kayhan.ir

رمز الخبر: 209224
تأريخ النشر : 2025July08 - 21:41

غيّر مستشاريك يا سيد بزشكيان!

 

حسين شريعتمداري

1 – نص المقابلة الصحفية التي اجراها المراسل الاميركي "تاكر كارلسون" مع رئيس جمهوريتنا المحترم، نشرت أول أمس اذ افادت وكالة "ايرنا" وموقع رئيس الجمهورية: "لقد اوضح رئيس الجمهورية في حديثه مع المراسل الاميركي "تاكر كارلسون" مواقف بلدنا بخصوص التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والحرب مع الكيان الصهيوني وشروط ايران للاستئناف المحتمل للمفاوضات مع اميركا"! ومع الاعتذار لابد من القول: ان تصريحات السيد بزشكيان في هذه المقابلة فيها هوة لا تردم بين المواقف التي يعتمدها البلد! فقد عرض مواقف بعض المستشارين المتأثرين بالغرب وليست هي مواقف ايران العزيزة (!).

2 – ان بعض ما طرحه رئيس الجمهورية المحترم ليس لا ينسجم مع ما نعرف عن شخصيته وحسب بل تختلف عن المواقف المعلنة من قبله بخصوص اميركا والكيان الصهيوني وحرب الـ12 و... وسأشير لنماذج لهذه الفجوات، لنقرأ!

3 – انه يقول "كنا حول طاولة المفاوضات، وقد دعانا الرئيس الاميركي للتوصل للسلم. وقد قالوا لنا في تلك الجلسة، مادمنا لن نسمح لـ"اسرائيل" فهي لا تهاجم. ولكن في الاجتماع السادس وبينما كنا نتفاوض، واذا بقنبلة ألقيت على طاولة التفاوض عملياً ليدمروا الحالة الدبلوماسية". فهو يخبر بحق عن تفجير طاولة التفاوض مما يعكس "الماهية المخادعة". ولكن باستغراب تام يستطرد: "نحن ليس عندنا مشكلة مع التفاوض"! ويضيف: "ونأمل بعد تجاوز هذه الازمة العودة الى طاولة التفاوض"! وهنا لابد من القول: في الوقت الذي تتحدث يا سيد بزشكيان عن تفجير طاولة التفاوض، فأي مفهوم يستشف من منطوق الاعراب عن التفاؤل بالعودة مرة ثانية لطاولة التفاوض غير الاغماض عن جريمة اميركا والقبول مرة اخرى بالتفاوض المخادع وكونه فخاً؟!

4 – وبعد التأكيد على اننا "ليس عندنا مشكلة مع التفاوض"! يقول: " الا ان جرائم الحرب التي ارتكبتها "اسرائيل" في المنطقة وبلدنا بما في ذلك اغتيال القادة واستشهاد العلماء مع عائلاتهم وقصف النساء الحوامل جعلت الوضع حرجاً". فيا سيد بزشكيان! ان جميع المسؤولين الاميركيين ومسؤولي الكيان الصهيوني بدءأ من ترامب ونتنياهو الى وزراء الخارجية والحرب و.... يصرحون ان هجوم الكيان الصهيوني على ايران لم ينفذ بالتنسيق وحسب بل بمشاركة اميركا. ومع ذلك تتحدث بشكل وكأن لا علم لاميركا بالامر وان "اسرائيل" بهجومها تسببت في العبث بالمفاوضات؟! فيا سيد بزشكيان! ان هذا الكلام لا ينسجم مع شخصيتك، وبالطبع هو يتطابق مع الرؤية المدمرة لبعض مستشاريك!

