kayhan.ir

رمز الخبر: 209233
تأريخ النشر : 2025July08 - 21:42
رغم تلقّينا رسائل من واشنطن..

الخارجية: الاعتداء على سيادة إيران قوض كل الثقة مع اميركا

 

 

 

 

طهران- تسنيم:- كشف سعيد خطيب زاده، معاون وزير الخارجية الإيراني، أن إيران تلقّت مؤخرًا رسائل من أمريكا تُظهر رغبتها في العودة إلى طاولة المفاوضات، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن الاعتداء على سيادة إيران قوض كل الثقة المتبقية بين الطرفين.

خطيب زاده قال في تصريح له: "وصلتنا خلال الأيام الماضية رسائل من واشنطن تُظهر رغبتهم في العودة إلى المفاوضات. لكن يجب أن نذكّر بأن طاولة المفاوضات كانت قائمة بالفعل، وكنا في خضم مفاوضات مع الأوروبيين في جنيف، عندما تعرّضت تلك الطاولة نفسها لهجوم من قبل أمريكا."

وأضاف المسؤول الإيراني: "أي مفاوضات تحتاج إلى حد أدنى من الثقة والضمانات. كنا نقول سابقًا إن هناك جدارًا عاليًا من انعدام الثقة بين طهران وواشنطن، لكن بعد الاعتداء السافر على سيادة إيران، لم يبقَ من تلك الثقة شيء يذكر."

وأوضح خطيب زاده أن: "مسؤولية أمريكا في انتهاك سيادة إيران لا يمكن التغاضي عنها أو التسامح معها، وهي مسألة لا يمكن تخطيها بسهولة. لكن رغم ذلك، لا تزال الدبلوماسية مبدأ أساسيًا في السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية."

وأضاف: "عندما يحين الوقت المناسب، وإذا رأت مؤسسات الدولة ضرورة لذلك، فإن الجهاز الدبلوماسي سيعلن قراره بشأن المفاوضات."

وفي تصريحات أخرى خلال ندوة افتراضية نظمها مركز الدراسات السياسية والدولية في وزارة الخارجية الإيرانية اليوم الثلاثاء، تحت عنوان: "عدوان الكيان الصهيوني على إيران: آفاق المرحلة المقبلة"، وبمشاركة نخبة من المحللين الإيرانيين والأجانب، قال خطيب زاده: "من يدّعي أن إيران ضعيفة، إنما يسعى لتسويق هذا الوهم لدونالد ترامب. ولكن حين شعر ترامب بضرورة طلب وقف إطلاق النار، أدرك أن إيران ليست دولة يمكن إخضاعها بسهولة."

وأضاف: "الإيرانيون أساتذة في البقاء، وقدرتهم على الصمود هي سرّ دهشة العالم من هذا الشعب."

وفيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، شدد خطيب زاده على أن: "إيران لم تكن، وليست، ولن تكون في يوم من الأيام، ساعية لامتلاك سلاح نووي. لدينا آلاف السنين من الحضارة، ونحن نعرف كيف ندير استراتيجياتنا الوطنية."

"جميع المراسلات والحوارات التي جرت مؤخرًا مع واشنطن تضمنّت مقترحات بناءة لمعالجة المخاوف بشأن الملف النووي، وكان ويتكوف مطلعًا عليها. والكل يعلم أننا أبلغنا الوكالة الدولية للطاقة الذرية بكل خطواتنا بشفافية."

وفي انتقاد مباشر لأوروبا، قال خطيب زاده: "أوروبا اليوم لم تعد تملك أهلية ثقافية أو أخلاقية للعب أي دور استراتيجي في القضايا الدولية. لقد كانت من مؤسسي القيم الليبرالية والمنظمات الدولية، لكنها الآن عاجزة عن حماية تلك القيم حتى داخل مؤسساتها."

وأضاف: "خلال الحرب على غزة، أعربت بعض الدول الأوروبية عن معارضتها، لكن لم يأخذها أحد على محمل الجد. لقد سقطت أقنعة حقوق الإنسان، الأخلاق، القانون الدولي، والمعايير العالمية، وبات الوجه الحقيقي لأوروبا مكشوفًا."

وختم معاون عراقجي بالقول: "إذا كانت أوروبا تطمح لاستعادة دورها الاستراتيجي، فعليها أولاً أن تستعيد صلاحيتها الأخلاقية والثقافية التي فقدتها."

من جهته نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية تصريحات الرئيس الأميركي بشأن رغبة طهران في التفاوض، مؤكداً أنه "من جانبنا لم تُقدَّم أيُّ طلبات لعقد لقاء مع الطرف الأميركي."

وقال إسماعيل بقائي، ردًا على تصريحات دونالد ترامب: "ننفي بشكل قاطع ما قاله ترامب حول طلب إيران التفاوض، ولم نوجّه أي طلب لعقد لقاء مع الأميركيين."

كما أكد المتحدث باسم الخارجية ، أن إيران تدرس خطواتها القادمة تجاة أميركا.

وأوضح أن ثقة الإيرانيين قد تضررت بشدة الآن معتقدا أنه لا توجد ثقة على الإطلاق.

وأكد أن إيران ملتزمة باتفاق الضمانات وتحترم القوانين الدولية.

وتابع إيران أثبتت عزمها الجاد في الدفاع عن مصالحها وكرامتها الوطنية في مواجهة العدوان الاسرائيلي الاميركي.

وأضاف الدعم الذي تلقته إيران في مواقف الدول في جميع أنحاء العالم كان استثنائياً.

وختم قائلا: سياسة حسن الجوار التي تنتهجها ايران منذ عدة سنوات أثبتت أنها مثمرة للغاية.

وكان ترامب قد زعم، خلال لقائه مع رئيس وزراء كيان الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو مساء أمس الاثنين، أنه تم تحديد موعد للتفاوض مع إيران، مدعيًا أن "الإيرانيين يريدون التحدث معنا".

وفي جزء آخر من تصريحاته، كرر ترامب مزاعمه حول البرنامج النووي الإيراني قائلاً: "أعتقد أن الإيرانيين يريدون لقاءنا من أجل تحقيق السلام"، وأضاف: "البرنامج النووي الإيراني تمّ تدميره بالكامل، والوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت أن الموقع الذي استهدفناه في إيران قد تم تدميره."

وتابع قائلاً: "آمل أن تكون الحرب بين 'إسرائيل' وإيران قد انتهت. سنعقد اجتماعًا مع الإيرانيين وسنرى ما سيحدث."

وفي السياق ذاته، أفادت وسائل إعلام أن ستيف ويتكوف، ممثل ترامب في شؤون المنطقة، صرّح بأن اللقاء مع الإيرانيين "سيُعقد قريبًا جدًا، وقد يتم خلال الأسبوع المقبل".