان الجنوب اللبناني عرضة للعدوان الاسرائيلي منذ عام 1948 حين ارتكبت العصابات الاسرائيلية مجزرة "حولا" وغيرها من القرى الحدودية في وقتها وجه السيد عبد الحسين شرف الدين "احد كبار علماء جبل عامل" رسالة واضحة الى الرئيس بشارة الخوري يطالبه فيها بان تتحمل الدولة مسؤوليتها في حماية المواطنين من الاعتداءات. كما احتلت "اسرائيل"جنوب لبنان عام 1978 وانشأت فيه ميليشات من المتعاونين معها بقيادة سعد حداد ثم انطوان لحد، حتى دخلت بيروت عام 1982 ثم انسحبت وبقيت في الجنوب حتى عام 2000، بعد ان بحث رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق "مناحيم بيغن" والرئيس الاميركي الاسبق "ريغان" طرد اللاجئين الفلسطينيين من لبنان مع الاجتياح، واقترح بيغن ترحيل الفلسطينيين الى دول عربية متعددة مثل: ليبيا أو العراق أو سوريا، وهذا ما نقلته حينها صحيفة هآرتس العبرية.

فيما صرح ريغان بان الدول العربية لها مساحات شاسعة ومياه ونفط ومليارات الدولارات. وصرح بن غوريون: ان لبنان هو نقطة ضعف التحالف العربي... ويجب ان تقوم دولة مسيحية في هذا البلد تكون حدودها الجنوبية لنهر الليطاني....

وفي نفس السياق كانت تصريحات السفير الاميركي لدى "اسرائيل" حينها "صموئيل لويس" لجريدة اللوموند: "ان وزير الدفاع ارييل شارون عرض مخططه لغزو لبنان على المبعوث الاميركي "فيليب حبيب" في كانون الاول عام 1981 م أي قبل ستة اشهر من العدوان،فيما كان الرئيس الاميركي "ريغان" قد طمأن الرئيس اللبناني بعدم السماح لـ"اسرائيل" باي هجوم بالضبط قبل ثلاثة اشهر من الغزو.

واليوم يعتبر المبعوث الاميركي"توماس باراك" ان انهاء ملف سلاح المقاومة في لبنان وحسم أمره، مفتاح اللحاق بمناخ جديد للمنطقة، فهي رسالة مبطنة تعبر عن تحول تكتيكي في مقاربة واشنطن لملف بالغ الحساسية يتمثل بسلاح حزب الله، وهي التي سعت منذ عقود لرعاية تسوية شاملة في الشرق الاوسط، وتنتظر واشنطن قبل ذلك التوصل الى اتفاق سلام سوري – اسرائيلي سيفضي بالضرورة الى اعادة رسم معادلات النفوذ والتحالفات في المنطقة وهو ما نشهده من اجتماعات في العاصمة السورية دمشق بين الادارة السورية الجديدة ابو محمد الجولاني والمبعوث الاميركي الخاص الى سوريا توماس باراك لهندسة اتفاق يقود سوريا الى التطبيع. اذ ان انخراط سوريا في سلام رسمي مع "اسرائيل"، وهي التي كانت احد ابرز الاركان الداعمة لحزب الله اقليمياً واستراتيجياً، بمثابة آلية للضغط على حزب الله لنزع سلاحه.

وفيما يتناغم البعض مع الضغوط على حزب الله واعتبار نزع سلاح المقاومة امراً حتمياً وضرورة حماية لبنان، ومن يدعو الى اسقاط نظرية محو "اسرائيل" من الخريطة وانها قابلة للعيش والشعوب سئمت الحروب، يذكّر الامين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم بان "حزب الله مشروع وعقيدة وخط ولديه امتداد شعبي وهو اكبر حزب موجود في لبنان ولا احد يناقش ان كان سيبقى أم لا ...معتبراً ان السلاح ليس سبب بقاء حزب الله بل هو سبب بقاء لبنان قوياً ولا نقبل بان يكون لبنان ضعيفاً ... مذكراً بان حزب الله هو من اخرج "اسرائيل" من الجنوب ولبنان".

كما واشار الشيخ قاسم الى الدعم الايراني العسكري والمالي والسياسي والاعلامي والاستخباراتي، ملفتاً الى "نحن جماعة نحفظ العهد ونحفظ الاحسان والوفاء وبالنسبة الينا فان الحليف الاكبر هي الجمهورية الاسلامية الايرانية والعلاقة معها علاقة وفاء وولاية وهي خط احمر لنا".

ان تصريحات الامين العام لحزب الله لا تخاطب طائفة او حزب او جماعة بانها هي المنظور الواقعي والنظرة للدولة بمنظور اعتباري، بل التركيز على مواجهة العدو الصهيوني اذ ان غالبية اللبنانيين تعادي "اسرائيل" رغم التباين القومي والديني. وان نجاحات الحزب غير المسبوقة لها كل الاثر على الحس الوطني وموقع لبنان الاقليمي، فاهدى النصر للجميع وما بحث عن مكسب يوازيه في السلطة وانما حض الدولة على وقف الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان وانسحاب جيش الاحتلال من الاراضي اللبنانية المحتلة بشكل كامل وليس فقط من النقاط الخمس والتي هي قمم جبلية عالية تصل الى حوالي 2600 م مطلة على هضبة الجولان وسهل الدولة والجليل وجبل عامل وسهل البقاع، الى الخط الازرق كما ينص القرار 1701 ومن ثم الى الحدود المعترف بها دولياً كما ينص القرار 425 بما فيها مزارع شبعا وانتشار الجيش في الجنوب.