5 – فيا سيادة رئيس الجمهورية! ألم تهاجم اميركا مواقعنا النووية؟! وألم تستخدم عشرات القنابل بزنة 13.7 طن على مواقعنا في اصفهان ونطنز وفردو؟! وهو ما صرح به ترامب نفسه بصراحة! فما اصرارك على تبرئة اميركا؟! وكأنك ذهبت تشتكي "اسرائيل" عند اميركا! وتعاتب ان الكيان الصهيوني بهجومه على ايران واستشهاد القادة والعلماء والرجال والنساء والاطفال لهذا البلد، قد خلق "الكيان الصهيوني" (ازمة)، وتتوقع جنابك ان ينتهي هذا الوضع المتأزم كي تستأنف المفاوضات! فوجه يا سيد بزشكيان العتاب لمستشاريك با استمرار المفاوضات مع اميركا "ان لم تكن خيانة فهي بالتأكيد حماقة"، واسع لابعاد هؤلاء – سواء اكان شخصاً أو عدة اشخاص – فهو لصالحك.

6 – ونقلت عن ممثل اميركا في المفاوضات: "في تلك الجلسة قالوا لنا ما دمنا لن نسمح لـ"اسرائيل" فهي لا تهاجم. ولكن في الاجتماع السادس، وفي الوقت الذي كنا نخوض الحوار قد ألقوا عملياً قنبلة على طاولة التفاوض ودمروا الوضع الدبلوماسي"! وهنا لابد من الاشارة لامرين:

الاول: نطرح عليك هذا السؤال انه من الذي القى قنبلة على طاولة الحوار؟!أليست هي اميركا التي قامت بهذا العمل الخائن؟! فان كانت الاجابة ايجابية فلماذا تتحدث بشكل وكأن اميركا لا علم لها بعملية القاء القنبلة، وجنابك الان تشتكي لاميركا من جهة ثالثة؟! واذا اعتبرت اميركا هي المسبب لهذا الانفجار لطاولة الحوار، فبعد هذه الازمة – حسب قولك – فمع من تريد ان تتفاوض (!) مع من فجر طاولة الحوار؟! جل الخالق!

الثاني: وقلت: "في ذلك الاجتماع قالوا لنا ما دمنا لن نسمح فلا تهاجم "اسرائيل"! فالمتوقع من جنابك ومن جناب عراقجي ان تعرضا رأي ممثل اميركا على الشعب كي يطمئنوكما ان تصريحات ممثلي اميركا لا يوثق بها ابداً، وبالتالي ما كان الذي اوصلتم به نفسكما والبلد لفخ المخادعة الاميركية، وقد فعلتما!

7 – وقلت في المقابلة: "على حد علمي لم يصدر المراجع على اي شخص فتوى، فالفتوى التي نشرت – وبالطبع لا علاقة لها بالحكومة او بالقيادة – تحصر مسألة اي اهانة للمذهب او الشخصيات الدينية بانها مدانة من الناحية الاعتقادية ولا يمكن القبول بها.  وهذا الامر لا يتعلق برئيس الجمهورية الاميركية او اشخاص آخرين، فعلماء الدين قد اظهروا رؤيتهم العلمية، ولكن هذه الفتوى لا تتضمن مطلقاً معنى القتل او التهديد"! وهنا لابد من القول: "الى الحد الذي يعلمه الجميع"، فان معلوماتك ناقصة وليست حقيقية. فان المراجع العظام قد اكدوا ان من تعرض لساحة المرجعية وقائد الثورة الاسلامية فهو "محارب".

من هنا فان اشخاصاً مثل: ترامب ونتنياهو وآخرين من المسؤولين الاميركيين وزعماء الكيان الصهيوني المنحوس يشملهم هذا الحكم، وان عقوبتهم الاعدام.

8 – فيا جناب السيد بزشكيان! وحسب ما نعلمه عن جنابك فان التصريحات في هذه المقابلة لا تنسجم مع ما نعرفه عن شخصيتك، وفي نفس الوقت فان هذه الرؤية المحرفة قد تكررت بين بعض مستشاريك، وكذلك الان نشهد نفس الرؤى منعكسة في الصحف والمواقع التي تحت اشرافهم. ومن جانب آخر ومع الاعتذار فان جنابك لست متخصصاً في هذه الشؤون وتعتمد مستشارين تعج اذهانهم بالرؤى المنحرفة المذكورة. لذا الرجاء ان تطرد هؤلاء قبل فوات الاوان ولا تسمح لرؤاهم المنحرفة تنعكس على لسانك، مما يحمّل البلد أضراراً لا تجبر.